فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    جثمان محمد الخلفي يوارى الثرى بالبيضاء    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البارصا والريال كلاسيكو الاثنين في عيد ميلاد البارصا
نشر في ناظور سيتي يوم 27 - 11 - 2010

حرب أهلية بين مملكة الريال مدريد ومناضلي كاتالونيا
ورقة تقديمية لمباراة الكلاسيكو. من إعداد : محمد كاريم
لا حديث يعلو في إسبانيا والعالم بأسره نهاية هذا الأسبوع وبداية الأسبوع المقبل عن مقابلة الكلاسيكو التاريخية بين قطبي الكرة الاسبانية ، والغريمين الازليين الريال مدريد وإفس برشلونة بملعب نيوكامب بالعاصمة الكاتالونية ، حيث تتناسل التصريحات والخرجات الإعلامية القبلية لمسئولي الفريقين من لاعبين ومدربين ورؤساء ومنخرطين ومناصرين،أبطالها المؤسسات والمقاولات الإعلامية بمختلف تلاوينها حيث يتعدى تأثيرها ما هو محلي إلى نطاق العالمية.
كلاسيكو آخر من كلاسيكوهات بداية القرن بين عملاقي الكرة الاسبانية والعالمية سيستمتع أزيد من مليارين من المشاهدين ومُحبي كرة القدم الجميلة عبر كل أرجاء العالم لمشاهدة نجوم من كوكب أخر غيلر معذورون طبعا إن أخلفوا وعدهم مع الفرجة والاحتفالية التي يتطلع إليها العالم في طبق كروي من الخيال تمتزج فيه رائحة الرياضة بالسياسة.
كلاسيكو هذا الموسم تاريخي بكل المقاييس ، على إعتبار أنه سيجرى في يوم الاثنين على غير العادة، عكس ما هو مألوف ومعتاد لدى الجماهير الرياضية حيث موعد مباراة الكلالسيكو بين الغريمين التقليديين البارصا والريال غالبا ما تجرى يومي السبت والأحد، وقد خلف تحويل موعد مبارة الكلاسيكو ردود فعل قوية داخل الأوساط الرياضية الاسبانية أبرزها هو الرأي الصادر عن مانويل أريو ، المسؤول عن مختلف الجوانب الاقتصادية والماركوتينغ بالنادي الكاتلوني، حيث صرح بأن تأجيل المبارة ليوم واحد أفضل بكثير من تقديمها ليوم السبت خصوصا وأن المبارة تزامنت مع مقابلة البارصا مع الفريق اليوناني باناتينيكوس برسم منافسات عصبة الأبطال الأوروبية في يوم الأربعاء 24 من الشهر الجاري، وهو ما يمنح الفريق أربعة أيام كاملة للاستعداد لمباراة الكلاسيكو التي تشد إليها أنظار عشاق اللعبة عبر كل بقاع العالم، وتحضى بمتابعة إعلامية لا نظير لها.
ويعود السبب وراء تحويل تاريخ مباراة الكلاسيكو من يوم الأحد الى الاثنين 29 من الشهر الجاري إلى الانتخابات الكاتالونية التي سيعرفها الإقليم في يوم الأحد 28 نوفمبر الجاري، وذا ما تفهمه مسئولو فريق البارصا الذين أكدوا أنهم كانوا يرغبون في خوض المباراة في يوم الأحد، لكن تزامن ذلك مع الانتخابات في الإقليم الكتالوني مع ما يفرضه ذلك من مختلف التدابير الأمنية المحكمة، وكذلك من إكراهات النقل التلفزيوني حيث صرح خاومي روريس مالك ميديا برو المؤسسة لتي تمتلك حقوق النقل التلفزيوني للدوري الاسباني أن القرار أتخذ أيضا بسبب انشغال الكثير من الموظفين والمتطوعين بالانتخابات الكاتالونية ومعظمهم من مشجعي برشلونة، وهو الأمر الذي سيحرمهم من مشاهدة المباراة في حال إقامتها يوم الأحد.
