المجموعة الأولى التشيك: لم تكن الأمور على ما يرام بالنسبة للمنتخب التشيكي في طريقه إلى كاس أمم أوروبا، حيث بسبب وقوعه مع المنتخب الإسباني، اضطر زملاء الحارس بيتر تشيك إلى خوض الملحق ليضمنوا الحضور بالعرس الأوروبي.التشيك التي يبقى المركز الوصيف سنة 1996 أفضل إنجازاتها تعول على المزيج بين الخبرة والشباب لتقديم مستوى جيد، كما فعلت في نسخة البرتغال 2004، عندما ضربت بقوة ولولا الحظ لكان اللقب لرفاق بافل ندفيد. ولعل ما يرفع من معنويات لاعبي التشيك أن القرعة أوقعتهم في المجموعة الأسهل، ما يعني أن فرصتهم في تجاوز الدور الأول ترتفع، لكن طموحهم سيكون أن يتقمصوا في هذه النسخة دور الحصان الأسود. روسيا: تسعى روسيا لأن تكون المشاركة في النسخة الحالية في أراض هي من مخلفات النظام السوفياتي السابق، أفضل من نظيرتها الأخيرة في 2008، عندما توقف قطار الروس أمام الماتدور الإسباني بثلاثية بيضاء.الدب الروسي يعي أن مجموعته أسهل نسبيا من البقية، ولذلك فالمرور إلى الدور المقبل سيكون أمرا متاحا، لكن شريطة تجاوز عقبات المنتخبات الثلاثة التي لن تكتفي بالمشاهدة، وستبحث بدورها عن تأشيرة العبور. أرشافين نجم المنتخب الروسي سيكون مفتاح اللعب، وفي حالة استعادة نجم زينيت سان بطرسبرج لمستواه بشكل كامل فقد يتمكن أرشافين من قيادة الدببة، لتجاوز إنجاز السوفياتيين عندما حققوا اللقب في أول نسخة وحلقوا في سماء الكرة الأوروبية. بولندا: واضح أن بولندا ستعتمد أساسا خلال مشاركتها في البطولة الأوربية على عاملي الأرض والجمهور للقيام بشيء ما، في ظل صراع مجنون بين عمالقة القارة العجوز حول لقب النسخة الرابعة عشر من كأس الأمم الأوروبية. ولم يمتلك بولندا تاريخا مشرفا بالمسابقة، إذ أن مشاركته الوحيدة تعود للنسخة الأخيرة بالنمسا وسويسرا، رغم كون سجله على الصعيد العالمي يبقى محترما باحتلالها المركز الثالث في مونديالي ألمانيا 1974 وإسبانيا 1982 خلال مشاركاتها السبعة.باعتمادها على مجموعة من المحترفين بالبوندسليغا كجاكوب بلازيكوفسكي وروبرت ليفاندو فيسكي، ستعمل بولندا على تجاوز أعتاب الدور الأول، كإنجاز غير مسبوق على صعيد البطولة، ولكي تتجنب مآل الدولتين المضيفتين لآخر دورة. اليونان: يظهر أن على المنتخب اليوناني أن ينسى الماضي الجميل، إن أن أراد يعيد تكراره في النسخة ال 14، فبعدما خطف الإغريق لقب دورة البرتغال قبل 8 سنوات، تمكنوا من تسجيل حضورهم الثاني بالمونديال، لكن الكثير قد تغير. منذ التتويج المفاجئ لم تعد الكتيبة اليونانية قادرة على مجاراة إيقاع منتخبات تطورت بشكل كبير، في حين ظل رفاق المهاجم جورجوس كاراجونيس دون المستوى وودعوا دورة 2008 ب 3 هزائم ومونديال 2010 من البداية. المجموعة الثانية الدانمارك: يدرك المنتخب الدانماركي أن قرعة المسابقة كانت بمثابة كابوس، عندما وضعته في مجموعة الموت ومنافسة شرسة مع الألمان والهولنديين والبرتغاليين، وهو ما يجعله يشكك في فرصهم لمرافقة أحد الفريقين المتأهلين إلى الدور الثاني.