القناة الجزائرية التي بثت حلقة اعتبرتها هزلية لسوء ذوقها وقلة حيائها.. تتعرض بالسوء صوتا وصورة لملك المغرب.. لم تفعل سوى أنها أكدت المستوى المتدني والمتردي إلى أسفل سافلين للسلطة الحاكمة في الجارة الشقيقة. سلطة تُجيز بث ونشر مثل هذا الفجور الإعلامي.. ولو تحت مسمى حرية التعبير في بلد يمكن أن تكون فيه كل الضمانات إلا ضمان التعبير الحر!! سيقول المتساهلون إن الأمر لا يعدو أن يكون ردا على الفكاهات المتداولة بين المغاربة في شبكات التواصل الاجتماعي حول الرئيس المفروض وحول طغمة الكابرانات الممسكة بخناق الشعب الجزائري.. الذي يستحق كل خير.. ويستحق بالتالي حكاما في مستوى تطلعاته وطموحاته.. ولاريب أن منتج تلك الحلقة التي جمعت الحسنييْن.. الوقاحة.. والغباء المذقع.. أراد بعمله البليد أن يضع ملك المغرب.. سليل أسرة تملك قلوب المغاربة منذ حوالي أربعة قرون قبل أن تملك زمام إدارة شؤون دولتهم العتيدة والضاربة في تربة التاريخ والتي لا يقل عمرها عن ثلاثة عشر قرنا… أقول.. إن الفاعل أراد أن يضع ملكنا على قدم المساواة مع رئيس وضعه جنرالات الجزائر حيث هو.. ويحركونه كالدمية حيث يشاؤون دون أدنى تفسير منطقي لما يفعلون.. بينما هم الماسكون بأزِمّة الحكم المطلق في بلد يوشك فعلا على الإفلاس.. على كل المستويات!!! لكن.. وبرغم إشفاقنا على حال ومآل هذا الرئيس فإننا لا نسمح بمقارنته بمليكنا ولو على سبيل التندر والفكاهة!!! لقد أراد صاحب القناة سالفة الإشارة أن يتندّر على المغاربة من خلال التعرض لعاهلهم.. علما منه بأن المساس بملك البلاد تحت أيّ يافطة أو أيّ مسمّى.. يعتبر خطا أحمر لدى المغاربة كافة.. وبدون أدنى استثناء.. والمضحك أن هذا الصحافي المخبول لم يجد لشدة غبائه سوى ظاهرة "تقبيل اليد" التي تصدر عن الشعب المغربي استنادا إلى ثقافة شعبية عريقة يُمثّل الملك فيها دور الأب.. ويستأثر فيها بمكانة الأب.. بكل ما تحمله علاقة الأبوة من معاني راقية وجد رفيعة لن يتأتى أن تدركها وترقى إلى فهم دلالاتها صحافة دولة أسسها الاستعمار الفرنسي بالأمس فقط.. في يوليوز 1962.. ويقال إنه أسسها بمقتضى مرسوم صادر عن الرئيس الفرنسي.. والرئيس شارل ديغول شاهد على ذلك وقد أكده بعظمة لسانه بالصوت والصورة!!! نهايته.. هناك شبه صحافي.. في شبه قناة.. في دولة يتردى بها جنرالاتها إلى أسفل سافلين بعد أن امتصوا دماء بقرتها الحلوب وأفسحوا المجال والفرصة لعصابات إرهابية من كل الأشكال والألوان والأجناس كي تفعل مثل ذلك تحت أنظار العالم كافة.. ذلك الشِّبه صحافي خرج إلينا مرة أخرى.. بعد مرات يصعب عدها.. بما يثبت.. بالصوت والصورة.. بأن الجارة الشقيقة ومواطنيها الأُباة تتقهقر تقهقر الجريح المصاب في مقتل.. على أيدي عصابة من الكابرانات تحولوا إلى جنرالات بقدرة قادر.. ولذلك يخرج من بين أحضانهم تلك إعلام لقيط في مثل مستواهم.. مثل هذا الماثل في الحلَقة المصوّرة سالفة الذكر.. والتي بثت هي الأخرى ما لا يستحق الذكر ولا المشاهدة… يا حسرتاه على شعب نُكنّ له كل المحبة والمودة.. ويعلم الله أنه منا بمثابة الأخ والحبيب ورفيق درب الكفاح قبل مجيء جنرالات السوء وإعلامهم الساقط.. وسيظل شعب الجزائر كذلك في أفئدتنا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها… لقد صار جنرالات الجزائر وصحافيو المراحيض المتخرّجين على أيديهم أغراباً في وطنهم وبين ذويهم من جراء ما يعبرون عنه من تفاهات يمجُّها ويرفضها ويُدينها شعب الجزائر قبل غيره… فمتى يفطنون إلى ذلك فتقع الصدمة التي نحن لها من المنتظرين؟!! محمد عزيز الوكيلي