فازت الكاتبة المغربية ليلى السليماني أمس الخميس، بجائزة «الغونكور» التي تعتبر أرقى الجوائز الأدبية الفرنكفونية، وذلك نظير روايتها «أغنية هادئة»(Chanson douce)، لتخلف بذلك ماتياس إينار الفائز بلقب الدورة السابقة، و لتكون بذلك ثاني كاتب مغربي ينال هذه الجائزة الرفيعة، بعد الطاهر بنجلون الذي نال الجائزة نفسها سنة 1987 عن روايته «ليلة القدر». وتوجت السليماني بعد منافسة بين أربعة أعمال أدبية، تنتمي إلى أدب «مظلم»، يتعلق بموضوع الوأد بالنسبة لليلى السليماني، والانتحار بالنسبة لكاثرين كوسي، و آكلي لحوم البشر بالنسبة لريجي جوفري والإبادة الجماعية لغايل لفاي. وتحكي الرواية المتوجة «أغنية هادئة» قصة مروعة ببناء أدبي جيد، محورها عملية قتل لطفلين من طرف مربيتهما ، وتعتبر روايتها المتوجة بمثابة فيلم أو كتاب يحكي علاقات الهيمنة والبؤس الاجتماعي. ليلى سليماني المولودة عام 1981 بمدينة الرباط من والدة مختلطة الأصول (الجزائر والألزاس الفرنسية) ووالد مغربي ينحدر من مدينة فاس، درست في المعهد الثانوي الفرنسي في الرباط ثم في معهد العلوم السياسية بباريس وفي المدرسة العليا للتجارة (مع اختصاص في الإعلام). عملت خمس سنوات في مجلة «جون أفريك» ثم استقالت لتتفرغ للكتابة، موقعة روايتها الأولى «في حديقة الغول» التي فازت بفضلها بجائزة المامونية الأدبية والتي أهدتها لوالديها قائلة إنهما «متحرران جدا»، ومضيفة «كان والدي يحبان الكتب فنشأنا على تربية تعتبر أن الحرية والجرأة أساسيتان». وكان الكاتب الطاهر بن جلون، أول كاتب عربي يفوز بجائزة «غونكور» عن روايته "ليلة القدر" عام 1987.كما فاز الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي، بجائزة «غونكور» في فئة الشعر عام 2009، عن مجمل أعماله الشعرية، والشاعر فؤاد العروي، في فئة القصة القصيرة عام 2013، عن مجموعته القصصية «القضية الغريبة لسروال داسوكين». واستطاعت الكاتبة المغربية، وعبر روايتها الأولى «في حديقة الغول»، أن تجعل المشهد الروائي الفرنسي يلتفت إليها، وأن تكشف له وبجرأة كبيرة، ما يدور داخل عقلية المرأة العربية، بشأن أكثر التابوهات المحرمة في العالم العربي، وهو «إدمان الجنس» كفعل وممارسة في حد ذاته.