انسحاب المعارضة يفضي إلى انتخاب مكتب جديد وتجديد الثقة في الرئيس اختتم مساء يوم الأحد فاتح أبريل بمدينة الداخلة بالأقاليم الجنوبية، الجمع العام العادي للكونفدرالية الوطنية للصيد الساحلي، بحضور أكثر من 43 جمعية مهنية تمثل قطاع الصيد الساحلي بمختلف الموانئ المغربية الوطنية، إضافة إلى رؤساء الغرف البحرية وممثلين عن مؤسسات منتخبة تمثل قطاع الصيد الساحلي الوطني. الجمع العام العادي الذي انطلق حوالي الساعة العاشرة من صباح يوم الأحد، عرف مجموعة من اللحظات المتوترة بين الأغلبية والمجموعة الغاضبة التي كانت تمثل 12 جمعية مهنية، طالب أعضاءها بضرورة تشكيل لجنة مؤقتة تقوم بتسيير الكونفدرالية إلى حين التوافق على مجموعة من النقط والتدابير التقويمية، في حين كانت الأغلبية تطالب بالاحتكام للقانون، والالتفاف حول مكتب قانوني ساهم بشكل كبير ومنذ تأسيسه في إسماع صوت مهنيي الصيد الساحلي، وأصبح ضمن المعادلة العامة لقطاع الصيد البحري الوطني، فيما كان إصرار ما يمكن تسميتهم بالمعارضة على عدم إجراء انتخابات تجديد المكتب، والاقتصار على لجنة تضم أفرادا من الأغلبية والمعارضة، لينتهي الأمر بانسحاب المجموعة المعارضة، وينطلق الاجتماع بقراءة التقريرين الأدبي والمالي، اللذين تم التصويت عليهما بالإجماع. ثم مر الجمع لتدارس مجموعة من القضايا العالقة كموضوع الصناديق البلاستيكية، واتفاقية الصيد مع الاتحاد الأوروبي، وكل ما يحيط بالمنطقة (C) والمشاكل التي ينبغي التي عرفتها عملية الكوطا الخاصة بمراكب الصيد العاملة بالمنطقة، وموضوع آلة تحديد الموقع (GPS). بالموازاة مع ذلك، كانت لجنة الإعداد للانتخابات تقوم بعملها، قبل أن ينتقل الجميع لعملية تجديد المكتب، والذي جاءت نتائجه منسجمة مع التوافقات التي جرت أثناء الإعداد للجمع العام العادي، فكان أن تم انتخاب موسى كوريشي كرئيس شرفي، فيما أُعيد انتخاب محمد أبركان رئيسا للكونفدرالية، ومعه كل من: محمد أومولود، كمال صبري، العربي المهيدي، عبد الرحمان فروض، محمد بازين، محمد خيري، البشير الجباري، ميجا المدرج، كنواب للرئيس، كما أعيد انتخاب الأستاذ محمد اعلالو كَكاتب عام للكونفدرالية، وفؤاد العلالي نائبا له، وحسن لمرابط كأمين للمال، وعزيز توفيق نائبا له، أما المستشارون فهم أحماد أبا اعقيل، أحمد زريوح، كبور لَبْدَاوِي، محمد القاسح، الطيب ازويتن، هشام نصيف، وعمر السوسي. كما تم ولأول مرة تشكيل 6 لجان وطنية، أولها لجنة البنيات التحتية يترأسها محمد العمار، ولجنة الأنظمة القانونية برئاسة يوسف القديمي، ولجنة المنطقة الممتدة من لكويرة إلى مدينة طانطان ويمثلها إبراهيم البطاح، واللجنة التي تشرف على المنطقة الممتدة من طانطان إلى آكادير ويترأسها احْمَادْ إدْ عبد المالك، وأما المنطقة الثالثة التي تمتد من الصويرة إلى العرائش فيترأسها قيدوم المهنيين بالمغرب، الحاج حجوب بوجمل، تم المنطقة الرابعة الممتدة من العرائش إلى السعيدية ويترأسها مصطفى بورْوَا. الجمع العام تلقى في نهاية أشغاله تهنئة مباشرة من عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، الذي تعهد بالمناسبة بمواصلة الحوار مع المهنيين لما فيه خير القطاع والعاملين به. وحدا حدوه كل من الكاتب العام ومديرة الصيد بوزارة الصيد البحري. وفي تصريح لبيان اليوم بالكاتب العام للكونفدرالية مباشرة بعد تشكيل المكتب، اعتبر الأستاذ محمد اعلالو بأن الجمع العام عرف إصرارا من الأغلبية المشكلة لمواصلة المسيرة التي تم رسمها منذ إعادة تشكيل المكتب بمدينة آكدير مرورا بكل المحطات التي والمراحل التي قطعتها الكونفدرالية والتي منها الحصول على مقر دائم للكونفدرالية، وكذا المصداقية التي اكتسبتها الكونفدرالية كتجمع للمهنيين أمام الوزارة وكل الجهات الساهرة على القطاع، كما شدد الكاتب العام على ضرورة تجاوز كل ما من شأنه إيقاف المسيرة الإيجابية للكونفدرالية، معتبرا بأن التاريخ يشهد بأن الكونفدرالية بكل مكوناتها وأعضائها ساهموا بشكل إيجابي في انتزاع الكثير من المطالب وتحقيق الكثير منها. أما عن أجواء الإجتماع ، فقد أكد محمد اعلالو بأن الأجواء كانت في أغلبها إيجابية رغم المحاولات الفاشلة لعرقلة عقد الجمع العام. وفي جواب عن سؤال لبيان اليوم حول اختيار مدينة الداخلة لعقد الجمع العام، أعتبر أما محمد أمولود بأن الأمر عادي، أولا لأن هناك جموعا عامة تم عقدها بالشمال والوسط وبمدينة آكدير، فيما جاء الدور على أقاليم عزيزة على قلوب كل المغاربة، وكذا لما تمثله الأقاليم الصحراوية كرمز وطني وكمنطقة تتميز بوفرة المنتوج البحري. أما قيدوم المهنيين الحاج حجوب بوجمل فقد أكد في تصريح لبيان اليوم بأن عمل الكونفدرالية يعرفه ويلمسه الجميع، أولها التواصل والإخبار بكل المستجدات، والمشاركة الوازنة في كل الاجتماعات واللقاءات التي تدور حول القطاع. انتهى الجمع العام، وانتهى اللغط الذي صاحب الإعداد له، و»الكَوْلَسَة» التي تمت في السر والعلن، وانطلقت فترة انتخابية أخرى يُراهن عليها المهنيون في ظل نقص المنتوج، وفي ظل المشاكل التي يعانيها المهنيون والبحارة على حد سواء، خصوصا وأن القطاع يعرف تجاذبات داخلية تتمثل في مظاهر غير قانونية كاستعمال المتفجرات والصيد تحت الأضواء الكاشفة والشباك الغير القانونية، وما يُسمى «السويلكة» وهي طريقة الصيد التي تقوم بها قوارب الصيد التقليدي. فيما أهم الامتحانات التي تواجهها الكونفدرالية بمكتبها الجديد، تتجلى في تجديد اتفاقية الصيد البحري والمحافظة على الثروة السمكية ومحاربة الإستنزاف والتهريب الذي يقوم به بعض المهنيين.