في دائرة الضوء انطلقت كأس أمم أوروبا 2012، وانطلقت معها متعة وإثارة كرة القدم، وانطلق معها نجوم اللعبة في رحلة البحث عن المجد الشخصي رفقة منتخبات بلادهم.. هؤلاء سيستغلون البطولة الأوروبية للرفع من أسهمهم والتأكيد على أنهم في خانة أفضل ممارسي اللعبة عالميا.. حيث يرغب المتوهجون مع أنديتهم في نقل ذلك على الصعيد الدولي، في حين يرغب آخرون في مداوة جراح فرقهم ونسيان خيبة الموسم المنقضي.. بيد أن ما يجمعهم هدف واحد ألا وهو صعود منصة التتويج في النسخة ال 14 من أقوى وأغلى كؤوس القارة العجوز. يعتبر أندريا بيرلو من أبرز لاعبي المنتخب الإيطالي المشاركين في النسخة ال 14 من كأس أوروبا للأمم 2012، فهو واحد من الأسماء القليلة التي تتمتع بخبرة كبيرة، والتي سيعول عليها «الأزوري» لفعل شيء ما بالبطولة الأوروبية في الحضور التاسع. بيرلو مايسترو وسط نادي جيفونتيس تمر كل الكرات عبر قدميه، وضرباته الثابثة خطر يحدق بمرمى الخصوم، ويصنف في خانة صانع الألعاب المتأخر، والأكيد أن بيرلو واحد من أفضل ممري الكرة الحديثة بالعالم، بعدما نجح اللاعب في فرض اسمه كأبرز صانع ألعاب بملاعب الكالتشيو في العقد الأخير. المهندس الأنيق ذو 33 سنة يدخل مشاركته رفقة «الأزوري» باليورو على أمل مداوة جراح أبطال العالم 2006 بألمانيا، والذي كان بيرلو أحد المحاربين الذين أهدوا إيطاليا اللقب العالمي الرابع، عقب المشاركة المخيبة في آخر نسختين من كأس الأمم الأوروبية 2008 وكأس العالم 2010. ووصل بيرلو رغم تراجع مستواه بسبب تقدمه سنه إلى قمة النضج الكروي، عندما انتقل إلى اليوفي ونجح في الحفاظ على أدائه مستقرا في واحدة من أبرز صفقات الموسم، ليقود فريق السيدة العجوز إلى الظفر بدرع الكالتشيو للمرة الأولى منذ عودته ل (السيري أ). إيطاليا لا تملك نجوما كبارا، لكن وجود بيرلو بجوار القائد والحارس بوفون كاف للحديث عن منتخب متوازن، وكاف للإيطاليين ليتفاءلوا حول إمكانية مساعدته لرفاقه ومنحهم جرعات ثقة تعوض الخبرة التي يفتقدها معظم لاعبي «الأزوري»، بعدما ارتدى المهندس القميص الأزرق في أكثر من 80 مناسبة. قد تكون هذه البطولة -كما شأن للاعبين كثر- الأخيرة لبيرلو رفقة المنتخب الإيطالي نظرا لعامل السن والسماح لسماء أخرى بالظهور على الساحة الدولية، وهو ما يفرض عليه أن يخرج كل ما من جعبته من طاقات لخدمة منتخب بلاده، وتعزيز رصيده من الألقاب دوليا بكأس أوروبا للمنتخبات للمرة الأولى منذ 1968. ما يجهله البعض عن بيرلو أنه شحص لا يحب الكاميرات، ويتهرب من الأضواء، ولذلك تجد أن خرجاته الإعلامية نادرة، فهو من نوعية اللاعبين الذين يختارون الصمت شعار في الحياة، ليتكلموا كرة القدم فوق البساط الأخضر.