يثير البرنامج التعليقي "ديرها غا زوينة.."، الذي يبث على القناة الرسمية بمنصة التواصل الاجتماعي "يوتيوب" الخاصة بموقع "برلمان.كوم"، الجدل حول قضايا وملفات ساخنة لشخصيات عامة، حيث تتم صياغتها في قالب ساخر، يجعل العديد من المتابعين يتفاعلون معها (الحلقة) من خلال تعليقاتهم المختلفة والمتباينة. وتطرقت الزميلة بدرية عطا الله، في هذه الحلقة التي تحمل عنوان "ديرها غا زوينة.. هادي مسؤوليتك ابنموسى كون قدها" إلى تداعيات أزمة جائحة كورونا والجفاف، وكذا حجم المديونية، ومجموعة من الأزمات التي أثقلت كاهل البلاد، والتي يقابلها تجاهل وغياب أي تضامن من طرف وزراء الحكومة، وأعضاء مجلسي الأمة، إلى جانب ما اعتبرتهم "أصحاب التقاعدات السمينة". وانتقدت بدرية في ذات الحلقة كثرة المجالس وتنوعها، وعدم قيام المسؤولين عن هذه المجالس بالدور المنوط بهم، رغم استنزافها لميزانيات ضخمة من المال العام، والتي تلخص عملها في إصدار تقرير سنوي واحد. وفي هذا الإطار، دعت بدرية، شكيب بنموسى، رئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، إلى أخذ كل هذه الأمور بعين الإعتبار، لإنقاذ المالية العمومية، عبر التقليل من هذه المجالس، وإصدار تقرير منصف وعادل يوصي بتعديلات دستورية، خاصة فيما يتعلق بالنمط الانتخابي الذي أفرز تحكم جهة معينة في مصير البلاد والعباد طيلة عشر سنوات، مؤكدة في الوقت ذاته أن فئة عريضة من المغاربة لا تعرف شيئا عن الانتخابات، الأمر الذي يساهم في استمرار الواقع الحالي لكون المعادلة غير منصفة وعادلة. وكمثال على فشل نمط الانتخابات بشكلها الحالي وما تفرزه من نخب، تطرقت بدرية إلى نموذج مدينة الدارالبيضاء، التي شهدت انقطاعا كليا للكهرباء يوم الأربعاء الماضي، وما خلفه من خسائر مادية كبيرة لمجموعة المؤسسات الخاصة، والمرافق الترفيهية كالمطاعم والمقاهي، وكذا الفنادق والوحدات السياحية، الأمر الذي تسبب في شلل كلي للمدينة، في غياب أي مخاطب يدافع عن مصالح الساكنة ويوصل همومهم إلى مراكز القرار. نفس الأمر بمدينة الرباط، التي عرفت ارتفاعا مهولا لفاتورات الماء والكهرباء، تقول بدرية، التي قالت إن هناك من حصل على دعم جائحة كورونا بمقدار لا يتجاوز 800 درهم، فيما توجب عليه آداء 1000 درهم، للشركة المفوض لها تدبير قطاع توزيع الماء والكهرباء بالعاصمة. بدرية تطرقت خلال نفس الفيديو، للخروج الإعلامي للوزير السابق، ورئيس بلدية الفقيه بن صالح، محمد مبديع، الذي قال فيه إن "الماء ناقص ومقطوع"، و"الماء مادة حيوية"، وهو الخروج الإعلامي الذي دافع فيه عن الجهة التي تقوم بتوزيع الماء والكهرباء، ملقيا باللوم بكامله على عاتق المكتب الوطني للماء والكهرباء، وهو التفسير الذي أثار ردود أفعال كثيرة بالمدينة التي يسيرها. واستغربت بدرية، في نفس الحلقة، بطرح تساؤل، عن كيف لأشخاص من حجم محمد مبديع، والحسن عبيابة، ومحمد يتيم، وحكومة يرأسها سعد الدين العثماني، أن يساهموا في بناء اقتصاد قوي لبلادنا، ناهيك عن عزيز أخنوش، الذي قالت عنه، إنه حول حزبه من حزب التجمع إلى حزب التصدع، بسبب الصراعات الداخلية التي يعيشها. وانتقدت بدرية الوضع داخل مجموعة من الأحزاب المغربية المسيطرة على المشهد السياسي، كحزب الاستقلال الذي يعيش حالة شرود منذ رحيل أمينه العام السابق، حميد شباط، قائلة "اللهم ألف من شباط، ولا واحد معارف ما يدير"، ولخصت بدرية الوضع في حزب الأصالة والمعاصرة بالقول "مشا جبل جا وحل". وختمت بدرية الحلقة بالقول، أن البلاد في حاجة إلى إصلاح مؤسساتي يخرجنا من دوامة "حكم بلا ما تفهم"، مضيفة أن ملك البلاد أيضا في حاجة إلى حكومة قوية وذات كفاءة عالية.