في دائرة الضوء انطلقت كأس أمم أوروبا 2012، وانطلقت معها متعة وإثارة كرة القدم، وانطلق معها نجوم اللعبة في رحلة البحث عن المجد الشخصي رفقة منتخبات بلادهم.. هؤلاء سيستغلون البطولة الأوروبية للرفع من أسهمهم والتأكيد على أنهم في خانة أفضل ممارسي اللعبة عالميا.. حيث يرغب المتوهجون مع أنديتهم في نقل ذلك على الصعيد الدولي، في حين يرغب آخرون في مداوة جراح فرقهم ونسيان خيبة الموسم المنقضي.. بيد أن ما يجمعهم هدف واحد ألا وهو صعود منصة التتويج في النسخة ال 14 من أقوى وأغلى كؤوس القارة العجوز. يرى البعض أن باستيان شفاينشتايغر ليس باللاعب النجم والقادر على قيادة ألمانيا للظفر بلقب رابع في كأس أمم أوروبا 2012، بيد أن تواجده على رأس خط وسط «المانشافت»، يدحض ذلك ويرفع من قيمة اللاعب كقائد يستطيع أن يرفع العلم الألماني في القارة العجوز. شفاينشتايغر لاعب خط وسط بمواصفات عصرية، ورغم أن مهاراته الفنية محدودة، فإن قدرته على اللعب في أكثر من مركز، حيث انتقل من الجهة اليسرى إلى خط الوسط، إضافة إلى تسديداته الصاروخية للكرات الثابتة، وقوته البدنية المساعدة على الاحتفاظ بالكرة، تجعل منه ركيزة أساسية في مخططات المدرب خواكيم لوف. ويعتبر «شفايني» -كما تسميه جماهير البايرن- القائد الفعلي في النادي والمنتخب، فهو يملك رؤية ذكية لزوايا المستطيل الأخضر، ما يساعده على امتلاك الكرة وتمريرها عبر الأطراف وصناعة الفرص، خاصة أنه اكتسب خبرة كافية عقب خوضه لأزيد من 90 لقاء دوليا. شفاينشتايغر يحلم أن جراح النادي البافاري الذي خرج خالي الوفاض من ثلاث بطولات، في موسم للنسيان ل «شفايني» الذي تعرض لإصابات متكررة، أبعدته كثيرا عن الميادين لكنه لم تكن كافية ليفقد ثقة لوف في مؤهلاته وقدرته على إضافة الكثير للماكينات في اليورو. شفاينشتايغر الذي يعشق التزحلق على الجليد، ويحظى بإعجاب الألمانيات لوسامته، أقنع عشاقه بالتخلص من هذا اللقب الذي يعني الخنزير الصغير ويستبدلوه ب «باستي»، رغم أن لقب «شفايني» كان وراء تعويض مالي مهم من أحد الجزارين بولاية بافاريا التي أطلق الاسم على النقانق التي يصنعها. الأكيد أن ألمانيا التي تحلم بتخطي إنجازات السابقة بفريق شاب، تعول على «شفايني» ليقود ماكينتها للتفوق على الإسبان، بينما يرغب اللاعب في نقل نجاحاته مع بايرن ميونيخ إلى المنتخب، وتجاوز حاجز الوصيف في 2008 إلى البطل في 2012.