كلاسيكو تاريخي أيضا بين الفريقين وذلك لان المباراة ستدور في نفس اليوم الذي دارت فيه مباراة الموسم الماضي والتي عرفت تفوق البارصا بفضل قنبلة السويدي زلاتان ابراهيموفيتش، في شباك الحارس إيكير كاسياس.
هذا فضلا عن كونها وهو الأهم ستتزامن مع الذكرى 111 لميلاد الفريق الكاتالوني ، والذي تأسس في يوم 29 نوفمبر 1899 على يد رجل الأعمال السويسري هانزجامبر.
وستكون هذه المرة هي الثالثة عبر التاريخ التي سيجرى فيها الكلالسيكو يوم الاثنين بعدما كانت الأولى في 30 مارس 1964، والثانية في 03 أبريل 1972 واللتين تزامنتا مع الأعياد الدينية (سيمانا سانتا)، حيث فاز فريق الريال مدريد بالمباراة الأولى بواقع هدفين مقابل هدف واحد، في الوقت الذي تغلب فيه برشلونة خلال المباراة الثانية بهدف دون رد، عرف توقيع اللاعب أسينسي في الدقيقة 11 من عمر المباراة، علما أن فريق الريال مدريد هو من فاز بلقب البطولتين معا، ودأب القيمون على برمجة مباريات الليغا الاسبانية على برمجة مباريات الفريقين البارصا والريال يوم الأحد منذ سنة 1929، والتي عرفت تفوق الفريق الملكي بهدفين لواحد إلى غاية المنعرج سنة 1979 ، حيث بدأت أيضا برمجة المباريات خلال أيام السبت ، ولهواة الغوص في تاريخ البطولة الاسبانية فإنه تمت برمجة مباراة الكلاسيكو بين البارصا والريال في يوم الثلاثاء 09 ابريل 1968 ، وذلك بعدما كانت مقررة ليوم الأحد نتيجة وفاة مدافع برشلونة خوليو سيزار بينيتيز، وهي المباراة التي انتهت على إيقاع التعادل الايجابي هدف لمثله، علاوة على برمجة مباراة أخرى بين العملاقين الاسبانيين البارصا والريال في يوم الأربعاء 13 أكتوبر 1999 ، وهي المواجهة التي انتهت بالتعادل الايجابي هدفين في كل شباك من توقيع البرازيلي ريفالدو، والبرتغالي لويس فيغو للبارصا، في حين سجل للريال مدريد راوول بلانكو الثنائية، في مباراة شهدت طرد المهاجم الهولندي في صفوف البارصا باتريك كلايفيرت .
إذا كانت برشلونة قد أختيرت كأفضل فريق إسباني في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، وذلك حسب دراسة من إعداد مركز الأبحاث والنتائج والإحصائيات في كرة القدم الاسبانية والتي كانت صحيفة أس المدريدية السباقة إلى نشرها ، وكذلك دخولها إلى فلك الأرقام القياسية بفوزها بأربع كلاسيكوهات متتالية في عهد المدرب بيب غوارديولا وهو مالم يتحقق في سابق البطولات على امتدادها للريال مدريد ، كما تملك البارصا ما لا يمتلكه أي فريق في العالم وبالأحرى الريال مدريد إنه المعجزة الكروية الأرجنتينية ليونيل ميسي، اللاعب الخرافي الذي لم ولن تستطيع ملاعب ومدارس كرة القدم في الكون إنجاب مثله في كل الأوقات والأزمنة إنه سحر، ومعجزة كروية وعملاق خرافي، أعاد للرقم 10 سحره وهيبته ، فمن نقص الهرمونات الجسدية وقصر قامته إلى عملاق الكرة العالمية ، إذ لا أحد يعرف ما يفعله ميسي بكرة القدم عندما تصل الكرة إلى رجليه،المراوغات والتوغلات والتمريرات الحاسمة ، إنه يرسم اللوحات الفنية الرائعة على أرضية الملاعب المعشوشبة ، إن هذا الفتى الذكي وصاحب السرعة الخارقة، إنه جوهرة تساوي أزيد من 200 مليون دولار ، لسد فم الشركات المتطفلة على اختطاف الأحجار الكريمة من البارصا، أما العملاق مسيي فهو ليس للبيع فلا داعي للقلق إنه للمتعة إسعاد الجماهير ورسم اللوحات الفنية الرائعة ، إنه إبداع رياضي شخصي من إنتاجه حيث يجمع بين رجليه كل مقومات عمالقة الكرة السابقين ، فهو يجمع بين سحر روماريو ، وقوة رونالدو البرازيلي ، ومراوغات فيغو، وأناقة غوارديولا ، وكرات ريفالدو وتقويسات زيدان ، ومع ذلك فهو خجول ومتواضع وهذا ما زاد من عملقته ، وقال عنه زيدان تمنيت لو كان إبني، وبكنباور أحسن من رأيته يلعب كرة القدم، وأرسون فينغر أنه لاعب من الخيال والعالم الافتراضي...
