يعتبر الفنان الأمريكي إريك سالين، عمله، باعتباره اتصالات معمارية، وأخرى طبيعية، فمن أجل الحصول على الإلهام في ممارسته الفنية، يقول إنه يقوم بدراسة العلاقة بين الطبيعة والبيئة العمرانية. الورق هو خياره الأول من المواد، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى قابليته للتطويع، والإمكانية اللامحدودة لإعادة تدويره، وجاذبية سرعة تحلله العضوي نسبيا. الورق شديد التنوع والقدرة على الاستدامة، ولكنه في الوقت نفسه، ضعيف ومعرض لمخاطر التلف: هن يكمن المحك الأساسي، الذي يتناغم مع التجربة الانسانية، التي يحاول أن يسلط الضوء عليها. يعتمد عمل سالين على عرض تنقل الحركة البصرية، من خلال نشاط السطح، موظفا الإيقاع واللون واللازمات في كل مكان. يوضح ذلك بالقول إنه يتعامل مع مجموعة متنوعة من الأشكال، بما في ذلك الكتب ومطبوعات الفن التصويري،وكذلك التركيبات الخاصة بالموقع، انطلاقا من الورق المصنوع يدويا والمعاد تدويره، وتوفر الأعمال الأصغر حجما، مثل المطبوعات والكتب، تحولا في الحجم، إلا أنها تولد شعورا مماثلا بالحميمة والاكتشاف. وفي تركيباته الورقية المطبوعة ذات الحجم الأكبر، يحاول إنتاج منحوتا مكملة لمواقع المعمار ذات الخصوصية، من خلال إدماج تاريخ المنطقة، ومناظر من البيئة الطبيعية المحيطة بالموقع، وهو يستخدم الإضاءة لخلق شعور من الدراما والأجواء، من خلال الظل ومقابلته بأثر الخلفية المضاءة، على نحو يشبه الضوء الذي يمر عبر الزجاج الملون. إن هذه التجربة تناشد حركية المشاهدين كي يستكشفوا العمل، ولكي يروا أي تغيير في وجهات النظر قد يعكسه ذلك، وبعد كل تركيب، يقوم بإعادة تدوير عمله من خلال الاستمرار في الطباعة، وقطع وطلاء ولصق الورق، متعاملا معه، مثل بطانة صناعية قريبة الشكل.