الاطلاع هذه الأيام على بعض الصحف والمواقع الجزائرية المعروفة، يكشف حجم السعار الذي أصاب النظام العسكري الجزائري، وكيف يتجلى ذلك بكثير من التفاهة فيما تعممه هذه الوسائل «الإعلامية» على الجزائريين حول المغرب والمغاربة. فحتى عندما انتهت مباراة نهاية كأس العرش لكرة القدم أول أمس في الرباط، لم تر بعض المواقع الجزائرية في ذلك سوى أنه فوز لفريق الدفاع الحسني الجديدي الذي يدربه جزائري... قمة «التبرهيش» فعلا، لأن الجميع يعتبر أن الفائز هو فريق الجديدة بلاعبيه ومسيريه ومدربه وجمهوره، ولا أحد في الجديدة أو في عموم المغرب اهتم لجنسية المدرب بنشيخة، وإنما الكل شهد بكفاءته، والجميع هنأه بالفوز. السخافة الثانية، هي بدورها «رياضية»، أو على الأصح إنها لا رياضية في المطلق، وتكشف عن عقلية جد متخلفة تسعى أن تسوق إخواننا الجزائريين نحو الانغماس في... التفاهة. بعض أبواق عسكر الجزائر، وما أكثرهم في الإعلام الجزائري، يروجون منذ أيام أن المغرب يعبئ مشعوذين وسحرة من أجل أن يقصى المنتخب الجزائري من التأهل لمونديال كرة القدم، وذلك بمناسبة مواجهته لمنتخب بوركينافاسو. هل هناك أكثر من هذه البلادة؟ وحيث أن سعار الجنرالات يصر على أن يتجسد هذه الأيام في مختلف الميادين بالجارة الشقيقة، فإن المسمى فاروق قسنطيني، رئيس «اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان»، لم يخجل في التصريح بأن انتخاب المغرب في مجلس حقوق الإنسان الأممي «غير مبرر» و»غير مناسب»، ثم اعتمد على «سنطيحته» وعلى... الغباء، ليصرخ بأن المغرب «دولة تمارس المتاجرة بالمخدرات، وتشن حربا توسعية واستعمارية على شعب الصحراء الغربية»، قبل أن يتدلى لسانه لاهثا بالسباب الذي لا يعني سوى... الجنون. كيف يمكن الرد اليوم على مثل هذا الجنون؟ حقا الأمر لا يستحق، فيكفي الالتفات إلى ما تتضمنه تقارير المنظمات الحقوقية الدولية حول الجزائر لنجد آلاف الأجوبة المفندة لاتهامات قسنطيني والساخرة منه ومن صاحبه، وآخر ذلك ما ورد في تقرير منظمة «هيومان رايتس ووتش»، كما يمكن سؤال كثير من المثقفين والحقوقيين الجزائريين، وستجد عندهم الجواب عن الأوضاع الداخلية، وأيضا عن السعار العسكري الذي لم يبلع التأييد الواسع للمملكة والتصويت الإفريقي الكبير لصالح عضويتها في مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان. في مقابل هذه الأبواق التي يجيشها العسكر في الجزائر، سواء وسط الصحافة أو من ضمن بعض خدام النظام والمنتفعين منه في بعض المؤسسات الصورية، وسعيهم الدائم إلى تأجيج حدة التوتر في العلاقات بين البلدين الجارين، فإن الجزائر في حاجة اليوم إلى عقلائها لينقذوا البلاد وشعبها من جنون الجنرالات، ومن... الغباء واللامعنى. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته