فيما انسحب شباب 20 فبراير بالرباط المنتمون للاتحاد الاشتراكي والطليعة والاشتراكي الموحد من جمعهم العام الأخير رفضا لسيطرة العدل والإحسان على قرارات الحركة، لم يحضر شباب العشرين من فبراير بتنسيقية الدارالبيضاء إلى الجمع العام احتجاجا على عدم استقلالية القرارات التي تتخذ خلال الجموع العامة والتي تكون مطبوخة مسبقا بين تحالف «العدل والنهج والطليعة». وفي سياق ذلك، ظهر بشكل واضح، من خلال تدخلات الحاضرين في الجمع العام لتنسيقية الدارالبيضاء أول أمس الأربعاء، أن التعب بدأ يدب في صفوف التيارات الرئيسية في الحركة، تجلى ذلك من خلال اقتراحها لعدم الخروج في مسيرة الأحد المقبل، والاكتفاء بمهرجان خطابي، اعتبره «أمير» شبيبة العدل والإحسان «استراحة محارب»، مع تنظيم مسيرة يوم الأحد من الأسبوع المقبل بحي البر نوصي. ولم يحسم في محطة الأحد المقبل إلا بعد صراعات وملاسنات كادت تتحول إلى اشتباك بين أتباع عبد السلام ياسين وشبيبة الاتحاد الاشتراكي، بعد رفض هذه الأخيرة لقرار الحسم في تنظيم محطتين (الأحد المقبل والأحد 31 يوليوز)، بعدما تبين أن للطليعة والياسينيين التزامات مع تياراتهم الأسبوع المقبل، وبالتالي عدم تمكنهم من الحضور إلى الجمع العام، الأمر الذي دفع بهم إلى اتخاذ قرار تنظيم محطتين عوض محطة واحدة، لعدم تمكين التيارات الأخرى من عقد جمع عام في غيابهم. وكانت مقترحات تطالب بالتصعيد والاعتصام، تقابل بالرفض من بعض الشباب داخل الجمع العام الذين اعتبوا في تدخلاتهم أن الحركة لم تعد لها القدرة على الاعتصام، وأنهكت قوتها خلال خمسة أشهر من المسيرات، وأن الخروج إلى الشارع كل أسبوع لم يعد ذا جدوى، بل اعترف بعضهم أن الحركة لم تستطع تعبئة الشارع. وكالعادة، شهد الجمع العام حضورا كبيرا لأتباع عبد السلام ياسين، واليسار الراديكالي الذين يحاولون التصعيد كل جمع عام إلا أن بعض الشباب يتصدى لهم. وفي وقت سيطرت فيه جماعة العدل والإحسان على تنسيقية الدارالبيضاء، وجد شباب 20 فبراير بتنسيقية الرباط نفسهم يوم الأحد الماضي في وضع غريب حيث حضر العديد من المتظاهرين أغلبهم من جماعة العدل والإحسان إلى مسيرة انطلقت من باب الحد باسم الحركة رغم أن هذه الأخيرة لم تكن دعت أصلا للتظاهر يومئذ.