في دائرة الضوء انطلقت كأس أمم أوروبا 2012، وانطلقت معها متعة وإثارة كرة القدم، وانطلق معها نجوم اللعبة في رحلة البحث عن المجد الشخصي رفقة منتخبات بلادهم.. هؤلاء سيستغلون البطولة الأوروبية للرفع من أسهمهم والتأكيد على أنهم في خانة أفضل ممارسي اللعبة عالميا.. حيث يرغب المتوهجون مع أنديتهم في نقل ذلك على الصعيد الدولي، في حين يرغب آخرون في مداوة جراح فرقهم ونسيان خيبة الموسم المنقضي.. بيد أن ما يجمعهم هدف واحد ألا وهو صعود منصة التتويج في النسخة ال 14 من أقوى وأغلى كؤوس القارة العجوز. لعل أندري أرشافين من الأبرز الأسماء الحالية بالمنتخب الروسي، ويدرك أرشافين أنه يحمل على عاتقه مهمة تسجيل الدب الروسي لحضور قوي بنهائيات كأس أمم أوروبا 2012، ولم لا قيادة الروس للتتويج بأول لقب منذ انهيار الاتحاد السوفياتي الذي توج منتخبه بالنسخة الأولى من البطولة سنة 1960. قائد المنتخب الروسي يعيش أيام جيدة عقب خروجه من نادي أرسنال الإنجليزي إلى ناديه السابق زينيت سان بطرسبرغ على سبيل الإعارة، بعد خلافه مع المدرب الفرنسي آرسن فينغر الذي قام بوضع «أرشا» في دكة البدلاء تارة، وتارة أنزله للمران مع الفريق الرديف للمدفعجية. ويتذكر أرشافين أن هذه البطولة كانت نقطة انطلاقة مشواره الاحترافي خارج الملاعب الروسية، بعدما لفت رفقة زملائه بالمنتخب الأبيض أنظار الأوروبيين إلى مستواه عندما قاد منتخب بلاده إلى المربع الذهبي بكأس أمم أوروبا بالنمسا وسويسرا، واختير واحدا من نجوم الدورة ال 13. يتميز أرشافين بأنه لاعب ذو فنيات ومهارات تساعده على الاختراق، إضافة إلى أنه أساسا يبقى صانع ألعاب ومهمته إمداد زملائه بالفريق بالكرات لتسجيل الأهداف، كما أنه يجيد اللعب بقدميه اليمنى واليسرى، وبالتالي فأرشافين يصنف في خانة أبرز لاعبي خط الوسط لدول أوروبا الشرقية. ورغم قصر قامته التي لا تتجاوز المتر و72 سنتمترا، فإن أرشافين يبقى خطرا يهدد دفاعات الخصوم بسبب قدرته على الانسلال، ناهيك أن الخطر الأكبر يأتي عبر صناعته للعب الروس، بيد أن ما يعاب عليه هو احتفاظه الزائد بالكرة، وعدم اهتمامه بالحفاظ على الوزن المطلوب. أرشافين أو «القيصر» -كما يحلو للبعض تسميتها- يرغب في تحقيق إنجاز يحسب له مع منتخب بلاده، ولن يستطيع فعل ذلك إلا إذا قدم كل ما لديه مع الدب الروسي، خاصة أن البطولة تقام بأراض كانت قبل الحرب العالمية الثانية جزء واحد من أرض نالت اللقب الأول في كأس القارة العجوز. إذن ينتظر الكثيرون أن يكون «أرشا» واحدا من نجوم النسخة ال 14 من أقوى البطولات القارية، وإذا كان للبرتغال رونالدو وهولندا فان بيرسي وألمانيا أوزيل وغيرهم ... فإن لروسيا لاعبا اسمه أرشافين.