سيكون عشاق الكرة المستديرة على موعد مع التشويق والإثارة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة لأن حمى "كلاسيكو" إسبانيا بين برشلونة وغريمه التقليدي ريال مدريد ستنتقل من الساحة المحلية إلى المسرح القاري من خلال مواجهتهما المرتقبة في الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا. ولطالما كانت موقعة الكلاسيكو بين قطبي الكرة الإسبانية محط اهتمام القارة الأوروبية والعالم بأجمعه نظراً إلى سجل الفريقين والعداوة التاريخية بينهما، لكن هذه المرة سيكون الترقب مضاعفاً لأن الفريقين سيتواجهان السبت 16-04-2011 في مباراة ستحسم بشكل كبير هوية بطل الدوري المحلي في حال فوز برشلونة في عقر دار غريمه أو حتى تعادلهما لأنه يبتعد حالياً عن الأخير بفارق 8 نقاط، قبل أن يسافرا الأربعاء 20 من الشهر ذاته إلى فالنسيا في معركة أخرى وهذه المرة على شرف رفع الكأس الإسبانية على ملعب "ميستايا". وشاءت الصدف وقرعة مسابقة دوري أبطال أوروبا ان يلتقي الفريقان في مواجهة بعضهما في الدور نصف النهائي للمسابقة القارية بعد فوز برشلونة على شاختار دانييتسك الأوكراني 5-1 ذهاباً و1-0 إياباً، وريال مدريد على توتنهام الإنكليزي 4-0 ذهاباً و1-0 إياباً، وذلك حسب وكالة الأنباء الفرنسية. وسيكون العالم بالتالي على موعد مع 360 دقيقة (في حال عدم التمديد في نهائي الكأس وإياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا) من التشويق والمعارك التكتيكية بين مدرب برشلونة غوسيب غورديولا ونظيره البرتغالي جوزيه مورينيو. وإذا كانت الغالبية العظمى من المتابعين تعتبر أن مسلسل الصراع بين برشلونة وريال مدريد والاهتمام الإعلامي والجماهيري يشكلون دلائل تشير إلى علو كعب الكرة الإسبانية المتوجة مع "لا فوريا روخا" بلقبي كأس أوروبا 2008 وكأس العالم 2010، فإن هناك قسماً آخر يتحدث عن تدني مستوى المنافسة بعدما انحصرت معركة الدوري الإسباني في الموسمين الأخيرين بين الغريمين التقليديين ما يجعل بطولة "لا ليغا" شبيهة بالدوري الاسكتلندي، حيث الصراع محصوراً بين رينجرز وسلتيك، وذلك لأن فالنسيا الثالث يتخلف حالياً بفارق 16 نقطة عن ريال مدريد!. ويتمنى عشاق الدوري الإسباني المحايدين، وهم قلة نادرة، أن يثأر ريال مدريد لخسارته ذهاباً أمام النادي الكاتالوني بخماسية نظيفة وذلك من أجل إعادة الحياة والإثارة إلى البطولة لأن أي نتيجة أخرى ستحسم الصراع قبل ستة مراحل على نهاية الموسم. وستكون الفرصة متاحة أمام ريال مدريد للتعويض محلياً عندما يواجه رجال غوارديولا الأربعاء المقبل في نهائي الكأس، وهو يأمل أيضاً أن يمتد ثأره من الساحة المحلية إلى القارية عندما يستضيفه في 27 الشهر الحالي في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال قبل أن يحل ضيفاً عليه في الثالث من مايو/ آيار المقبل. ولن تكون المرة الأولى التي يتواجه فيها الغريمان العملاقان في المسابقة الأوروبية الأم، إذ سبق أن تواجها عام 1960 عندما فاز ريال في ذهاب وإياب نصف النهائي بنتيجة واحدة 3-1 في طريقه إلى لقبه الرابع، ثم كرر الأمر ذاته بعد 42 عاما وفاز في ذهاب نصف النهائي 2-0 في "كامب نو" قبل أن يتعادلا إياباً في "سانتياغو برنابيو" 1-1، في طريقه إلى لقبه التاسع والأخير. وأكد مورينيو، الباحث عن أن يصبح أول مدرب يتوج بلقب المسابقة الأوروبية مع ثلاثة فرق مختلفة بعد أن أحرزه مع بورتو (2004) وانتر ميلان الإيطالي (2010)، أنه سيتعامل مع كل مباراة على حدة، مضيفاً: "كل مباراة ستكون مختلفة عن الأخرى، ولا يجب أن يكون لها أي تأثير على الأخرى. نظريتي بسيطة جداً. تخوض الواحدة ثم تحضر بالأخرى. سابدأ التفكير بمباراة السبت اعتباراً من الخميس، ثم بعدها بمباراة الكأس". وبدوره اختار حارس برشلونة فيكتور فالديز مقاربة الاستحقاقات النارية الأربعة التي ستكون بانتظار فريقه باسترخاء، قائلا "سندخل إلى مواجهات الكلاسيكو برغبة كبيرة. سيكون الوضع حامياً لكنه ممتع في نفس الوقت". أما غوارديولا فاعتبر من جهته أن ما ينتظر فريقه في الفترة المتبقية من الموسم يعتبر هدية والنادي الكاتالوني سعيد بقبولها. ورأى غوارديولا بأن فريقه أثبت جدارته تماماً حتى وإن كانت في انتظاره مباريات حاسمة، مضيفاً: "من الآن وصاعداً لا يهم الوضع الذي نحن فيه. ما يهم هو الذهنية والرغبة. إنها هدية سيقبلها أي رياضي بمنتهى السعادة. في هذا الوضع كل ما يمكننا فعله هو شكر اللاعبين، واعتبار ما يحصل على أنه هدية". وعلق غوارديولا على مواجهة ريال مدريد في أربع مناسبات خلال الأسابيع المقبلة، قائلاً: "نتحدث عن فرصة مواجهة أفضل فريق.. لا يهم عدد المرات التي نتواجه معهم، ما زالوا أقوى فريق بكل ما للكلمة من معنى. إنهم الاقوى، الأفضل من ناحية المستوى والفريق الذي لا يمكن إيقافه. سنقبل التحدي ونتطلع اليه".