في دائرة الضوء انطلقت كأس أمم أوروبا 2012، وانطلقت معها متعة وإثارة كرة القدم، وانطلق معها نجوم اللعبة في رحلة البحث عن المجد الشخصي رفقة منتخبات بلادهم.. هؤلاء سيستغلون البطولة الأوروبية للرفع من أسهمهم والتأكيد على أنهم في خانة أفضل ممارسي اللعبة عالميا.. حيث يرغب المتوهجون مع أنديتهم في نقل ذلك على الصعيد الدولي، في حين يرغب آخرون في مداوة جراح فرقهم ونسيان خيبة الموسم المنقضي.. بيد أن ما يجمعهم هدف واحد ألا وهو صعود منصة التتويج في النسخة ال 14 من أقوى وأغلى كؤوس القارة العجوز. يعرف أندريه شفشينكو أن بطولة أمم أوروبا 2012، والتي تنظمها بلاده منصافة مع الجارة بولندا، هي آخر محفل دولي لارتداء قميص المنتخب الأوكراني، حيث سيبحث أسطورة الكرة الأوكرانية عن ختام المسك بأمجد البطولات الأوروبية. العجوز «شيفا» اللاعب الأبرز في قائمة أوكرانيا دون منازع، ويرجع هذا التميز للمسيرة الحافلة للمهاجم الأوكراني الذي سطر على نجومية رفقة نادي ميلان الإيطالي، وتمكن من الفوز بجازة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في أوروبا سنة 2004. مسيرة شيفشينكو أخذت منحى آخرا عندما «شيفا» قرر الرحيل عن ميلان في قرار اعتبر لدى الكثيرين غلطة العمر للمهاجم الأوكراني، حيث انضم إلى تشيلسي وواجه مشاكل في التأقلم مع الكرة الإنجليزية بعدما كان مرعب الحراس في ملاعب الكالتشيو. ويدرك شفشينكو أن اليورو 2012 سيكون الأخير بالنسبة له نظرا لتقدمه في السن (35 عاما)، وبالتالي سيبحث عن إضافة إنجاز رفقة منتخب بلاده الذي يسجل حظوره للمرة الأولى بالبطولة، إلى رصيده الحافل بالإنجازات دوريات أوكرانيا وإيطاليا وإنجلترا. ويعتبر شفيشنكو معبود الجماهير الأوكرانية، فهو الذي قادها للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا، وها هو الآن يقود كتيبة من الشباب والشيوخ على أمل تفجير مفاجأة من العيار الثقيل، ولو أن الكثيرين يرون أن البطولة لا تلين لأصحاب الأرض. «شيفا» مهاجم من الطراز الحديث، فهو سريع وذو بنية قوية ويجيد التسديد بالقدمين، بيد أن ما يعيبه إحساسه المتزايد بقيمته كأهم لاعب في الفريق إلى درجة تمتعه بصلاحيات دون البقية، وهو الشيء الذي قد يؤثر في انطباع اللاعبين على قائدهم. القليل من يعرف أن بداية شفيشنكو كانت مع رياضة الفن النبيل رفقة المنتخب الأوكراني للناشئين للملاكمة، قبل أن ينتقل للمستطيل الأخضر ويصبح واحدا من أفضل مهاجمي القارة العجوز، بل إنه اختير إلى جانب البرازيلي رونالدو أفضل لاعب في ال 20 سنة الأخيرة. ومن المؤكد أن السنين ال 35 وإصابة الظهر أفقدت المهاجم الحالي لنادي دينامو كييف كثيرا من بريقه الذي سيحاول استعادة جزء قليل من للتألق باليورو لتبدأ أوكرانيا في رحلة البحث عن خليفة لأسطورتها.