في دائرة الضوء انطلقت كأس أمم أوروبا 2012، وانطلقت معها متعة وإثارة كرة القدم، وانطلق معها نجوم اللعبة في رحلة البحث عن المجد الشخصي رفقة منتخبات بلادهم.. هؤلاء سيستغلون البطولة الأوروبية للرفع من أسهمهم والتأكيد على أنهم في خانة أفضل ممارسي اللعبة عالميا.. حيث يرغب المتوهجون مع أنديتهم في نقل ذلك على الصعيد الدولي، في حين يرغب آخرون في مداوة جراح فرقهم ونسيان خيبة الموسم المنقضي .. بيد أن ما يجمعهم هدف واحد ألا وهو صعود منصة التتويج في النسخة ال 14 من أقوى وأغلى كؤوس القارة العجوز. يعرف أنطونيو كاسانو بأنه من بين أكثر اللاعبين مشاكسة في ملاعب كرة القدم، فالمهاجم الإيطالي وسم على نفسه مثيرا للمشاكل أينما حل وانتقل، غير أن شقاوة كاسانو بدأت في الذوبان في الأيام القليلة بعدما استعاد بريقه وأصبح اللاعب رقم (10) في منتخب إيطاليا. كاسانو سيكون واحدا من الأسماء المحنكة ب «الآزوري» التي يعول عليها الطليان، لإعادة أمجاد الكرة على الساحة الأوروبية، خاصة أن المهاجم الحالي لميلان لم يكن ضمن تشكيلة المنتخب الفائز بمونديال 2006 رغم أن رحلته الدولية انطلقت أمام بولندا سنة 2003، بسبب خيارات مارتشيلو ليبي الذي يستبعد كاسانو دوما. ويجمع الكثيرون أن كاسانو لاعب ممتاز وذو مهارات جيدة وقادر على صناعة الفارق لفريقه، بل إنه غير موقعه كمهاجم صريح إلى الجهة اليسرى، خاصة بعد الخبرة التي راكمها في رحلاته المختلفة بملاعب الكالتشيو، والتي قادته في يوم من الأيام لمجاورة المارد الإسباني ريال مدريد، لكن طبعه قاد للتمرد حتى على مدربه السابق فابيو كابيلو. بيد أن النقطة السوداء في مسار كاسانو، والتي منعته من الوصول للنجومية المطلقة، هي شخصيته المتقبلة التي تدعوه في كل مرة إلى الدخول في مشادة مع مدرب أو إداري أو صحفي أو حتى زميل، مع الإشارة إلى أن شقاوته بدأت في الخفوت تدريجيا، لصالح زميله في المنتخب ماريو بالوتيلي الذي تفوق على كاسانو والجميع. النقطة المضيئة في كاسانو أنه بات أكثر اتزانا، خاصة بعدما أكمل المهاجم السابق لروما عقده الثالث، وهو يتذكر أيضا أن مشاركته في اليورو كانت مهددة عقب خضوعه في نونبر الماضي لعملية جراحية، لكنه عاد لينضم لصفوف الآزوري وبالتالي سيدعم خط الهجوم الإيطالي مع قدرته كذلك على لعب دور صانع الألعاب. لا شك أن كاسانو يدخل يورو 2012 بحثا عن إنجاز مع منتخب «الآزوري»، بعدما أضحى من خيرة المهاجم الإيطاليين منذ اعتزال الثنائي الذهبي توتي وديل بيرو، فالعودة إلى رصيد اللاعب المشاكس سواء مع الأندية أو المنتخب، لكن بحيطة وحذر شديدين خشية أن يقع في مشكلة جديدة قد تحرمه من تحقيق آماله.