والبارصا إجمالا هو السيستيم الكروي الفريد من نوعه ، حيث كوكتيل من أحسن اللاعبين في العالم أبطال من كاتالونيا العمالقة جعلوا إسبانيا تتربع على عرش الكرة العالمية ، بإحرازهم لقب كأس العالم في المرة الأولى في التاريخ .
الفنان إنيستا، والمايسترو تشافي هيرنانديز قائد الاوركسترا الكاتالونية حيث العزف للبرازيلي دانييل ألفيس ، والتلحين لنجم الكرة الاسبانية دافيد فيا، والرقص لمن دخل التاريخ من أبوابه الواسعة بيذرو هيرنانديز، بين المراقبة لمن حاول الرقص في عرس البارصا أسندت لأحسن زامورا في إسبانيا الحارس فكتور فالديس .
إن البارصا والريال إقتربا من الكمال قبل موعد الكلالسيكو، فالريال مدريد يتصدر البطولة الاسبانية بفاصلة واحدة عن البارصا ، نقطة واحدة إذن تفصل الفريقين في إنتظار الفصل في مبارة الكلاسيكو التي تبحث فيها البارصا عن إزاحة الريال مدريد من الصدارة، والتربع على القمة وكذلك إضافة الكلاسيكو الخامس إلى رصيدها ، بينما الريال مدريد يحاول تحت الضغط الانتصار من أجل التكفير عن مذلات الكلاسيكوهات الأربعة السابقة، والتي جند لها هذا العام الرئيس فلورونتينيو بيريز المترجم البرتغالي جوزيه مورينهو من أجل إسكات أنصار ومنخرطي الفريق الملكي لا لشيئ ، لأنه هو الوحيد الذي حقق للريال مدريد بعيدا عنها ، ما كان يحلم به المدريديون وهو"الوداع بيرنابيو برصا"، وهو الذي بخر حلم الاغنية والشعار الشهير ، " سي سي سي نوس فاموس أمدريد" "نعم نعم نعم سنذهب إلى مدريد".
إذا كان مورينهو حاقدا على البارصا إلى هذه الدرجة فبئس فلسفته التي درسها في جامعة لشبونة ، فبينما كانت الريال مدريد وأنصارها ترتعد فرائصهم العام الماضي من الاكتساح الكتالوني للأخضر واليابس بفضل الماكينة الكروية التي غزت العالم في العشرية الاخيرة والتي كان الريال مدريد من ضحاياها ، حيث لم تصمد محليا وانتهى عنادها بالاذلال والقسوة والمذلة التاريخية، إنها سداسية لا تنسى ، وأوربيا الخروج المتكرر حيث لم ترى النور لثمان سنوات متتالية في كأس أوروبا ، أمام كل هذا وتوجس المدريديين من وصول البارصا إلى نهائي أبطال أوروبا بقلب العاصمة البيضاء ملعب سانتياغو برناربيو ن حيث وُشح المترجم البرتغالي جوزيه مورينهو بلقب جلاد البارصا ولولا البارصا والفلسفة الكاتالونية التي أوصلت مورينهو إلى العالمية لما أصبح في هذه الدرجة من الاهتمام الاعلامي ، إن تطليق مورينهو للفلسفة فتحت لها مصراعيها للاشتغال في الترجمة في عهد المدرب الانجليزي بوبي روبسون ، ثم بعد ذلك مساعدا للمدرب الهولندي لويس فانغال فاليوم أصبح نذير شؤم على الكاتالونيين ،وهو الذي تسلح بالجدار الاسمنتي ووقف في وجه البارصا سدا منيعا لتحقيق حلم النهائي الثاني على التوالي في ملعب سانتياغو برناربيو، فإذا كان مورينهو مُنح في مدريد لقب فخري هو جلاد البارصا ، وقال بأنه تلقى العام الماضي أسعد هزيمة في حياته بانهزامه أمام البارصا في نصف نهائي كأس اوروبا بهدف مقابل صفر، وأنه لا يؤمن بالنجوم الخرافيين، وأن إبنه لال يمكن أن يكون مناصرا ومشجعا لفريق أهان والده وهذا كناية عن البارصا، إن حروبه الكلامية والبوليميكية ، وسلاطة لسانه، واستهدافه للبارصا، لا يستطيع لا فكتور فالديس ، ولا الصحافة الكاتالونية رغم قوة تأثيرها قهر كبريائه، وحقده الدفين على البارصا فالوحيد القادر على قهره بالتواضع هو بيب غوارديولا خبير مدرسة الرد والتجاوب والتحكم في الاستهجان والسلاطة اللسانية ، إن مورينهو بكل تواضع طائر يغرد خارج السرب.