«الفايكنغ» من ذوي السوابق في المفاجآت، والكل يتذكر كيف أن منتخبهم في 1992 شارك بعدما وجهت له الدعوة 10 أيام قبل الانطلاق، لكنه قلب الطاولة على الجميع وتوج بطلا لأوروبا، وقد يفكر في تكرارالمفاجأة مرة أخرى.الأكيد أن الدانمارك تؤمن بحظوظها، فهي لا تملك لاعبين كبار، لكن روح «الفايكنغ» قد تكون سلاحا قويا للدانماركيين لإحداث المفاجأة، وعدم هيبتهم للمنتخبات الكبيرة، إضافة إلى روح الفريق والتعاون والجدية. ألمانيا: ألمانيا هي ثاني المرشحين لإحراز اللقب بعد إسبانيا، وذلك بعد اكتسب لاعبوه خبرة خلال الاستحقاقات القارية الأخيرة، بعدما فرض الألمان أنفسهم بقوة بحضورهم الدائم بأدوار متقدمة من بطولتي كأس أمم أوروبا 2008 وكأس العالم 2010.الماكينة الألمانية تسعى إلى كسر النحس الذي رافقها وحرمها من حصد الألقاب، فالكل يرى أن المنتخب الألماني يملك مقومات البطل، ويدرك أبطال العالم وأوربا في 3 مناسبات أن حظوظهم تبدأ عبر التفوق على المنتخب الأفضل (إسبانيا). ألمانيا ستبحث في بداية مشوارها عن تفادي المفاجآت عقب في مجموعة حديدية، إذ تجاوز الدور الأول سيكون انطلاقة مثالية لرفاق مسعود أوزيل نحو الحلم الأوروبي الذي غاب منذ 1996. البرتغال: يوصف هذا المنتخب بأنه غير محظوظ، وذلك لأن نجوما كبار لعبوا به ولم يتمكنوا من قيادته إلى الألقاب، ويكفي أن تذكر نجم ريال مدريد الإسباني كريستيانو رونالدو لتبدأ فرائص دفاع المنتخبات المنافسة في الارتعاد من «صاروخ ماديرا». البرتغال أو برازيل أوروبا يتحسرون على نسخة 2004 التي ضاعت منهم بغرابة، وحاولوا في دورة 2008 دون جدوى، وهم يبحثون في النسخة الحالية عن الظفر بباكورة ألقابهم في ظل زخم نجوم الأندية الأوروبية. والأكيد أن البرتغال تعول على رونالدو لقيادتها للمجد الأوروبي، في ظل الانفجار لمواهب الكابتن رفقة ناديه الإسباني، والذي يبحث رفقة زملائه عن إضافة إنجاز قاري مع المنتخب لسجله المليء بالألقاب. هولندا: يبحث المنتخب الهولندي عن إعادة الزمن الجميل رفقة جيل جديد، فبعد أن أضاع الهولنديون لقب الكأس الذهبية أمام الإسبان، سيدخلون البطولة الأوروبية على أمل تعويض خيبتهم، وإثبات أنهم لا يقلون قوة عن منتخبي «لاروخا» والمانشافت». ويعتقد الكثيرون أن منتخب «الطواحين» يقدم كرة جميلة وأداء راقيا، لكن ما يعاب على رفاق ويسلي شنايدر أنهم منذ لقبهم الوحيد في 1988، لم يتمكنوا من إحراز الألقاب رغم وصولهم الدائم إلى أدوار متقدمة. المنتخب الهولندي أوقعته القرعة في مجموعة الموت، غير أن فان بيرسي وروبن وفان دير فارت وهونتلار يحلمون أن يقودوا منتخبهم إلى اللقب الأوروبي، مع تجنب أي عثرة قد توقفهم عن الدوران. المجموعة الثالثة المجموعة الثالثة إسبانيا: تبحث إسبانيا بطلة أوروبا والعالم خلال مشاركتها بكأس أمم أوروبا 2012 عن الاستمرار في سيطرتها بالقارة العجوز وتسيدها لأقوى المنتخبات العالمية، وأيضا للدفاع عن سمعتها كأنجح منتخب في العشرية الأخيرة. إسبانيا حسب المحليين تبقى المرشحة الأولى لانتزاع لقبها الثاني على التوالي والثالث في تاريخها بعد عامي 1964 و2008، في وقت يبحث أبناء «الفلامنغو» عن تحقيق إنجاز تاريخي بأن يصبحوا أول منتخب يتمكن من حصد 3 ألقاب قارية على التوالي. تشكيلة (لاروخا) جد متكاملة رغم بعض الغيابات، وتضم تشكيلة مثالية لأبرز نجوم اللعبة، بالعملاقين ريال مدريد وبرشلونة كالحارس العملاق إيكر كاسياس والمايسترو كزافي هيرنانديز والساحر أندرياس إنييستا وصخرة الدفاع سيرخيو راموس. إيرلندا: إذا كان المراقبون يرشحون منتخبات للقب، فإن الترشيحات تضع المنتخب الإيرلندي في خانة المودعين للبطولة مبكرا، وذلك راجع إلى تواضع الإيرلنديين على مستوى الخطوط الثلاثة، ما أنهم سيعودون إلى أراضيهم مبكرا. إيرلندا قد تكتفي بهذه الدورة بالمشاركة كشرف كبير لأنها غير مستعدة بعد حتى للمشاكسة، وإن كان من طموح لها فهو أن تحاول الابتعاد عن احتلال ذيل مجموعته، خاصة أنها لا تملك اللاعبين القادرين على صنع الفارق. الأكيد أن المنتخب الإيرلندي سيستغل على الأقل البطولة -إن كان يرغب في بناء منتخب أقوى-، لتحسين مستواه في الاستحقاقات القادمة، فهو يعلم أن تأهله لن يشفع له ليكمل مشواره نحو الأمام. إيطاليا: لا يرى الخبراء في إيطاليا منتخبا قادرا على فعل الشيء الكثير، على خلفية النتائج المخيبة له في السنوات الأخيرة، وبالتالي قد يتم استبعادها من خانة المرشحين للقب، ولو أن اسم الآزوري قد يجعل المرء يعدل عن فكرة استبعاده من المنافسة. إيطاليا عرفت تغييرا كبيرا عن مونديال 2006، بفعل اعتزال أبرز نجومها كتوتي وديل بيرو ونيستا وغيرهم، ولم يبق سوى الحارس بوفون والمايسترو بيرلو ولاعب الارتكاز دي روسي، ما أفقدها الكثير من نجاعتها. وتسعى إيطاليا لتلميع صورتها باحثة عن التربع على العرش الأوربي للمرة الأولى منذ 1986، وربما ابتعادها عن الضغط قد يجعلها تخالف توقعات الخبراء وتبرز كقوة كروية من جديد. كرواتيا: في ظل حداثة عهده ومشاركته للمرة الثالثة في البطولة، يرغب المنتخب الكرواتي في مزاحمة الطليان على بطاقة التأهل ومرافقة الإسبان للدور الثاني، وإن جاء تأهله للنهائيات بشق الأنفس بعد تخطي تركيا في مباراة السد. الكروات لا يملكون سجلا كبيرا على صعيد منتخبهم، ويبقى حصولهم على المركز الثالث بمونديال فرنسا 1998 إنجاز يحق لهم التفاخر به، دون نسيان أنهم نجحوا في فرض اسمهم كمنتخب يحظى باحترام المنتخبات الأوروبية، ويثير أيضا مخاوفها. مهمة الكرواتيين قد تكون ممهدة نسبيا نظرا لأنهم سيواجهون في أولى لقاءاتهم إيرلندا الحلقة الأضعف، وفي المقابل فإن نتيجة المواجهة المرتقبة بين إسبانيا وإيطاليا، ستصب في مصلحته مهما كانت نتيجتها. المجموعة الرابعة أوكرانيا: هي الفرصة الأمثل لأوكرانيا لتسطير اسمها ضمن