الريال - البارصا.. رغبة «المرينغي» في الثأر وإصرار «البلوغرانا» على التتويج باللقب عادة ما يكون ماي هو شهر بدء درجة الحرارة في الارتفاع مؤذنة بنهاية الأحلام الوردية التي تصاحب فصل الربيع، لكن هذه المرة ستتغير القاعدة، إذ في شهر أبريل ستغدو الأراضي الإسبانية أكثر بقاع الأرض سخونة لأنها على موعد مع استضافة أقوى مباريات كرة القدم في أربع مناسبات في غضون ثمانية عشر يوما: الكلاسيكو بين أفضل فريقين في العالم ريال مدريد وبرشلونة... حمى الكلاسيكو في أبريل، تضاعفت ليتقابل الغريمان التقليديان أربع مرات (1 الليغا، 2 دوري أبطال أوروبا، 1 كأس ملك إسبانيا)، الكلاسيكو رقم 1 لن يقام إلا على أحد أروع المتاحف الرياضية بإسبانيا والقارة العجوز، يتعلق الأمر بملعب سانتياغو بيرنابيو الذي سيحتضن مباراة الكلاسيكو بين المرينغي والبلوغرانا ضمن الجولة الثانية والثلاثين من الدوري الإسباني. مباراة تبدو متكافئة بين فريقين يسطران على موسم مثير، رغم التفوق الواضح لأبناء غوارديولا واحتلالهم صدارة ترتيب الليغا الإسبانية بفارق ثماني نقاط عن مطاردهم المباشر ريال مدريد، الذي يبدو أنه فقد حظوظه بنافسة البارصا على لقب الدوري، وأن حلم الثلاثية التي راود مورينيو وأبناءه قد تبخر بفعل تألق ميسي ورفاقه، وسيكتفي النادي الملكي بالمقارعة على الواجهات المتبقية له (دوري أبطال أوروبا، والكأس الإسبانية). كلاسيكو السبت، سيكون حاسما لتأكيد تتويج النادي الكاتالوني بلقب البطولة، بينما فوز الريال يعني تقليص الفارق إلى خمس نقاط، لكن مهمة المرينغي في خطف اللقب من برشلونة، ستظل صعبة إن لم نقل مستحيلة، إذ يلزمه تعثر البارصا في لقاءين من لقاءاته الستة القادمة، وهو أمر صعب أن يتحقق في ظل الأداء المتزن والثابت من طرف أبناء غوارديولا. لكن المتعة لن تكون غائبة نظرا لتشكيلتي الفريقين الزاخرة بنجوم من عوالم أخرى، يكفي أن الدون كريستيانو رونالدو والزئبقي ليونيل ميسي حاضران في المباراة لإلهاب قلوب ملايين عشاق البلانكو والبلوغرانا في العالم، أسماء أخرى كأوزيل، تشابي، بنزيمة، بيدرو، ألونسو، إينيستا وآخرون... كلهم سيؤثثون ملعب سانتياغو بيرنابيو لتقديم طبق كروي من الطراز الرفيع، سواء من قطبي الكرة الإسبانية أو من طرف واحد. الكلاسيكو عنوان للإثارة والتشويق في أبريل لقاء يشد الأنفاس ويلهب الجماهير. إسبانيا، أوروبا، والعالم أجمع سيوجهون أنظارهم صوب العاصمة الإسبانية مدريد، وبالضبط على أرضية ملعب سانتياغو بيرنابيو، إذ ينطلق اليوم على الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش الكلاسيكو الأول في شهر أبريل ضمن الجولة الثانية والثلاثين من الليغا الإسبانية ... عشاق كرة القدم على موعد مع الإثارة والتشويق في لقاء خاص بين قطبي الكرة الإسبانية (ريال مدريد VS برشلونة) في موقعة نارية يسعى من خلالها الفريقان إلى شيء واحد وهو الفوز على عدوه اللدود. على ملعب البيرنابيو، يرفع ريال مدريد شعار واحدا (النصر والثأر)، حيث لن يرضى رونالدو وزملاءه بنتيجة غير الفوز لتقليص فارق النقاط الثمانية التي تفصله عن برشلونة، إن هو أراد المحافظة على حظوظه في منافسة البارصا على لقب الليغا على بعد ست جولات من إسدال الستار عن بطولة الدوري الإسباني، هذا الأمر سيكون صعبا للغاية كون الريال يحتاج إلى الفوز في مبارياتها الست المتبقية، شريطة أن تتعثر كتيبة البلوغرانا في مباراتين، وهو ما سيكون صعبا إن لم يكن ضمن المستحيلات، لكن الأهم بالنسبة للمرينغي في مباراة السبت هو الثأر من هزيمة الذهاب والتي انتهت بنتيجة قاسية قوامها خمسة أهداف على ملعب الكامب نو ببرشلونة، وإنهاء مسلسل الخسارات المتتالية والنتائج الكبيرة التي ألحقها النادي الكاتالوني بالريال، إذ يعود آخر فوز لريال مدريد على برشلونة عندما فاز الريال موسم 2008/2007 على ملعبه بأربعة أهداف مقابل هدف. ريال مدريد في موقعة الثأر ورد الاعتبار يدخل ريال مدريد اللقاء وهو في أحسن الأحوال، حيث تحسنت نتائج الفريق مقارنة بالمواسم الماضية، ورغم الهزيمة المفاجئة التي مني بها المرينغي بميدانه وأمام جماهيره ضد سبورتينغ خيخون ليفقد