عندما تسأل محبي مطالعة الأعمال الأدبية العالمية عن كتابهم المفضلين، فقد يتبادر إلى سمعك أسماء من قبيل: ديستويفسكي وماركيز وكامو ومحفوظ وجبران ويوسا وموراكامي وباموق. لكن ماذا نعرف كقراء مغاربة، عن الكتاب المغاربة، الذين غيروا خارطة الكتابة في العالمين العربي والغربي المعاصر والحديث؟ ننقل لكن في هذا المقال أسماء أشهر 10 كتاب مغاربة، كتاباتهم بالعربية والفرنسية اخترقت الآفاق وحصدت الجوائز. 1 إدريس الشرايبي ولد في 15 يناير 1926 في مدينة الجديدة، صاحب العديد من المؤلفات الرائعة، وعلى رأسها “الماضي البسيط” (1945) الذي هو قطعا الكتاب الأكثر نجاحا ورواجا بالمغرب والعالم الفرنكفوني إبان حقبة الوصاية الفرنسية بالمغرب. كتاب ينتقد فيه صاحبه البرجوازية المغربية التي ينتمي إليها ونفاقها في تطبيق الإسلام وكذا فشل الإندماج المغربي في المجتمع الفرنسي، إدريس شرايبي عالج الكثير من المواضيع المرتبطة ببداية القرن الأخير مثل وضعية المرأة، الدين، العنصرية ودائما بلغة وألفاظ قوية مستمدة من الواقع المعاش. 2 محمد الأشعري الشاعر والروائي والوزير السابق والمناضل في صفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أحد أبرز أسماء النخبة المثقفة بالمغرب، له أعمال شعرية وروائية كثيرة ناجحة، على رأسها روايته القوس والفراشة التي نال عليها جائزة البوكر للرواية العربية سنة 2011، رواية عرفت العرب على هذا العالم المتعدد الألوان، قدم الأشعري للعرب من خلال روايته هاته لوحة معقدة ومبهرة لعلاقات الاباء بالابناء وتحول الأفكار بشكل جنوني داخل المجتمع المغربي من جيل لآخر، إنها لوحة تعكس بإتقان معالم جدلية الدين والفلسفة والحياة على مر السنوات. 3 عبد اللطيف اللعبي ولد سنة 1942، فاس، كاتب وشاعر ومترجم فرنكفوني من أصل مغربي. درس الأدب الفرنسي بجامعة محمد الخامس بالرباط، وأسس عام 1966 مجلة أنفاس. كما اهتم بالمسرح، حيث شارك سنة 1963 في تأسيس المسرح الجامعي المغربي. اعتقل اللعبي بسبب نشاطه السياسي سنة 1972، ولم يسترجع حريته الا سنة 1980 على إثر حملة دولية واسعة. سنة 2009 حصل على جائزة غونكور الفرنسية للشعر. وفي سنة 2011 فاز بالجائزة الكبرى للفرانكفونية التي تمنحها أكاديمية اللغة. عانى المؤلف كثيرا حيث عايش فترة مابعد الإستقلال وسط مجتمع مضطرب بالتغييرات المستمرة، سجن وعذب ثم نفي بعد خروجه في مرحلة سوداء، كتاباته مشبعة بالقيم الإنسانية النبيلة و تمس العديد من الألوان الأدبية من مسرح وشعر وروايات وحتى قصص للأطفال، يقرأ له المغاربة وجل الناطقين بالفرنسية، كمرجع في تاريخ وفكر المنطقة المغاربية والإفريقية. 3 محمد شكري: المشاكس المغربي الذي يعرفه القاصي والداني، بلغته القاسية، وغضبه البريئ وتفجر شرارات قلبه الفني المشبع بالإنسانية، يعرفه العالم العربي والمغاربي ب: “الخبز الحافي” و”مجنون الورد” و “زمن الأخطاء”. ولد بالناظور سنة 1935 وتوفري الأيقونة في نونبر لسنة 2003. 4 الطاهر بن جلون ولد في 1 ديسمبر 1944 في مدينة فاس المغربية ، ولا شك أنه أحد الكتاب الأكثر شهرة والأكثر إنتاجا باللغتين الفرنسية والعربية. ذاع صيته في العالمين العربي والفرنكفوني. معلم فلسفة وطبيب نفساني ،حصل على جائزة غونكور عام 1987 عن روايته الليلة المقدسة . 5 محمد زفزاف أشهر الكتاب المغاربة، وأكثرهم مقروئية بشمال إفريقيا والعالم العربي، “شاعر الرواية المغربية” هكذا لقب زفزاف رحمه الله، من قبل النقاد والمتتبعين، الذين رأوا في أعماله قوته في تسليط الضوء على أعتى وادق مشاكل المجتمع المغربي، أعماله: “محاولة عيش” و “قبور في الماء” و “الثعلب الذي يظهر ويختفي” شاهدة على ما خلفه زفزاف من بصمة قوية بالأدب العربي والإفريقي قبل أن توافيه المنية سنة 2001. 6 فؤاد العروي ابن وجدة، ولد في غشت عام 1958، مؤرخ وروائي مغربي، أصدر أول رواية له سنة 1996 وتوالت إصداراته الروائية إلى أن أبان على علو كعبه في التأليف الروائي وبرز بأسلوبه الروائي الساخر. إتجه هذا المهندس سريعا إلى التعليم بعد تكوينه لا سيما في علوم الإقتصاد و البيئة بجامعة أمستردام، نشر العروي أكثر من عشرين قصة و مقالة، أبرز كتاباته: “اسنان خبير المساحة” و”حب مجروح” ومقالات أخرى مهمة. 7 خناتة بنونة المغربية خناتة، ابنة مدينة الدارالبيضاء، ولدت سنة 1940، من الكاتبات المؤثرات في فترتها، كتبت أعمال روائية وقصصية مختلفة، معروفة بحسها الانساني ومناصرتها للقضايا الوطنية، أهدت جائزتها الأدبية الأهم على الصعيد المغربي لجمعية النضال الفلسطيني. كتبت “العاصفة” و”الصمت الناطق” و”الصوة الصوت”. 8 ليلى أبو زيد صاحبة “الرجوع إلى الطفولة” من مواليد 1950، ابن القصيبة أهدت للساحة الأدية المغربية النسائية أهم الأعمال، من قبيل: “عام الفيل” و”الفصل الأخير”. كتبت الرواية والقصة والسيرة النبوية والسيرة الذاتية وأدب الرحلة. وترجمت من الإنجليزية إلى العربية سيرة الملك محمد الخامس والسيرة الذاتية لمالكوم إكس. ترجمت أعمالها إلى الإنجليزية والألمانية والهولاندية والإيطالية والإسبانية والفرنسية والمالطية والأردية. 9 بنسالم حميش وزير الثقافة السابق، أشهر الكتاب العرب، يعرفه الشرق بكتاباته المثيرة للجدل من قبيل: “العلامة” و”هذا الأندلسي” و “مجنون الحكم” كتب بطريقة فلسفية عن أكثر الشخصيات العربية والاسلامية غموضا، وقدمها في قالب أدبي بديع، رشح مرات عديدة لنيل البوكر العربية، ونال جوائز مغربية عديدة. 10 أحمد المديني أديب وناقد مغربي ولد سنة 1949، ابن مدينة برشيد، الشاعر والروائي الذي رشحت روايته هذه السنة للبوكر العربية، التي فازت بها “الطلياني” للتونسي شكري المبخوت، من أقوى الكتاب العرب، رواياته المؤثرة من قبيل: “الهباء المنثور” “ممر الصفصاف” و”العنف في الدماغ”.