تنطلق اليوم الاثنين بمالطا المفاوضات غير الرسمية حول الصحراء، بناء على دعوة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، بحضور المغرب وممثلين عن الجزائر وموريتانيا و" البوليساريو". و يعتبر هذا الاجتماع، الذي يستمر إلى تاسع مارس الجاري، سادس جولة من المفاوضات غير الرسمية، حيث انعقدت الاجتماعات الخمس السابقة على التوالي في غشت 2009 ببلدة دورنشتاين قرب فيينا ( النمسا)، وفي فبراير 2010 بأرمونك قرب نيويورك، وفي نونبر ودجنبر من السنة الماضية، و يناير من السنة الحالية بمانهاست ( الولاياتالمتحدةالأمريكية). وترمي هذه المفاوضات إلى الإعداد للجولة الخامسة من المفاوضات الرسمية، الهادفة إلى إيجاد حل سياسي ونهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. و اعتبرت الأممالمتحدة أن " الأطراف واصلت خلال مفاوضاتها (غير الرسمية) الأخيرة، مباحثاتها حول مقاربات متجددة ومواضيع للنقاش لخلق مناخ أكثر ملاءمة لإحراز تقدم"، مشيرة إلى أن هذه الأطراف دعيت تحسبا للاجتماع الحالي" إلى العمل على هذه المقاربات والمواضيع من أجل إيجاد أرضية للتفاهم لبناء الجولات القادمة". وتندرج هذه المفاوضات في إطار تنفيذ قرارات مجلس الأمن 1813 (2008)، و1871 (2009)، و1920 (2010)، التي تدعو الأطراف إلى الدخول في مفاوضات مكثفة وجوهرية. وكان السيد كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، قد أكد في ختام الجولة الخامسة من المفاوضات غير الرسمية حول الصحراء ( مانهاست/ يناير الماضي)، أن الأطراف ستلتقي في شهر مارس للتوسع في بحث "أفكار ملموسة"، مضيفا أن الطرفين " قاما بمناقشات مستفيضة حول أساليب مبتكرة لبناء ديناميكية جديدة في هذه العملية على أساس عقد اجتماعات منتظمة". وكان الوفد المغربي قد تقدم، مجددا، خلال الاجتماع غير الرسمي الخامس بتفسير وشرح المقترح الخاص بالحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية في احترام كامل للسيادة المغربية، وكذلك بعدد من الأفكار الملموسة لتسريع وتيرة المفاوضات بهدف التوصل إلى الحل السياسي النهائي المنشود. وتهم الأفكار والمقاربات التي تقدم بها الوفد المغربي، مسلسل المفاوضات وليس الحل السياسي، ذلك أن تجربة الأممالمتحدة تبين أنه عندما لا تتوصل الأطراف إلى تقدم ملموس تلجأ إلى مقاربات أخرى في المفاوضات، وعلى الخصوص دراسة بعض النقاط والمجالات لتسهيل وتسريع هذه المفاوضات. و شدد الوفد المغربي على أهمية الخطوة التي تقدم بها تجاه الأطراف الأخرى والمتمثلة في مبادرة الحكم الذاتي في نطاق الانفتاح والرؤية المستقبلية و الإستراتيجية للمنطقة، علما بأن الأممالمتحدة والمجتمع الدولي يسجلان، يوما بعد يوم، أن المبادرة المغربية جادة وبإمكانها فتح المجال للتوصل إلى حل نهائي دائم وعادل لهذا النزاع المفتعل حول أقاليم المغرب الجنوبية. وكان المغرب قد أكد خلال الاجتماعات غير الرسمية السابقة على ضرورة إعطاء دينامية جديدة ودفعة نوعية للمفاوضات، بالتركيز ليس فقط على مواصلتها، وإنما تفعيلها وفق منهجية جديدة.