فيما قرر شباب 20 فبراير بالرباط النزول إلى الأحياء ليس في مسيرة أو وقفة احتجاجية، لكن من أجل فتح قنوات التواصل مع سكان المدينة، أصرت تنسيقية الدارالبيضاء على الخروج إلى الشارع، وتنظيم مسيرة يوم الأحد المقبل بداية من ساحة النصر، وصولا إلى ساحة «نيفادا». وعليه، فإصرار تنسيقية البيضاء على الخروج إلى الشارع عكس الرباط، يدل على أن هناك تيارات داخل تنسيقية العاصمة الاقتصادية تسعى إلى جرها إلى المواجهة المباشرة مع الأجهزة الأمنية، وخدمة أجندة محددة. وفي سياق ذي صلة، فرض الياسينيون سيطرتهم على الجمع العام لتنسيقية البيضاء أول أمس الأربعاء بمقر الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، حيث حج أتباع عبد السلام ياسين بكثافة إلى الجمع العام، وضغطوا على الحاضرين من أجل تمرير قرار المسيرة ضدا على مقترح المستقلين والاتحاديين إلى جانب تيارات أخرى، والذين يدعون إلى تنظيم وقفة احتجاجية سلمية. وحاول الياسينيون بعد استكمال مداخلاتهم إلى جانب النهج الديمقراطي، استفزاز الحاضرين، حيث قام عضو محسوب على جماعة العدل والإحسان، بسب بعض الأعضاء قائلا لهم: «سيروا مع أمهاتكم إلى الحمام، أو سيروا ديروا فراشات حسن ليكم...» كلام العضو استفز أغلب الحاضرين، مما أدى إلى اشتباكات بالأيدي وتخريب بعض ممتلكات الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والمتمثلة في بعض كراسي القاعة التي احتضنت الجمع العام، كما سجل تكسير زجاج نافذة نفس القاعة. إلى ذلك، أفاد مصدر داخل تنسيقية البيضاء، أن الورش التقييمي الذي تقرر يوم غد السبت، سيعرف نقاشا حادا حول عمل اللجان، حيث أكدت ذات المصادر أن الياسينين والنهجويين تشبثوا باللجان لأزيد من 100 يوم، وحان الوقت لتغيير المسؤولين على هذه اللجان، مع تقييم عملهم طوال هذه المدة، وذلك في إطار الديمقراطية الداخلية، تضيف نفس المصادر. وفي سياق مغاير، علمت بيان اليوم، من مصادر وثيقة الاطلاع، أن الفتاة (17 سنة) التي تم اعتقالها أول أمس الاثنين، على خلفية رفعها لشعار» الله، الوطن، الشعب»، من المفترض أن تكون قد حوكمت أمس الخميس، وتضيف مصادرنا، أن تيارات متطرفة داخل التنسيقية هي المسؤولة عن حمل الفتاة للشعار الذي أدى إلى اعتقالها. عكس الدارالبيضاء التي يسيطر عليها تحالف «العدل» و»النهج» و»الطليعة»، اختار شباب الرباط طريقة يتفادون بها المواجهة مع الأجهزة الأمنية، ويعرفون فيها بحركتهم التي تشوش عليها بعض التيارات. وسيقوم شباب العشرين بالرباط بحملة تواصلية مع سكان العاصمة، وسيشارك في هذه الحملة شباب الحركة والفعاليات المتعاطفة معها. بالموازاة مع ذلك، ثمن المجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير النجاح الكبير لتظاهرات الأحد الماضي، حيث عرفت حوالي 80 مدينة مغربية وقفات جماعية ومسيرات شعبية كبيرة، يقول بيان للمجلس. كما ثمن المجلس الطابع السلمي والحضاري لكافة التظاهرات، مما يبرز مرة أخرى نضج ووعي الجماهير الشعبية المغربية وتشبثها بالطابع السلمي لتحركاتها النضالية، حسب ما جاء في البيان. هذا ودعا المجلس إلى إنجاح الجمع العام الثالث للمجلس غدا السبت بالرباط، ومواصلة المسلسل النضالي لشباب الحركة حتى تتحقق المطالب.