صدق أو لا تصدق محمد أبرشان ينتخب رئيسا للكونفدرالية الوطنية للصيد الساحلي بدت الكونفدرالية الوطنية للصيد الساحلي بالمغرب وهي تقوم بتجديد هياكلها السبت الماضي بمدينة آكدير، وتنتخب رئيسا من الشمال، وكأنها تعمل بذلك على رد الجميل لموانئ الشمال، خصوصا وأن تأسيسها تم بمدينة طنجة سنة 2002 وحينها أُعطيت الرئاسة لمهني من الجنوب هو الحاج لحسن بيجديكن، تجديد لم يكن سهلا، بل سبقته تحضيرات وتحضيرات و”كَوْلَسة”، وحتى مناورات، منها العلني ومنها الخفي، لدرجة أن الكثير من المهنيين الذين حضروا مساء الجمعة الماضي بمدينة آكدير، كانوا يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا على أكبر تجمع مهني- يضم جميع الفيدراليات الجهوية والجمعيات والنقابات المهنية الممثلة لأصحاب مراكب الصيد الساحلي بكل موانئ المغرب المتوسطية والأطلسية- من التشتت، بل إن الجمع العام الذي احتضنه المعهد العالي للصيد البحري كان قاب قوسين من الانفجار لولا حنكة الكثير من شيوخ وشباب القطاع، ممن كانوا يدركون بأن فرصة السبت الأخير، كانت آخر فرصة لجمع شمل قطاع تأتيه الضربات من كل جانب، بل كان الانفجار والتشتت كالضربة القاضية التي انتظرها البعض على أحر من الجمر. اجتماع السبت الماضي جاء تتويجا للكثير من اللقاءات والمشاورات، والتي كان الهاتف المحمول سيدها وسَيِّدَ كل التوافقات التي جرت إلى آخر ساعة قبل افتتاح الجمع العام العادي، لدرجة أن كل من تابع لقاءا استمر لأكثر من أربع ساعات، سيدرك بأن هناك من كان يبدل مجهودات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهناك من كان يبحث لنفسه عن موقع في التشكيلة الجديدة، وهناك من كان يقول في نفسه “أنا وبعدي الطوفان”، في حين كان الرئيس السابق لمكتب الكونفدرالية، لحسن بيجديكن يحاول جاهدا التوفيق بين الجميع، إلى أن اقتنعوا بأن اللحظة تاريخية بينها مواصلة السير، أو تشتيت المهنيين إلى الأبد. بعد صخب ونقاشٍ ونقط نظامٍ عديدة، وحتى انفجار في وجه صحفي التقط صورة لحالة من صخب غير عادي!، وبعد انسحابات وعودة واتفاق، وبعد اجتماع لجنة شكلها الجمع العام على الهامش، لتقوم بإجراء توافقات شبه جديدة، كان يتضح أنها صورة مصغرة لما تم التنبؤ به ليلة الجمع العام بأحد فنادق مدينة آكدير الجميلة، بعد كل ذلك عاد الهدوء للقاعة، وانطلق رئيس الكونفدرالية السابق في قراءة التقرير الأدبي، حيث قدم جردا مفصلا لعمل مكتب كان يعمل بدون دعم مالي، بدون مقر، فقط كانت هناك إرادة جمعت الكثير من أعضاء المكتب السابقين ومعهم الرئيس الذي هو في نفس الوقت ممثل لقطاع الصيد البحري بالبرلمان، تقرير أدبي ضم الإجتماعات المختلفة التي تحضرها الكونفدرالية، ومراسلاتها والتواصل مع الصحافة وما سماه الرئيس السابق في التقرير بالمختلفات، ومن بين تلك الاجتماعات، تلك التي همت تحرير أسعار السمك الصناعي، مخطط تهيئة مصايد السمك السطحي، أسعار المحروقات، تهيئة مصايد الرخويات، تأهيل وعصرنة الصيد الساحلي، حيث تابع جميع من في تلك القاعة الجميلة التابعة للمعهد العالي للصيد وباهتمام كبير عَمَلَ ولايتين من عُمُرِ كونفدرالية الصيد الساحلي، والتي لم تستطع طيلة مدة ولايتها تحديد واجب الإنخراط، والنتيجة أصفار إلى الشِّمال على مستوى ماليتها، لكن رغم ذلك تم التصويت بالإجماع على التقرير، ومعه قدم المكتب السابق استقالته، لينتقل التسيير للأكبر سنا وأصغرهم، وينطلق الجمع العام الفِعلي رغم بعض المحاولات في وضع العصا في العجلة، لكن ذلك لم ينفع أمام إصرار جل رؤساء الجمعيات على تجديد المكتب الذي تم الإتفاق عليه من طرف لجنة ضمت ممثلين عن الموانئ المغربية، لائحة وضع الجمع العام على رأسها الرئيس السابق لحسن بيجديكن كرئيس شرفي للكونفدرالية تكريما له على مجهوداته التي قدمها للقطاع أثناء تحمله مسؤولية تسيير الكونفدرالية، فيما أصبح الحاج محمد أبركان من ميناء الناضور رئيسا للكونفدرالية، و أصبح كل من السادة: حسن الطالكي، محمد بازين، الحاج أمولود، العربي امهيدي، عبد الرحمان البوسري ، كريم أفوطاط، العربي بوراس، كمال صبري، خيري، نوابا للرئيس، فيما أُسندت الكتابة العامة للأستاذ محمد اعلالو، وعبد الرحمان شرود نائبه، و تقلد حسن لمرابط منصب أمين للمال، والحاج عمَّار نائبا له، أما السادة: الهاشمي الميموني، بوملحة، الجيخ، السوسي، نينجا، الزويتن، حجوب بوجمل، فقد تقلدوا منصب مستشارين في مكتب اتفق على تكثيف العمل، والبداية بالبحث عن مقر للكونفدرالية، بالاتصال بالمكتب الوطني للصيد، من أجل إيجاد مقر بالدار البيضاء على أساس أنها تقع بين شمال المغرب وجنوبه، كما تم الاتفاق على صيغة لتقديم انخراطات مالية آنية تكفي للأشهرالستة القادمة، على أساس أن تكون هناك اقتطاعات مباشرة من مالية الجمعيات المنتسبة للكونفدرالية الوطنية للصيد الساحلي. عموما تم تشكيل مكتب جديد، بوجوه قديمة جديدة، ووعود بنبذِ كل الخِلافات والصراعات المجانية، والعمل من أجل قطاع يعيش مخاضا من أجل دخول منافسة وتحد أمام شح خيرات البحر ومزاحمة أساطيل أجنبية واستنزافٍ خطير لبعض الأنواع، ولعلها فرصة أمام المهنيين لتوحيد الخطاب أمام الجهات الوصية، وتحقيق عشرات المطالب العالقة وأولها وضعية البحار، على المستوى الاجتماعي، فهل ستكون الولادة كاملة بعد مخاض عسير، أم سيقف المهنيون في بداية الطريق، وينتهي كل شيء في بحر رجاله كالبحر، هادئون كالملائكة، جامحون كالأمواج حين ينتفضون؟!