العثماني يرأس الوفد المغربي والتطورات بالمنطقة ترخي بظلالها على المفاوضات انطلقت أمس، بمنهاست بضواحي نيويوركالأمريكية، الجولة التاسعة من المفاوضات غير المباشرة حول الصحراء، تحت إشراف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس والتي تمتد إلى غاية يوم غد الثلاثاء 13 من هذا الشهر. ويرأس الوفد المغربي في هذه المفاوضات وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدسن العثماني، ومدير مديرية الدراسات والمستندات (لادجيت) محمد ياسين المنصوري، والأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، ماء العينين خليهنا ماء العينين. وتأتي الجولة الحالية من الاجتماعات غير الرسمية التي تعقد برعاية الأممالمتحدة وبإشراف المبعوث الشخصي للأمين العام، في ظل ظروف إقليمية متميزة، أبرزها التقارب المغربي الجزائري في الأشهر الأخيرة، والمساعي المبذولة من أجل إحياء الاتحاد المغاربي، وتجديد دمائه، من خلال مبادرة الرئيس التونسي المؤقت، منصف المرزوقي، بالدعوة إلى عقد قمة للاتحاد في النصف الثاني من السنة الجارية، على الأرجح في تونس العاصمة. وتنضاف إلى هذه الظروف الإقليمية والجهوية، تأكيد الدول الكبرى، الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا بالخصوص، على ثبات موقفها الداعم للمبادرة المغربية بمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا. وهي المبادرة التي تم وصفها من قبل كاتبة الدولة الأمريكية في الخارجية، هيلاري كلينتون، ووزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبيه، خلال زيارتهما المتتاليتين إلى المغرب، بأنها «جدية وواقعية، وذات المصداقية». وأيضا مصادقة الجمعية العامة للأمم المتحدة في شتنبر من السنة الماضية على قرار يجدد دعم المنتظم الأممي لمسلسل المفاوضات حول الصحراء٬ ودعوة طرفي النزاع ودول المنطقة للتعاون بشكل كامل مع الأمين العام ومبعوثه الشخصي٬ وفي ما بينها من أجل إيجاد تسوية سياسية ونهائية متفق بشأنها للنزاع الذي دام 36 سنة. وتعقد هذه الجولة من الاجتماعات غير الرسمية، الممهدة للجولة الخامسة من المفاوضات المباشرة، بحضور الدولتين الجارتين، الجزائر وموريتانيا، أياما قليلة قبل صدور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حول الصحراء، وقبل صدور قرار مجلس الأمن الدولي، في أواخر شهر أبريل المقبل، حول تمديد ولاية بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء «مينورسو». وكانت الجولة التاسعة من الاجتماعات غير الرسمية قد جرى تأجيلها مرتين، في نونبر الماضي، بطلب من المغرب، بسبب إجراء الانتخابات التشريعية الأخيرة، والمرة الثانية شهر فبراير الماضي، قبل أن يتحدد تاريخ ما بين 11 و13 مارس الجاري كموعد لعقدها. ويتضمن جدول أعمال الجولة الحالية مواصلة تعميق البحث في الأفكار المجددة التي تضمنها التقرير الأخير للأمين العام، وأكد عليها قرار مجلس الأمن الصادر في نهاية شهر أبريل 2011. وأيضا مناقشة سبل إشراك «شخصيات، من ممثلي سكان الصحراء، تحظى بالاحترام والشرعية لمواكبة مسلسل المفاوضات٬ بين طرفي النزاع، المغرب وجبهة البوليساريو. وكانت الجولة الثامنة عرفت الشروع في مناقشة مواضيع الحكامة المحلية، والقضايا المرتبطة بالموارد الطبيعية في المنطقة، فضلا على المشاكل المتعلقة بإزالة الألغام وتعزيز تدابير الثقة وتبادل الزيارات بين مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر والأقاليم الجنوبية. ويتطلع الكثيرون، وعلى رأسهم الدول الكبرى، ومجموعة أصدقاء الصحراء التي تضم كلا من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وبريطانيا وروسيا، بالإضافة إلى إسبانيا، أن تسهم هذه الجولة في كسر حالة الجمود التي يعرفها مسلسل التفاوض حول الصحراء، وإيجاد أرضية مشتركة بين الأطراف المعنية، وتقريب وجهات النظر بينها من أجل استئناف المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، في سبيل إيجاد حل نهائي ودائم لهذا النزاع المفتعل.