يشارك الباحث الأكاديمي عطاء الله الأزمي ضمن البرنامج الثقافي للدورة الرابعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، بالمناسبة كان لبيان اليوم حوار معه، حول طبيعة هذه المشاركة، وحول جديد إصداراته الفكرية والأدبية، وتصوره الخاص لما يجب أن يكون عليه موعد ثقافي سنوي من هذا الحجم. ماذا يشكل بالنسبة إليك هذا الحدث، وكيف تفضل أن يكون، من حيث التنظيم والإعداد والبرمجة؟ يشكل تنظيم المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء موعدا سنويا هاما وحدثا ثقافيا بارزا، يجمع الكتاب والأدباء والمثقفين ودور النشر والمطابع والمهنيين والكتبيين..من المغرب والدول العربية والإفريقية ومختلف الدول الغربية (الأوروبية منها والأمريكية) وكذا الأسيوية. وهو فرصة لتلاقح الثقافات وتبادل الخبرات، وتنويع اللقاءات بين مختلف الفاعلين في الكتاب ومهنه. من حيث التنظيم والإعداد والبرمجة؛ أفضل ألا يبقى الحمل الأكبر على عاتق وزارة الثقافة ومديرية الكتاب ومؤسسة معارض الدارالبيضاء..، بل أن تساهم أطراف أخرى لها خبرة وتجربة ثرية، سواء تعلق الأمر بالكتاب أو بالمهنيين المتخصصين، مع التشديد على ضرورة مراعاة العديد من طلبات المشاركة سواء في الأروقة، أو التوقيعات، أو اللقاءات المباشرة مع الجمهور بقاعات المعرض المتعددة المعدة للبرنامج الثقافي المتنوع، كما أقترح أن تمتد برمجته إلى فترة أطول حتى يتسنى للجميع الاستفادة المتوخاة من تنظيمه على جميع المستويات. ما هي طبيعة مشاركتك في هذه الدورة؟ طبيعة مشاركتي في الدورة، أولا بصفتي زائرا، وأستاذا باحثا يبحث دائما عن الجديد في الإصدارات التي تهم تخصصي، أو تخصصات أخرى، ثانيا : حضور اللقاءات الثقافية المبرمجة بقاعات المعرض؛ وثالثا: المشاركة في رواق منظمة التضامن الجامعي المغربي(التي أشغل منصب نائب الكاتب العام بمكتبها الوطني)، وفي توقيع كتابين برواقين. ما هو أحدث إصداراتك، وحول أي شيء يتمحور؟ أحدث إصداراتي هو كتاب «البعد التراثي في الكتاب الدرامي» يتمحور حول المسرح المغربي في مرحلة ما قبل الاستقلال، وإصدار أخير بالمطبعة سيرى النور قريبا حول التجربة المسرحية للطيب الصديقي (رحمه الله)، من خلال مسرحيته «جنان الشيبة». هل تتصور استمرارية وجود الكتاب الورقي في ظل هيمنة الثقافة الرقمية، وعلى أي أساس تبني تصورك؟ وجود الكتاب الورقي – باعتباري ممارسا سابقا لمهنة الطباعة وعارفا بخباياها ، قبل ولوج التعليم العالي- سيظل مرتبطا أساسا بالمقررات والكتاب المدرسي، ثم بالكتب الثقافية والجامعية المرتبطة بالتكوينات والتخصصات المتعددة، في ظل تقلص المقروئية لدى مختلف الشرائح المجتمعية، وفي خضم الزحف المهول والهيمنة الشرسة للثقافة الرقمية. إلا أن ذلك، في تصوري، لا يعني نهاية الكتاب، كما يظن أو يدعي بعض من المتخصصين والمهنيين أو عامة الناس، باعتبار أن الوزارات الوصية أو ذات الصلة والجامعات والكليات والمؤسسات التعليمية، وجمعيات المجتمع المدني أعدت برامج وحملات تحسيسية واسعة النطاق جهويا ووطنيا لإعادة الاعتبار للكتاب والقراءة، وحث المواطنين على تبني فكرة قراءة الكتاب في مختلف الأماكن العمومية والخصوصية، وبوسائل المواصلات المتعددة، وهذه من المبادرات التي لاقت نجاحا ملموسا وكرست تصالح المغاربة مع الكتاب ليصبح حاجة يومية مثل جميع حاجات الإنسان اليومية الأخرى، وهي غاية نبيلة كبرى لن تتحقق بالشكل المرغوب إلا بتضافر مختلف الجهود، والمراهنة على استعادة مقروئية أمة «اقرأ».