شهد حفل افتتاح الدورة الثالثة عشر للمهرجان الوطني للفيلم المقام بطنجة إلى غاية الحادي والعشرين من الشهر الجاري، تكريم ثلاثة أسماء رائدة في حقلنا السينمائي: المخرجان عبد الله المصباحي ومصطفى الدرقاوي، والممثل صلاح الدين بنموسى، حيث تم تسليمهم هدايا رمزية اعترافا بما قدموه من عطاءات حافلة في الميدان السينمائي على وجه الخصوص، وبالمناسبة عبروا عن سعادتهم بهذا الحفل التكريمي، واستحضروا مجموعة من الذكريات المقترنة بتجربتهم الفنية، وهي ذكريات مطبوعة بكثير من المعاناة والكد والآمال والخيبات أيضا، لكن بالرغم من كل ذلك؛ فقد أكدوا في تصريحاتهم بنفس المناسبة، على تشبثهم بهذا الفن وتطلعم إلى أن يرقى نحو الأفضل. وتميز حفل الافتتاح كذلك بإلقاء كلمة من لدن عمدة المدينة فؤاد العماري، أوضح من خلالها أن هذه التظاهرة الفنية، راكمت العديد من النجاحات وأن تألقها تجاوز الحدود، بالرغم من الصعوبات التي تعترضها، وأشاد باختيار المفكر إدغار موران رئيسا للجنة التحكيم، معتبرا ذلك عربون ثقة واعترافا بقيمة المهرجان. وكان الحفل الافتتاحي ، الذي حضره وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، مناسبة كذلك لاستحضار مجموعة من الوجوه السينمائية التي غيبها الموت خلال السنة التي ودعناها أخيرا: أحمد الناجي، عائد موهوب،أحمد البوعناني، محمد لطفي، إبراهيم السايح، مصطفى سلمات، حبيبة المذكوري، نزهة الإدريسي، حيث تم عرض مقتطفات من الأعمال السينمائية التي ساهموا في إبداعها. ووقع الاختيار على الشريط الفرنسي القصير رحلة إلى القمر للمخرج جورج ميليس، لافتتاح هذه الدورة، وهو مأخوذ عن رواية من الأرض إلى القمر للكاتب الشهير جول فيرن، وبالنظر إلى أن هذا الشريط قد تم إنتاجه منذ ما يزيد عن قرن، وبالضبط سنة 1902، فقد كان عرضة إلى التلاشي، وقد جرى ترميمه خلال المدة الأخيرة، ويعد العرض الحالي هو أول عرض له بعد عملية الترميم، وهو يحكي عن مغامرة مجموعة من علماء الفلك، كانوا قد قرروا القيام بجولة استكشافية لكوكب القمر، ويتم عرض طبيعة تفاعلهم مع سكان هذا الكوكب في مشاهد مطبوعة بالسخرية، حيث يختفي الصوت ليترك المجال لسلطة الحركة. غير أن الشيء البارز في هذا الشريط هو ذلك البعد الجمالي للصورة.