استمرارا لبرامجها التربوية التحسيسية المتمحورة حول المكون البيئي، وفي إطار برنامجها الوطني للمخيمات الذي يتميز خلال الموسم الحالي بالتأسيس لدينامية المخيمات الموضوعاتية، تنظم جمعية الشعلة للتربة والثقافة مخيما بيئيا بالثانوية الإعدادية الجديدة بمدينة الصويرة خلال الفترة الممتدة من 02 إلى 13 يوليوز 2009 لفائدة 180 طفلا من الصويرة، خريبكة، أسفي، ايت اورير، شيشاوة، قلعة السراغنة،مراكش، الحوز، بوجدور والداخلة. « نقوم بجمع النفايات الصلبة داخل المخيم، نضعها فوق طاولة وسط الورشة بدون أي ترتيب، ثم يقوم الأطفال بعد ذلك بفرزها وتدويرها قصد إنتاج ديكورات وأشكال إبداعية باستعمال مختلف النفايات الصلبة القابلة للتدوير، ولقد تمكننا من خلال الورشة من التأسيس لمنطق جديد في تعامل الطفل مع نفاياته الصلبة، حيث بدأ يستوعب أن هنالك طرقا أكثر جمالية وحكمة في تدبير النفايات الصلبة» بهذا صرحت لنا كريمة اجميلي مؤطرة ورشة تدوير النفايات الصلبة التي تتوج كل يوم بعرض منتوجات الأطفال المبدعة مرفوقة بالبطاقة التقنية لكل معمل تربوي . وفي علاقة بالنفايات الصلبة، عرف المخيم تنظيم لعبة مفتشية التحري عن النفايات الصلبة التي سمحت للأطفال بالتعرف على مفهوم النفايات الصلبة والسائلة، تصنيفها تبعا لقابليتها للتدوير، علاقتها بالمحيط وقابليتها للتحلل . كما انفتح أطفال المخيم على عموم المصطافين من خلال حملة تحسيسية حول استهلاك الماء الصالح للشرب، عمد الأطفال من خلالها إلى فتح نقاش مع جميع فئات المصطافين، بمن فيهم السياح الأجانب، يفضي إلى تعبئة استمارة تجرد مختلف الأنشطة اليومية التي تتطلب استهلاك الماء الصالح للشرب، مع تقدير مجموع كمية المياه المستهلكة من طرف كل فرد خلال اليوم الواحد. «من خلال النقاش حول مستوى استهلاك المياه، خلصنا داخل الفريق إلى أن معدل الاستهلاك الفردي اليومي يصل إلى أكثر من 115 لترا في اليوم، هذا الرقم كبير جدا وخطير بالنظر إلى العدد الإجمالي لسكان المغرب» صرح لنا بتلقائية عميقة احد أطفال المخيم المشاركين في لعبة « ماذا عن استهلاك الماء الصالح للشرب؟» برنامج المخيم البيئي يحتوي شقا مهما مرتبطا بالزيارات الميدانية الاستكشافية لمجموعة من المواقع ذات القيمة الايكولوجية بتعاون مع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، نيابة وزارة التربية الوطنية، جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، كمنطقة التلال الرملية ، منطقة البحيرات المصنفة رامسار، محطة تطهير المياه العادمة لمدينة الصويرة، ومركز التربية البيئية المتواجد بمدرسة سيدي بوسكري بسميمو. كما تفاعل الأطفال بشكل كبير مع الورشات التحسيسية التواصلية التي نشطها اطر من كتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة حول المجال الغابوي، استهلاك الماء الصالح للشرب، المحيط الساحلي، والمناطق ذات التنوع الايكولوجي. مراعاة لميولات ومراكز اهتمام أطفال مخيم بما ينسجم وخصوصية المخيم البيئي، ينخرط الأطفال بشكل يومي في مجموعة من الأندية والورشات التربوية والتأطيرية، كما هو الحال بورشة الفنون التشكيلية التي تنطلق من الفن التشكيلي لترجمة تمثل الأطفال لمكونات المحيط البيئي كما يرونها وكما يشتهونها، ورشة التحقيقات الصحفية حول خصوصيات المحيط البيئي لمدينة الصويرة من خلال زيارات استكشافية للمواقع الطبيعية ولقاءات مباشرة مع مسؤولين في مختلف القطاعات والمصالح الخارجية ذات الصلة بمختلف مستويات تدبير المجال الطبيعي لموكادور ذات التنوع البيولوجي. البرنامج العام للمخيم البيئي يتوزع بين ألعاب بيئية، مسابقات ثقافية وسهرات تعبيرية بيئية، يجمع بين الشق الترفيهي والتربوي من خلال الموازنة بين حاجيات وقدرات وواجبات الأطفال الذين سيستفيدون من اولمبياد الألعاب الشاطئية، وكيرميس، بالإضافة إلى زيارات إلى المواقع التاريخية لمدينة الصويرة ومتحف سيدي محمد بن عبد الله الذي يختزن الذاكرة الثقافية والموسيقية لمدينة الرياح.