إذا كان ساسة إسبانيا قد تكهنوا بتخمينات مسبقة حول نتائج الكلاسيكو حيث تصنيف اليمين واليسار فإن الريال مدريد مصنف سياسيا في خندقة اليمين الرياضي ، والبارصا تجسيد لأطروحة النضال القومي بإقليم كاتالونيا ، وأحسن رد على تصريحات واستهجان وترهات والاستفزازات الصادرة عن جوزيه مورينهو هو ملعب النيو كامب الذي سيكون مملوئا على آخره، فالكل سيكون ضد من سولت له نفسيته التطاول على رمز القومية الكاتالونية فريق البارصا ، وسيرى مورينهو ما معنى أنه تلقى أسعد هزيمة في حياته الرياضية ، وبرشلونة مدينة المسارح والتمثيلات وأشياء أخرى سنكتشفها جميعا في مقابلة الكلاسيكو الاثنين المقبل ، ويكفيه مهزلة إفتتاحه لسجل العقوبات في الدوري الاسباني بعد طرده مبارة مورسيا في كأس الملك بسسب تعرضه على قرارالحكم ، إنها أقبح وأذل الهوايات الاستفزازية ، وأتبعها بحرب كلامية بالقيل والقال مع مدرب سبورتينغ خيخون والذي وصفه بالحقير والغبي سبب اتهامه بالتساهل في المباريات التي يجريها فريقه مع الفريق الكاتلاني ، وكالعادة كانت البارصا شهيته المفضلة ليقذف به خصومه ، ثم بعد ذلك أكملها ختاما بمسرحية هزلية في ملعب أرينا بأمستردام حيث تتفاوت الاراء حول البطاقات الحمراء التي حصل عليها لاعبو الريال مدريد تشافي ألونسو وسيرجيو راموس ، مما سيجعلهما يخوضان منافسات الدور السدس العشرمن كأس أوروبا وسجلهما خاوي من البطاقات ، وفي انتظار باقي المهازل بالتأكيد فإن الريال مدريد في البطولة لازال رائدا، والبارصا ملاحقة بالقوة ، إنه صراع آخر في الكلاسيكو بين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي على لقب الهداف حيث سجلا لوحدهما 27 هدف ، نقطة واحدة وهدف واحد فوارق صغيرة قابلة للذوبان في يوم الكلاسيكو في قلعة النيو كامب.
إن الساحرالخرافي ميسي لم يُسجل ضد مورينهو كمدرب طوال كل المباريات التي لعبها مع النوادي التي دربها مورينهو من بورتو البرتغالي، مرورا بتشيلسي الانجليزي، وصولا إلى الانتر الايطالي التي انهزمت مرتين أمام البارصا العام الماضي ، ورغم ذلك تأهلت إلى النهائي ، بينما كريستيانو رونالدو لازال لم يفك عقدة وطلاسيم حارس البارصا العملالق فكتور فالديس حتى ولو كان ذلك بضربة الجزاء التي ضيعها في ملعب النيو كامب عندما كان في المان سيتي ، كل هذه المعادلات ستجد حلولها يوم الاثنين 29 نوفمبر الجاري موعد الكلاسيكو.
