يعتبر «كاميرا الأولى» من أبرز البرامج الثقافية الفنية التي يقدمها التلفزيون المغربي على القناة التلفزيونية الأولى. البرنامج يعده ويخرجه الناقد السينمائي المغربي عبد الإله الجوهري باحترافية كبيرة، تتجلى في الإعداد الجيد لمواده، واستفاضة سينمائيين مغاربة، سواء المخرجون منهم أو النقاد أو الممثلون، في تقديم أعمالهم السينمائية أو كتبهم النقدية أو الشخصيات التي يجسدونها، كل بموجب تخصصه السينمائي. وبالنظر إلى الاهتمام القوي لمعد البرنامج ومخرجه بمجال السينما، فإن هذا الإعداد يبدو دائماً في المستوى المطلوب. وهو ما جعل من هذا البرنامج الثقافي السينمائي برنامجاً يحظى بالمتابعة، سواء على مستوى المشاهدة أو على مستوى الكتابة الصحافية عنه، ومناقشة القضايا السينمائية التي تطرح فيه. والمتابع الدائم لفقرات هذا البرنامج يلاحظ التنوع الذي يطبع هذه الفقرات، بالإضافة إلى الحرص الشديد على تغطية المهرجانات السينمائية والأيام السينمائية المغربية في مختلف المدن المغربية دون تمييز بين مهرجان وآخر، وإيراد شهادات في حقها من لدن النقاد السينمائيين والمتابعين لها، وتقديم الندوات النقدية التي تعقد فيها، نرى معد البرنامج يحرص على تنويع الشهادات المقدمة فيه وعلى تقديم أكبر عدد من النقاد السينمائيين حتى يقدموا وجهة نظرهم باعتبارهم أهل الميدان الأدرى بشعابه المتعددة. وهكذا رأينا، على سبيل المثال، أن الحلقات الأخيرة من «كاميرا الأولى»، والتي قدم فيها تغطية للأيام السينمائية الدولية لدكالة، تميزت بحرص معد البرنامج عبد الإله الجوهري على متابعة الندوة التي انعقدت بالمناسبة وتمحورت أشغالها حول العلاقة الكائنة والممكنة بين كل من السينما والأدب، والتي شارك فيها عدد من أبرز النقاد السينمائيين من المغرب، وفيها تمت مناقشة العلاقة الفنية الملتبسة في تجلياتها العالمية والعربية والمغربية، كما جرت عملية مناقشة أفلام سينمائية ممثلة لها، مثل فيلم «اسم الوردة» وفيلم «بداية ونهاية» وفيلم «الرجل الذي باع العالم» وفيلم «جارات أبي موسى»، وهي ندوة خلفت نقاشاً غنياً لحظتها. كما حرص طاقم البرنامج على تقديم الأيام السينمائية التي قدمتها الجمعية المغربية لنقاد السينما حول تجربة المخرج السينمائي المغربي الكبير الجيلالي فرحاتي وقدمت تغطية لها، ما منح المجال للمشاهد المغربي لمعرفة السينما المغربية والأنشطة المتعلقة بها، وهو ما نجد البرنامج يحرص على تقديمه طيلة السنة من طريق متابعة الأنشطة السينمائية، سواء الخاصة بتقديم الأفلام السينمائية المغربية الجديدة أو المهرجانات السينمائية المتعددة أو الأيام الدراسية الخاصة بتجارب المخرجين السينمائيين المغاربة. وواضح، ان التلفزيون المغربي وهو يحرص على تقديم برامج ثقافية تهتم بالمجال السينمائي المغربي، كما هو الشأن مع برنامج «كاميرا الأولى» التي تقدمه القناة الأولى، أو مع برنامج «صورة» الذي تقدمه القناة الثانية «دوزيم»، يكون بعمله الإعلامي هذا يفتح نوافذ على الفن السينمائي المغربي ويمنحه إشعاعاً مضاعفاً، لأنه يقربه من المشاهد المغربي، بالتالي يساهم في خلق تواصل ايجابي بين الجمهور المغربي وبين السينما المغربية، بل إنه أبعد من ذلك يمنح النقد السينمائي فرصة الحضور عن طريق تقديم الإصدارات النقدية الجديدة والتعريف بها، وعن طريق دعوة النقاد السينمائيين لإبداء آرائهم في الأفلام السينمائية الجديدة التي تقدمها السينما المغربية.