يبدو أن حكومة العثماني لم تضع بعد أية مخططات أو دراسات حول كيفية تأمين رحلة العودة للطلبة المغاربة في الصين، الذين يتابعون دراستهم عن بعد من المغرب في ظل ظروف قاهرة وتحت ضغط كبير، مع تساؤلات أولياء أمورهم حول مصير أبنائهم خاصة مع اقتراب موعد الدخول المدرسي المقبل الذي لم يتبق له إلا أيام معدودة. وفي التفاصيل، تحدث طالب في تصريح ل"برلمان.كوم"، عن المعاناة التي يمر منها، بعد أن قدم في عطلة إلى المغرب لقضاء أيام قليلة مع عائلته والعودة لاستئناف دراسته، قبل أن يتفاجأ بالإغلاق الكامل لحدود المملكة البرية والبحرية والجوية مع باقي دول العالم، في إجراءات احترازية ضرورية وصارمة استعجالية للتصدي للوباء، في شهر مارس الماضي. ويقول الشاب، إن "كورونا" حتمت عليه البقاء في المغرب، ليصطدم بواقع يتخلله كم كبير من العراقيل والعقبات، بما فيه حظر تأشيراتهم من قبل الحكومة الصينية، وضعف شبكة الأنترنيت التي تعتبر صلة الوصل بينه وبين جامعته التي يتواصل معها عن بعد، ناهيك عن فارق التوقيت بين البلدين، الأمر الذي زاد الوضع تأزما، مع عدم إمكانيته بالقيام بالتداريب الميدانية التي تعد أهم خطوة لتطبيق ما تم أخذه في حصة الدرس النظري. ويتابع الطالب، أن ما يحز في نفسيته مصاريف الكراء التي دفعها هو وعدد كبير من زملائه، رغم عدم استغلالهم لها واستفادتهم منها، لمدة تزيد عن الستة أشهر، والتي تتراوح ما بين 2000 إلى 3000 درهم للشهر الواحد، داعيا الحكومة إلى إيجاد حلول مع نظيرتها في الصين حتى يتمكن الطلبة العالقون بالمملكة من استرجاع أموال الكراء دون أية مشاكل، أو عدم احتساب الشهور التي قضوها ببلدهم واستئناف ذلك فور عودتهم. ويرى الطلبة أن أهم عائق يعيشونه منذ شهور، أنه في حالة استئناف النشاط الجوي بين المغرب والصين، لن يتمكنوا من العودة إلا بعد توصلهم برسالة من جامعاتهم تطالبهم بالعودة، وحسب زميلة الشاب لن يتم ذلك إلا بإشارة من الحكومة الصينية، وهو ما لم يتم العمل عليه حتى الآن. وفي سياق متصل، وصف آخرون، في نفس التصريح، فترة الإمتحانات ب"الفترة العصيبة"، إذ عانوا من ضيق الوقت، وضعف الشبكة التي كادت أن تسبب مشاكل كبيرة للطلبة، حيث أنهم كانوا مهددين بنقص معدلات امتحاناتهم في بعض المواد ب 30 في المائة من نقطة الإمتحان، إلى جانب أنهم أنجزوا معظم الإمتحانات في عز التعب والأرق وتحديدا ما بين فترة الثالثة بعد منتصف الليل والسادسة صباحا، كما أنهم كانوا مجبرين على إنجاز ساعتين للمادة الواحدة بينما الساعة الأخيرة فكانت مخصصة لتحميل الإمتحانات وبعثها عبر الأنترنيت، علما أن ساعة غير كافية في ظل صبيب إنترنيت ضعيف، إذ الورقة الواحدة تتطلب ما يزيد عن 20 دقيقة للتحميل، ناهيك عن مشاكل ثانية.