في دائرة الضوء انطلقت كأس أمم أوروبا 2012، وانطلقت معها متعة وإثارة كرة القدم، وانطلق معها نجوم اللعبة في رحلة البحث عن المجد الشخصي رفقة منتخبات بلادهم.. هؤلاء سيستغلون البطولة الأوروبية للرفع من أسهمهم والتأكيد على أنهم في خانة أفضل ممارسي اللعبة عالميا.. حيث يرغب المتوهجون مع أنديتهم في نقل ذلك على الصعيد الدولي، في حين يرغب آخرون في مداوة جراح فرقهم ونسيان خيبة الموسم المنقضي.. بيد أن ما يجمعهم هدف واحد ألا وهو صعود منصة التتويج في النسخة ال 14 من أقوى وأغلى كؤوس القارة العجوز. قد يرى الكثيرون أن المنتخب الإسباني يملك فريقا متكاملا في كافة خطوطه، لكنهم يعون أن قوة الإسبان ليست في نجومية لاعبيه فقط، بل في قائد «لاروخا» إيكر كاسياس الذي يعود له فضل كبير في إنجازات الإسبان أوروبيا وعالميا. لاعبو إسبانيا ومشجعو «الماتادور» يدركون قيمة كاسياس كقائد يملك الخبرة الكافية لمساعدة زملائه، كما يدرك راموس، بيكيه، أربيلوا، تشابي ألونسو، كزافي وآخرون، أنهم يخلفون في المنطقة الخلفية المدافع الأول عن عرينهم، وأفضل حارس مرمى بالعالم في العشرية الأخيرة. كاسياس أو «الأخطبوط» حارس يملك قدرة كبيرة على التعامل مع الكرات الثابتة، ويجيد التصدي لقذائف الهون، كما أنه متميز في التدخل بقدميه خاصة في الصراعات القريبة، والجميع يتذكر تصدياته الخرافية سواء مع إسبانيا أو ريال مدريد، والتي اختير بعضها ضمن التصديات الخالدة ل «القديس». ويعتبر المحللون أن كاسياس في طريقه لإزاحة أسماء خالدة في مركز حراسة المرمى، والتربع على عرش أفضل حراس المرمى على مر التاريخ في حالة استمراره على هذا النحو، معتبرين أن مقارنته مع حراس مرمى آخرين غير مجدية، فإنجازاته الكثيرة تصب لصالحه حتى يصنف الحارس الأفضل على الإطلاق. كاسياس الذي تمكن من حصد كل الألقاب سواء على صعيد المنتخب أو النادي، تجاوز الثلاثين ويحلم بأن يستمر قائد لإسبانيا والريال، وأن تستمر الإنجازات، ويرغب «القديس» في حمل كأس أمم أوروبا للمرة الثانية على التوالي، قبل الدخول في رحلة البحث عن كأس ذهبية ثانية بالبرازيل 2014. إيكر كان أحد أبرز الأسماء التي ساعدت في تتويج إسبانيا بلقب يورو 2008، فلم تتلق شباكه سوى هدف يتيم رغم أن دفاعه ليس بالمتكامل أو الصلب، دون أن ننسى تفوق كاسياس على منافسه الإيطالي بوفون عندما تصدى لضربتي جزاء معلنا نهاية مشوار «الآزوري» في دور الربع. من المؤكد أن الظلم طال مسيرة كاسياس، فرغم حضوره الدائم بتشكيلة الفريق المثالي بأوروبا واحتكاره لجائزة أفضل حارس في أوروبا والعالم في السنوات الأخيرة، فكاسياس كان يستحق أن ينال جائزة الكرة الذهبية سنة 2008 بعدما قاد بقفازيه إسبانيا إلى المجد الكروي.