نشر فؤاد عبد المومني، مدفوعا بنزق الثوار، صورة مركبة مشفوعة بخبر زائف يتنمّر فيه على سحنة المغاربة ويسخر فيه من "خلق" الله في عباده من المغربيات والمغاربة. فقد سارع فؤاد عبد المومني، اليوم الاثنين، لنشر صورة مفبركة منسوبة لجريدة نيويورك تايمز الأمريكية، تظهر فيها صور لمشجعين مغربيين مذيلة بتعليق عنصري واحتقاري مؤداه "أن المجاعة تبدو على وجوه المشجعين المغاربة". وعندما نشر رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي النسخة الحقيقية من جريدة نيويورك تايمز، التي تتحدث عن واقع دولة بنغلاديش وليس على ملامح المشجعين المغاربة، سحب فؤاد عبد المومني خبره الزائف، ونشر في المقابل تدوينة يعتذر فيها، ويطلب من المغاربة افتراض "حسن نيته" في التنمر عليهم وتعميم الشماتة فيهم في الشبكات التواصلية. فالاعتذار أسي فؤاد عبد المومني، لا ينبغي أن يكون من أجل نشر خبر زائف أو صورة مركبة، وإنما ينبغي طلب المسامحة والاعتذار من هؤلاء المواطنين المغربيين، اللذين تنمرت عليهما، وقمت بالتشهير بهما في مواقع التواصل الاجتماعي. وهذا الاعتذار لا يجب أن يكون موجها لقراء حسابك الفيسبوكي، وإنما يجب أن يكون موجها لجميع المغاربة الذين سخرت من خلق الله فيهم، وجعلتهم بشكل زائف عنوانا بارزا للفقر وتمثلا ماديا للهشاشة، وشهرت بهم على مذبح صراعك الوهمي مع الدولة. واعتذارك الناقص هذا، يجب أن يمتد لكل هؤلاء المشجعين المغاربة، الذين يتم استغلال صورهم الشخصية ووطنيتهم الصادقة، لتصريف رسائل سياسية بأطماع ذاتية ومقاصد برغماتية. ومن باب التذكير اسي فؤاد عبد المومني: ففي التنمر على الناس والسخرية من عباد الله لا يوجد مكان "لحسن النية ونبل الطوية". وما حديثك عن شفاعة "النية الحسنة في النشر" إلا دليل إدانة في حقك، وكأن تقول للمغاربة "استحضروا حسن نيتي كلما شهرت بكم وتنمّرت على ملامحكم وقسمات وجوهكم". لكن ما يثير الدهشة والاستغراب أكثر في الصورة المزيفة التي نشرها فؤاد عبد المومني كعنوان للفقر بالمغرب، هي أنها لمواطنين عاديين يشجعان المنتخب الوطني بشغف زائد وبوطنية صادقة. وهنا نتساءل مع فؤاد عبد المومني: هل أنت تحمل سحنة أبهى من سحنات هؤلاء المشجعين المغاربة؟ وهل تحمل ملامح مختلفة عنهم حتى تتنمر عليهم؟ أكيد أنك تحمل نفس الملامح وتتشارك مع هؤلاء المغاربة في العديد من الجينات والأوصاف، لكن ما يميزك عن هؤلاء المشجعين هو لون القلب ومنسوب الوطنية. فالسواد لا مكان له في قلوب المغاربة الحقيقيين، والتنمر والسخرية هو سلاح الضعفاء وعديمي الشيم والأخلاق. وحرصا على جبر خاطر هؤلاء المغاربة الذين شهر بهم وتنمّر عليهم فؤاد عبد المومني، فإننا ننشر هنا الصورة المزيفة المغلوطة والعدد الحقيقي لجريدة نيويورك تايمز، الذي يوضح بأن الأمر يتعلق بدولة بنغلاديش وليس المغرب.