حظوظه في المنافسة على لقب البطولة بعد أن ارتفع الفارق ما بينه وبين برشلونة إلى ثماني نقاط، إلا أن نادي العاصمة نجح في العودة من جديد إلى السكة الصحيحة بتحقيقه فوزا مقنعا أمام أتلتيك بلباو في السان ماميس، كما أكد الريال صحوته على الصعيد الأوروبي بانتصاره أمام مضيفه توتنهام ليسطر على كلاسيكو آخر في البطولة الأغلى أوروبيا في دور نصف النهائي بعد أن كان تجاوز دور ال 16 شوكة في حلقة المدريديين، دون أن نغفل نجاح أبناء مورينيو في التأهل إلى نهائي كأس ملك إسبانيا ليعقد على مواجهة ثانية مع برشلونة أياما قليلة على كلاسيكو الليغا. ولن يعاني مورينيو من أي خلل في التشكيلة، إذ شهدت الكتيبة البيضاء عودة كافة المصابين ولعل أبرزهم كاكا وهيغواين اللذين سيكونان وقتين رابحتين في يد البرتغالي عند الحاجة، خصوصا البرازيلي الذي بدأ في استرجاع إمكاناته وسجل هدفين ضد بلباو ومرر كرة حاسمة لرونالدو الذي وقع اسمه في خانة الهدافين في مباراة دوري الأبطال ضد توتنهام والتي انتهت بفوز ساحق (0-4)، فيما سيكون الغائب الوحيد عن لقاء الكلاسيكو من صفوف ريال مدريد ستيبان غرانيرو بسبب الإيقاف لجمعه أربع بطائق صفراء، علما أن غرانيرو لا يشكل عنصر بارزا ضمن مخططات مورينيو، إضافة إلى وجود لاسانا ديارا كبديل في حالة حدوث أي إصابة. من جهة، سيعتمد مورينيو بشكل كبير على نجم الفريق وهدافه الأول كريستيانو رونالدو، هذا الأخير سيحاول هز شباك البارصا للمرة الأولى، وسيسعى جاهدا إلى التألق في لقاء الكلاسيكو والتفوق على منافسه ليونيل ميسي من حيث الهداف. وبجانب رونالدو ينتظر أن يعرف خط السوط حضور تشابي ألونسو من أجل افتكاك الكرات والحد من خطورة ثنائي وسط برشلونة (تشابي هيرنانديز-إينيستا)، كما أن مورينيو قد يجازف بإشراك بنزيمة وأديبايور لأول مرة، مع الاعتماد على مهارات أوزيل في صناعة اللعب واختراقات دي ماريا من الجهة اليسرى. برشلونة يريد العودة باللقب من قلب البيرنابيو من جهته، بات برشلونة هو الآخر، في أتم الاستعداد لموقعة الكلاسيكو، حيث يغرد النادي الكاتالوني في صدارة الليغا بفارق مريح (8 نقاط) عن مطارده ريال مدريد، مما يمنحه بنسبة كبيرة لقب الدوري الإسباني قبل النهاية بست جولات، رغم أن ريال مدريد يبدو متشبثا بخيط رفيع لإسقاط برشلونة في موقعة البيرنابيو وانتظار هدايا من فرق الليغا، وبالتالي فإن فوز برشلونة بهذا اللقاء يعني تتويجه بلقب الليغا الإسبانية للمرة 20، والثالث على التوالي. ويمر أبناء غوارديولا بفترة رائعة نجحوا خلالها من التأهل بسهولة إلى نصف نهائي دوري الأبطال على حساب شاختار الأوكراني بنتيجة(1-5) من مجموع المبارتين، ليضربوا موعدا مع غريمهم التقليدي ريال مدريد، وهو الموعد الذي تجدد أيضا في كاس ملك إسبانيا بملعب الميستايا. كما يريد ميسي وزملاؤه تكرار سيناريو مباراة الذهاب، التي انتهت بخماسية نظيفة في شباك كاسياس بملعب كامب نو، ومعادلة رقم الريال في ست انتصارات متتالية في الكلاسيكو. في المقابل، ستعرف هذه المباراة غياب كارلوس بويول أحد ركائز خط دفاع البلوغرانا بداعي الإصابة، كما أن كل من ماسكيرانو وبويان وإيريك أبيدال لن يشاركوا في اللقاء للإيقاف أو بسبب الإصابة، ورغم ذلك فإن برشلونة لن يتأثر كثيرا بهذه الغيابات، لأن الحلول أمام غوارديولا موجودة إشراك بوسكيتش كقلب دفاع إلى جانب جيرارد بيكيه، إضافة إلى توفره تشكيلته على لاعبين قادرين على اللعب في مواقع عديدة. وسيعول غوارديولا على ثلاثي الفريق وأفضل لاعبي العالم المكون من النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى جانب مايسترو خط الوسط والمتألق أندريه إينيستا، حيث يشكل هذا الثلاثي القوة الضاربة لبرشلونة في جميع لقاءاته، دون إغفال خط الهجوم بتواجد كل من بيدرو ودافيد فيا، غير أن الكلمة ستأتي من الزئبقي ميسي الذي يوقع على موسم استثنائي رفقة البارصا، ويسعى إلى زيارة إلى شباك كاسياس مرة أخرى، في منافسة شرسة مع مارد الريال رونالدو حول لقب «البتشيتشي»، دون أن نغفل خطورة الجناح الأيمن للفريق دانيال الفيش الذي قد يخلق مشاكل كثيرة في الجهة اليسرى لريال مدريد.