"لكل امرء من دهره ما تعوّدا.. وعادة فؤاد عبد المومني التشفي في العدا" فليسمح لنا الشاعر أبو الطبيب المتنبي أن نقتبس هذه الأجزاء المبتورة من بيته الشعري، الذي يفضح الطريقة الجديدة التي بات يتشفى بها فؤاد عبد المومني وعزيز غالي وبوبكر الجامعي على المغرب والمغاربة كلما صدرت توصيات أو قرارات تمس بالمصالح العليا للوطن. فقد كانت البداية مع كأس العالم قطر 2022، عندما نشر فؤاد عبد المومني صورة مفبركة لمقال مزيف منشور على صدر جريدة أمريكية، مدعيا بكثير من الحقد أن "وجوه المغاربة أضحت عنوانا للفقر والجوع عبر العالم". ففي تدوينة له بهذا الشأن، تشفّى "المناضل اليساري" فؤاد عبد المومني من صورة مشجع مغربي في مدرجات المونديال، ومارس عليها كل أوزار البورجوازية المتعفنة، قبل أن يدرك لاحقا بأنه سقط في المحظور، وأنه انخرط في نشر الأخبار الزائفة، مما اضطره لسحب منشوره هذا ملوما محسورا. ولم يرعوي فؤاد عبد المومني من ذنب "التشفي في المغاربة"، ولم يتعظ كذلك من فضيحة "نشر الأخبار الزائفة"، إذ عاد مجددا لينشر صورة قديمة تعود لسنوات، متوهما أنها تحقق الهدف المنشود والغاية المأمولة وهي "التشفي في المخزن وتقطير الشمع على النظام المغربي!". لكن هذه المرة، لن يعود فؤاد عبد المومني وحيدا شريدا مثل شروده عند نشره لصورة المشجع المغربي في المونديال، بل عاد ليؤازر "كبير" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عزيز غالي، الذي نشر بدوره صورة لحادثة سير مادية بين سيارة للأمن الوطني وعربة للترامواي، مشفوعة بتعليق يصدح ب"التشفي في البوليس وبالانتصار المرضي لتوصية البرلمان الأوروبي". فقد كتب عزيز غالي "المخزن ضربو تران"، في إشارة إلى تداعيات التوصية غير الملزمة الصادرة عن البرلمان الأوروبي! وقد تماهى فؤاد عبد المومني مع هذا التعليق المقيت، بطريقة جعلته يعيد نشره بغبطة عارمة لا تخلو من ازدراء للشرطيين الذين تجسّم فيهم وهم "المخزن" الذي بحسبه ينبغي أن يفرمه القطار. وبصرف النظر عن خلفية هذه الصورة القديمة، التي تعود لسنوات لمّا كانت سيارات الأمن الوطني لازالت تحمل الهوية البصرية القديمة، فإن طريقة تشفي عزيز غالي وفؤاد عبد المومني في المغرب والمغاربة تؤشر على وجود أعراض مرضية في تركيبة هذه العينة من الناس. فالنضال لا يعني بأي شكل من الأشكال التشفي في المغرب كلما كانت هناك توصية أو قرار يمس بمصالح الوطن. والمعارضة لا تعني السخرية من حوادث الشرطيين على الطريق والاستهزاء بسحنات وملامح المغاربة. ولم يكن عزيز غالي وفؤاد عبد المومني وحدهما من "تشفّيا بجهل وحقد لا مزيد عنهما في المغرب والمغاربة"، بل تساويا في درجة الغل والبؤس مع الإرهابي محمد حاجب ومع بوبكر الجامعي، اللذان انساقا كالقطيع مع خبر كاذب نشره موقع الدعاية الجزائري "مينا ديفانس". فبوبكر الجامعي الذي يقدم نفسه "من دهاقنة الإعلام"، لم يكلف نفسه عناء التحقق من الخبر الزائف الذي نشره الإعلام الجزائري، والذي ادعى فيه أن المغرب زوّد أوكرانيا بدبابات سوفياتية الصنع! ورغم سريالية هذا الخبر، وعدم قابلية تصديقه حتى من الشخص متوسط الإدراك والتمييز، إلا أن نزق بوبكر الجامعي ورغبته الجامحة في التشفي في المغرب جعلاه ينشر هذا الخبر بكثير من الرعونة وبقليل من التأني والحياء. أما الإرهابي محمد حاجب الذي أعاد نشر هذا الخبر الزائف فلا تثريب عليه! فالذي ارتمى في أحضان تنظيم القاعدة، وتأسى بأيمن الظواهري حتى في "عمامة الرأس"، وتولى مهمة "الإمارة على نساء وأرامل المقاتلين في وزيرستان"، لا ينتظر منه المغاربة أن يكون واحدا منه في الشدائد والمحن، فهو لوحده وفي ذاته محنة وبلية، انصاف إليها للأسف الشديد بوبكر الجامعي وفؤاد عبد المومني وعزيز غالي، الذين يعتقدون واهمين بأن النضال هو امتشاق الحسام من نصل توصيات الأعداء.