بمناسبة اليوم الوطني للتسامح، واحياء لذكرى 16 ماي الأليمة، نظم المكتب الجهوي لفيدرالية الرابطة الديمقراطية للمرأة بالرباط، يوما فنيا مفتوحا، وذلك بفضاء القواس حي يعقوب المنصور، أمام المقر المركزي للرابطة. وتضمن اللقاء المفتوح الذي أقيم تحت شعار «جميعا من أجل المساواة والمواطنة وضد الارهاب والتطرف»، فقرات فنية متنوعة، شارك فيها سكان الحي، من أطفال وشباب وأمهات وآباء، توزعت بين الموسيقى والترفيه، والفنون التشكيلية، والجداريات، والكتابة والمسرح والرسم، والحكاية الشعبية والأمثال. كما تخلل اليوم الاحتفالي الذي نشطته الفنانة والحكواتية الزهراء الزريق، وأطرت ورشته الخاصة بالحكاية الشعبية، ورشات ابداعية وفنية عديدة، حيث أطر ورشة الفنون التشكيلية روفيدة الرامي، وورشة تنشيط الاطفال فاطمة المكاوي، وورشة الكتابة نعمية تكروين، فيما أطر ورشة الخط العربي الفنان عبد العزيز عطوف، وورشة الرسم على الزجاج الفنانة سناء طبيان. كما عرف هذا المهرجان، الذي استحضر بكل حزن عميق الأحداث الارهابية التي ضربت مؤخرا مقهى «اركانة» بمراكش، تقديم وصلات موسيقية عدة، أداها أبناء الحي الموهوبين، فضلا عن إلقاء عدد من القصائد الشعرية التي أبدعها شعراء الحي في عمر الزهور، أبرزها قصيدة امين قادري التي تنبذ الإرهاب وتدعو إلى السلم والسلام، والتعايش بين مختلف الاجناس والشعوب. واكدت نادية ميلك في كلمة خلال افتتاح التظاهرة، ان اللقاء «يهدف الى التعبير الجماعي والمشترك على نبذ العنف والتطرف والإرهاب، أيا كان مصدره، وعن قناعتنا الراسخة بأن تطور بلادنا وتحسين أوضاع نسائه رهين بنشر قيم التسامح والتضامن وثقافة الحوار والسلم». وأوضحت كذلك أن الفيدرالية لازالت تتابع عملها الترافعي والمطلبي والدراسي من أجل إقرار الحقوق الإنسانية للنساء وإرساء آليات كفيلة بالنهوض بهذه الحقوق وحمايتها معلنة إصرارها واستمرارها في النضال من اجل كل ذلك. كما أشارت إلى أن الفيدرالية التي شاركت في مسيرة مراكش في الثامن من الشهر الجاري، لإدانة الأعمال الإرهابية والمطالبة بالمساواة والحرية والعدالة الاجتماعي، قامت بعدة مبادرات ترمي إلى إسماع صوت النساء وجعل حقوقهن في قلب المطالبة بالإصلاحات الديمقراطية ودسترة المساواة عمادا أساسيا للمجتمع الديمقراطي الحداثي المنشود. من جهتها قالت رئيسة الرابطة جميلة كرمومة في تصريح بالمناسبة، أن هذا اللقاء، يرسخ قيم التسامح والإخاء، إضافة إلى نبذه لكل أشكال التطرف والكراهية والعنصرية والإرهاب. كما لفتت الانتباه إلى أن هذا الاحتفال الذي استحسنه سكان الحي وكافة الحضور، لما له من مرامي فنية وتربوية وإنسانية وتسامحية، وأهداف سامية وذات طابع وكوني، يسعى إلى تهذيب الذوق الفني، لدى شباب وأطفال الحي، فضلا عن اكتشاف المواهب والطاقات المبدعة، وبخاصة في مجال الكتابة والفنون التشكيلية والرسم والموسيقى والشعر وما إلى ذلك. وأشارت إلى أن الرابطة راكمت تجربة وصفتها ب»المتميزة» وبخاصة في القطاع الاجتماعي، ودعم المرأة، التي اعتبرتها عماد الأسرة، موضحة أن الرابطة تنخرط بكل تلقائية ومسؤولية في مختلف المبادرات الوطنية الجادة والهادفة، وذلك بهدف إنماء وازدهار البلاد.