لاعبون جدد استقطبهم النادي الملكي سيخوضون الكلاسيكو لاول مرة في حياتهم ، أمثال الالمانيين أوزيل وخضيرة والارجنتيني دي ماريا ، في غياب البرازيلي كاكا المصاب ، ومدلل الريال مدريد راوول غونزاليس بلانكو ومن الجانب الاخر فالبارصا عززت صفوفها بالنجم الصاعد للكرة الايبيرية أحد إكتشافات المونديال الاخير المهاجم دافيد فيا، والارجنتيني خافيير ماسكيرانو، وسيغيب أيضا عن كلاسيكو هذا العام مُفجر قنبلة العام الماضي النجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش الذي تخلى عنه غوارديولا لعدم تاقلمه مع فلسفة البارصا وماكينته الهجومية.
لقد إستعد كلا الفريقين لهذا الكلاسيكو حيث وصلا كلاهما إلى ملعب نيو كامب بدون أضرار تذكر، فالريال مدريد بدون هزيمة لحد الان في مختلف المنافسات بعد قدوم مورينهو، وكان آخر مباراة للفريقين في كاس اوروبا هو سحق الريال لفريق أجاكس أمستردام الهولندي برباعية نظيفة، والبارصا تفننت في تعذيب ممثل اليونان وفكت عقدة الملعب الاولمبي بأثينا الذي يحمل ذكريات سيئة للبارصا .
الموعد إذن يوم الاثنين، فبعد كل شيئ تبقى كل الاحتمالات والتوقعات والتكهنات محتملة جدا لان المقابلة الوحيدة التي يصعب التكهن بنتيجتها في جميع دربيات وكلاسيكوهات العالم هو كلاسيكو البارصا والريال، لهذا فالسؤال يبقى مطروحا إلى غاية نهاية المبارة.إنها حالة طوارئ في صفوف البارصا وإقليم كاتلونيا ككل.
ومن طرائف هذا الكلالسيكو هو أن مشجعة برشلونية أجبرت خطيبها المدريدي على الزواج منها في قلعة الكامب نيو، إنها هذه القصة المثيرة تبين لان الحب بامكانه تجاوز التعصب في عالم كرة القدم.
ولهواة التأريخ الرياضي الاسباني فان رجل الأعمال السويسري هانز جامبل عندما حقق حلم تأسيس نادي برسلونة في سنة 1899 لم يكن يتوقع ان يتسبب هذا التنافس بين ناديه القابع في مدينة برشلونة مع أشهر الاندية الملكية في مدريد في صراع سياسي ورياضي دام أزيد من مائة عام ، وحينما نشر جامبر إعلانه بتأسيس نادي برشلونة في 29 نوفمبر 1899 لم تكن لعبة كرة القدم معروفة في منطقة كاتالونيا، أو حتى في إسبانيا نفسها ولكن هذا لم يمنعه من تأسيس فريق لكرة القدم يفوز به ببطولة كأس ماثايا عام 1901 والتي تعرف حاليا باسم بطولة كاتالونيا، أي قبل إنشاء الاتحاد الاسباني لكرة القدم ، وعلى الرغم من تألق نادي المقاطعة الكتالونية رياضيا فإن ظهور نادي جديد في العاصمة مدريد جعله تحت الانظار، وسرعان ما حصل على مباركة الملك ألفونسو الذي منحه لقب ريال او الملكي، ليصبح رسميا من ذلك الحين هو النادي الملكي في إسبانيا، وفي الوقت الذي يشدد الكثير داخل النادي الملكي على عدم الخلط بين السياسة والرياضة ، لاسيما كرة القدم التي تعتبر كيانا مستقلا بذاته في العالم فإن الكلاسيكو يخالف هذه القاعدة .
إن برشلونة هي صوت الاستقلال حيث كانت أكثر من مجرد نادي لقاطني كاتالونيا خاصة بعد الحرب الاهلية اللتي نشبت في البلاد في الفترة مابين 1936 و 1939 ، وتمكن من خلالها الجنرال فرانسيسكو فلرانكو من التربع على عرش إسبانيا وقيامه الديكتاتورية التي دامت في البلاد الى حين وفاته سنة 1975 ، مع فرانكو كانت كل أشكال الاستقلال الاجتماعي والثقافي في كاتالونيا لذا كان برشلونة هو الطريقة الوحيدة التي يتمكن الكاتلانيون فيها من التعبير عن استقلالهم، فأصبحت لقاءاتهم الكروية أمام النادي الملكي أشبه بحروب أهلية صغيرة تجمع بينهما مرتين كل عام ،وزاد من حدة هذه الخلافات والتشدد بين جماهير المقاطعتين الإهتمام المفرط الذي أولاه الجينرال فرانكو للنادي الملكي ،خاصة بعدما رأى فيه الوسيلة التي ستمنكنه من نشر أفكاره ومعتقداته فبدأ يوفر له كافة المصادر والطرق التي تجعله ليس نادي رياضي فحسب وإنما قوة مسيطرة تكتسح أوروبا بأكملها
ومع مقتل رئيس نادي برشلونة جوزيف سينيول على يد أنصار الجينرال فرانكو،إشتاط الكاتلنيون غضبا وقررو صب جم غضبهم على المدريديين .
وأمام دعم فرانكو بدأ ريال مدريد يخطف الألقاب والأضواء وهو ما أثيرت حوله شكوك ومزاعم أن قوة ودبابات فرانكو تحسم وتعد نتائج مباريات البلانكو مسبقا ،خاصة بعد إجبار وإرغام نادي برشلونة بالقوة والتهديد بالقتل في صفوف اللاعبين على خسارة غحدى مبارياتها متعمدا أما النادي الملكي في كأس ملك إسبانيا سنة 1941،وإحتجاجا على هذا القرار الإجباري بخسارة فريقهم قدم الفريق الكتلاني عرضا مخزيا لإكمال المبارة وفقط وبالتالي نجاة اللاعبين بأرواحهم ليفوز الفريق الملكي ريال مدريد بنتيجة 11 مقابل هدف واحد ،وهو مادعى الإتحاد الإسباني لكرة القدم لإيقاف حارس مرمى الفريق الكاتلوني وقتها مدى الحياة ،ولكن لم الإختلافات السياسية والثقافية التي كانت تزيد من مشاعر الكراهية والتعصب في قلوب مشجعي الفريقين ضد بعضهما البعض ،ولكن الصراع على عدة لاعبين على مدار الأعوام زادت من حدة هذه الخلافات ،ففي سنة 1950 كانت صفقة ألفريدو دي ستيفانو أحد المفاتح الرئيسية بين الناديين ،فبعد أن تابعه مسؤولوا البارصا لأعبا لنادي ميليوناريوس الكولومبي وبدأو في المفاوضات مع ناديه وهو ماقوبل بموافقة مبدئية من دي ستيفانو شخصيا باللعب في صفوف برشلونة لكن الجماهير الغاصبة في كولومبيا إحتجت على رحيل أحد أفضل لاعبيها مما جعلهم يتراجعون عن موقفهم ببيع اللاعب لبرشلونة ،لكن النادي الكاتلاني إستمر في مطاردته خلال جولته في إسبانيا وأما الإغراءات المالية لبرشلونة دخل دي ستيفانو مع ناديه في دوامة الصراع ،وفي خضم هذا تدخل على الخط النادي الملكي وخطف اللاعب دي ستيفانو أمام إستغراب وإندهاش العالم ،وبينما حاول الإتحاد الإسباني التدخل لحل هذه الأزمة الكروية بين برشلونة وريال مدريد،لفض النزاع رغم الولاء المسبق للنادي الملكي ،فإقترحة بأن يشارك اللاعب موسمين مع كل نادي لكن رئيس البارصا رفض هذا الإتقاق فكان دي ستيفانو من نصيب ريال مدريد بالقوة والتهديد بالقتل ومحاباة الإتحاد الإسباني لكرة القدم وهذا بكل أمانة للتاريخ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.