في دائرة الضوء انطلقت كأس أمم أوروبا 2012، وانطلقت معها متعة وإثارة كرة القدم، وانطلق معها نجوم اللعبة في رحلة البحث عن المجد الشخصي رفقة منتخبات بلادهم.. هؤلاء سيستغلون البطولة الأوروبية للرفع من أسهمهم والتأكيد على أنهم في خانة أفضل ممارسي اللعبة عالميا .. حيث يرغب المتوهجون مع أنديتهم في نقل ذلك على الصعيد الدولي، في حين يرغب آخرون في مداوة جراح فرقهم ونسيان خيبة الموسم المنقضي.. بيد أن ما يجمعهم هدف واحد ألا وهو صعود منصة التتويج في النسخة ال 14 من أقوى وأغلى كؤوس القارة العجوز. يصف الكثيرون تشابي هيرنانديز بأنه القلب النابض لنادي برشلونة والمنتخب الإسباني، وفي حالة غيابه سيتوقف «لاروخا» والبلوغرانا» عن العمل، رغم أن البعض قد لا يلاحظ الدور الذي يلعبه على البساط الأخضر. تشابي مايسترو خط الوسط سيكون الورقة الرابحة للماتادور في ظل غيابه هدافهم التاريخي (دافيد فيا)، وفي ظل الطريقة المعروفة للعب الإسبان، فإن حضور تشابي باللعبة يعني أن إسبانيا ستستمر في استحواذها على الكرة وتسجيل أكبر عدد من التمريرات القصيرة. ما يميز تشابي عن البقية ليس تميزه فقط على مستوى قدرته الفائقة على قراءة الملعب وتمرير كرات في غاية الدقة فحسب، بل إن صفات كهدوء والجدية والانضباط تجعل من أي مدرب يتمنى لو كان في فريقه لاعب كتشابي هيرنانديز. وقد يكون المايسترو الإسباني على موعد مع آخر مشاركة له في النهائيات الأوروبية، وقد لا يشارك في النسخة المقبلة بفرنسا بسبب تقدمه السن (32 سنة)، ولهذا سيبحث عن تعزيز رصيده على صعيد الإنجازات الدولية رفقة «لاروخا». ورغم بعض الغيابات في صفوف إسبانيا، غير أن حضور تشابي في خط الوسط يبعث على ارتياح الإسبان وقدرة منتخبهم على العودة بلقب ثالث، فهم مطمئنون إلى خط هجومهم لا يجد أي مشكلة في تلقي الدعم ما دام تشابي قائد وسط الميدان. وسيحاول تشابي بحكم أنه الممثل الأبرز لبرشلونة أن يتفادى الحديث عن زملائه في المنتخب ولاعبي الغريم التقليدي ريال مدريد، حفاظا على تماسك المجموعة التي تحاول دائما أن تترك خلافات قطبي الكرة الإسبانية جانبا، خاصة أن علاقته بقائد المرينغي إيكر كاسياس جد رائعة. تشابي الذي اعترف بقوة اليورو، عندما قال إن البطولة الأوروبية أقوى من كأس العالم، مستندا إلى أن البطولة تضم 16 منتخبا من خيرة المنتخبات بالقارة العجوز، بينما المونديال لا يرقى لذلك، بسبب مشاركة منتخبات وصفها تشابي بالضعيفة. القلب النابض لإسبانيا سيكون محط الأنظار ليبصم عن بطولة مثالية بالنسبة له، بعدما اختير في النسخة الماضية بالنمسا وسويسرا كأفضل لاعب، بيد أن ما يهم تشابي أكثر أن يعود تتزين الكأس الأوروبيية بخطوط حمراء وصفراء.