خانة المتوجين بالكأس الأوروبية، بعدما باتت الكرة الحديثة تلغي التفاوت بين المنتخبات الكبيرة والصغيرة، وتبحث عن أن تكون طرفا في المباراة النهائية التي ستقام بالعاصمة كييف. قد يستغرب البعض ترشيح أوكرانيا للمنافسة، فعاملا الأرض والجمهور ليسا كفيلين لتحقيق المطلوب، وبالتالي فهي مطالبة ببذل كثير من الجهد لتتمكن من التأهل للدور الثاني، ومن تم التفكير في ما تبقى من المشوار. المنتخب الأوكراني سيعتمد على قائده أندريه شفيشنغو الذي قد تكون هذه البطولة الأخيرة رفقة منتخب بلاده، ومجموعة أخرى ما بين الحرس القديم وأسماء يافعة تبحث عن فرصة التألق في أقوى بطولة كروية بعد المونديال. السويد: ستتسلح السويد بطريقة لعبها الجماعية للبحث عن ورقة عبور الدور الأول، ولن نستغرب أن تكون واحد اثنين سيتأهلان عن المجموعة الأخيرة، على الرغم من كون إنجلتراوفرنسا أكبر المرشحين. السويد ستعتمد على مهاجمها العملاق زتلان إيبراهيموفيتش، والذي بمقدوره صناعة الفارق، لكن ليس لمدة طويلة، بجانب مجموعة من اللاعبين الذين يتمتعون بتركيز من الناحية الدفاعية، ما مكنهم من قهر الهولنديين في التصفيات والتأهل كأحسن ثوان. السويد تؤمن بحظوظها في التأهل إلى الدور المقبل وإسقاط «الديكة» أو «الأسود الثلاثة»، لكن عليها أن تؤمن أيضا بأن مغامرتها بالبطولة لن تستمر إلى مدى أبعد في ظل تواجد الكبار الثلاثة، وإن حصل ذلك فسيكون مفاجأة. فرنسا: لا يوجد أدنى شك في كون فرنسا تبقى مرشحة رغم تراجع مستواها، وابتعادها عن خانة المنتخبات الكبيرة، إذ يبحث منتخب «الديوك» عن انطلاقة جديدة منذ اعتزال الأسطورة زين الدين زيدان، والذي ترك فراغا مهولا في صفوف المنتخب الفرنسي. ويرغب الفرنسيون في نسيان الصورة السوداء أثناء مشاركتهم بمونديال جنوب إفريقيا، لرسم صورة أكثر لمعانا خاصة أن المؤشرات ترصد استعادة الديكة لشيء من بريقهم المفقود، بعدما حققوا 18 انتصار ا متتاليا. الكتيبة الفرنسية ستعتمد بشكل كبيرعلى بنزيمة وريبيري ليقوداها للدخول على خط المنافسة على لقب ثالث بعد لقبي 1988 و2000، عقب وصولهما إلى أوج العطاء رفقة ريال مدريد الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني. إنجلترا: دائما ما يدخل المنتخب الإنجليزي كمرشح لإحراز اللقب، لكنه دائما ما يخيب الآمال، في وقت يبقى غير قادر على تجاوز أن ممثل مهد اللعبة لم يستطع في السنوات الأربعين الخيرة القيام بشكل مشرف للكرة الإنجليزية. منتخب «الأسود الثلاثة» يعود للظهور بالمسابقة بعدما غاب عن النسخة الماضية في كبرى المفاجآت، كما أنا لإنجليز بصموا عن مشاركة كارثية بمونديال جنوب لإفريقيا، وستمثل كاس الأمم الأوروبية خير مكان لتعويض الخيبة. المنتخب الإنجليزي لا يمر بظروف جيدة، بسبب غيابات مؤثرة وتغيير المدرب في آخر لحظة، لكنه يبقى مرشحا للتأهل وبلوغ أدوار متقدمة، باستثناء إن كان له رأي آخر ويرغب في الاستمرار السود في الكبوة.