توجه منذ يوم الجمعة الماضي ما يفوق ثلاثمائة وخمسين باخرة صيد نحو ميناء العيون من مختلف أنحاء المملكة للشروع في رحلة صيد جديدة للأخطبوط، بعد أن انتهت المهلة المحددة للراحة البيولوجية، التي صادفت أول أمس السبت 15 ماي. وقال عبد الرحيم العبيدي، الكاتب العام للكونفدرالية الوطنية للصيد الساحلي بالمغرب، في اتصال هاتفي به، إن هذه الهيئة تستعد لرفع دعوى قضائية ضد وزير الصيد البحري، على خلفية ما وصفته بكون الاستراتيجية الجديدة التي أعلن عنها أخيرا في مجال تدبير ملف الصيد البحري لا تخدم هذا القطاع، بل تسعى، حسب المتحدث نفسه، إلى الرفع من مستوى غنى الأغنياء وفقر الفقراء، مضيفا في الوقت نفسه أن البحر ملك للمغاربة جميعا، وأن لهم أن يصطادوا حيثما أرادوا، في إشارة إلى رفض الكونفدرالية لقرار تقسيم المغرب إلى أربع مناطق صيد كما جاء في استراتيجية وزارة الصيد البحري، وهي كالتالي: السعيدية طنجة، وطنجة الجديدة، والجديدة طرفاية، وطرفاية لكويرة (أو ما سمته الوزارة نفسها بالاستغلال المنطقي لمصايد الأخطبوط). واعتبر المتحدث أن هذا التقسيم يضر بمصالح رجال البحر، ويتناقض ووحدة المغرب برا وبحرا. وأشار العبيدي إلى أنه بالنظر إلى الوضعية المزرية التي أصبح يعيشها قطاع الصيد البحري ببلادنا، أصبحت علاقة الكونفدرالية الوطنية للصيد الساحلي بالمغرب بوزير الصيد البحري متشنجة، وكأن الطرفين، يقول العبيدي، قد دخلا في حرب معلنة، لم ينخرط فيها فقط من جانب الكونفدرالية، رئيسها لحسن بجديكن. وأرجع العبيدي سبب ذلك إلى أن الرئيس عضو بالمكتب التنفيذي للحزب الذي ينتمي إليه الطيب غافس، وبالتالي، يضيف المتحدث نفسه، فضل عدم المواجهة مع وزير الصيد البحري. وأعرب الكاتب العام للكونفدرالية الوطنية للصيد الساحلي بالمغرب عن أمله في أن يتحقق تغيير حكومي عاجل حتى يأتي الله بوزير صيد جديد يكون قادرا على تسيير وتدبير هذا القطاع. وفي هذا السياق من المنتظر أن ينظر مكتب الكونفدرالية غدا الثلاثاء، برئاسة نائب الرئيس، في حيثيات الدعوى القضائية، التي تعدها الكونفدرالية من جهة، وفي إمكانية طلب تحكيم ملكي في الموضوع، وإرسال رسائل إلى العديد من الوزراء بمن فيهم الوزير الأول ووزير الداخلية. وكانت الهيئة قد دعت في بيان أصدرته عقب جمعها العام الاستثنائي، الذي عقدته في 24 أبريل الماضي، إلى إلغاء مخطط الاستراتيجية الجديدة وإلى استئناف العمل بالمنطقة الجنوبية لاصطياد الأخطبوط، بعد انتهاء فترة الراحة البيولوجية يوم 15 ماي الجاري، كما أن وزارة الصيد البحري أعلنت، من جهتها، في بداية الأسبوع الأول من الشهر الجاري عن أن نشاط صيد الأخطبوط سيستأنف بشكل تدريجي اعتبارا من 15 ماي الحالي، وذلك بعد التحسن الملموس في مخزونه عقب فترة الراحة البيولوجية، والتي امتدت من 13 أكتوبر2003 إلى 30 أبريل الماضي. عبد الرحمان الخالدي