أعرب الشاعر والروائي المغربي عبد اللطيف اللعبي عن أسفه لوجود "إقصاء عبثي" في الساحة الوطنية للأدباء المغاربة الذين يكتبون باللغة الفرنسية. وقال اللعبي، الذي كان ضيف البرنامج الثقافي "مشارف" الذي بثته قناة (الأولى) مساء أمس الأربعاء ، بمناسبة فوزه بجائزة غونكور للشعر لسنة 2009، وصدور يومياته " شاعر يمر " ، باللغتين العربية والفرنسية، " إن هؤلاء الأدباء ، كيفما كانت لغة كتابتهم ، هم في الأصل كتاب مغاربة، وتشكل إبداعاتهم جزء من الحقل الأدبي المغربي، المتسم بالتنوع والاختلاف". وعن تجربته في الكتابة، قال صاحب " تجاعيد الأسد " و " يوميات قلعة المنفى"، الذي استضافه الشاعر عدنان ياسين في هذا البرنامج الأسبوعي، احتفاء كذلك بإصدار مجموعتين من الكتب تضم أهم إصداراته بالفرنسية وترجماتها إلى العربية في إطار احتفالية مغاربة العالم بمعرض الكتاب والنشر بالدار البيضاء (12- 21 فبراير الماضي) ، إن كل كتاب من كتبه يحبل بمغامرة من نوع جديد، وأن "المغرب يوجد في قلب كل ما يكتب إذ لا تخلو كتبه من حضور هذا البلد العزيز". ومن جهة أخرى، أكد اللعبي حرصه على أن تصل أعماله المكتوبة باللغة الفرنسية إلى القارئ العربي باعتبار أن عودة النص إلى اللغة الأم لكاتبه مسألة حيوية بالنسبة له ككاتب، مشيرا إلى أنه كان دوما يرغب في أن تكون أعماله برمتها في متناول هذا القارئ. وعن تشبثه باللغة العربية وإصراره على أن تتم قراءة أعماله بها، ذكر اللعبي بأنه وليد تاريخ استعماري، حيث كان من أهداف الاستعمار الفرنسي بالمغرب سلب الهوية الوطنية التي تعتبر اللغة العربية عصبها، مؤكدا أن الإلحاح على استعادة هذا الذي سلب منه لازمه باستمرار وظل يرافقه طيلة مساره وتجربته الإبداعية، لذلك، يقول اللعبي، "حرصت على استرجاع هذه الهوية اللغوية وهو ما جعلني أشعر بالارتياح وأدى بالتالي إلى تغير في مزاجي الأدبي" . وقد نشر عبد اللطيف اللعبي ، وهو من مواليد فاس سنة 1942 ، حوالي ثلاثين كتابا بالفرنسية توزعت بين الشعر والرواية والمسرحية والنقد ومجموعة من الترجمات إلى الفرنسية، وأسس عام 1966 مجلة "أنفاس" التي لعبت دورا هاما في التجديد الأدبي والثقافي في المغرب. ومن بين أعماله في المجال الروائي ، "العين والليل" و"مجنون الأمل"، وفي مجال الشعر ، "عهد البربرية" و"قصة مغربية" و"أزهرت شجرة الحديد" و"قصائد تحت الكمامة"، إضافة إلى "يوميات قلعة المنفى" (رسائل سجن) و"الرهان الثقافي" (دراسات نظرية ومقابلات). كما قام اللعبي بترجمة عدة أعمال أدبية للغة الفرنسية من بينها "أنطولوجيا شعر المقاومة الفلسطينية"، و"أنطولوجيا الشعر المغربي الحديث"، وأشعار لعبد الله زريقة ومحمود درويش وعبد الوهاب البياتي ورواية حنا مينة " الشمس في يوم غائم" . وحاز عبد اللطيف اللعبي، الذي يُعدّ من أبرز الشعراء الفرنكوفونيين في العالم العربي وخارجه، وهو عضو أكاديمية مالارميه، جائزة "ألآن بوسكيه" عام 2006 عن مجمل أعماله، وسنة 2009 فاز ب`"جائزة غونكور للشعر" تقديرا لمجموع أعماله الشعرية التي صدرت عن منشورات "لاديفارانس".