نشر فؤاد عبد المومني تدوينة فايسبوكية يكيل فيها التهم ويجزي فيها القذف والسباب للصحافيين والإعلاميين المغاربة، واصفا إياهم ب "الكذبة" الذين "يستسهلون إغراق المغاربة بالكذب والمغالطات"، ويتجاسر حد التجريح في العمل الصحافي بالمغرب مسدلا عليه وصف "الدرك الأسفل"، في إسقاط غير بريء على الجزاء الأخروي الذي يدخره الله سبحانه وتعالى للمنافقين من عباده. وتعزى هذه التدوينة المسعورة التي أطلقها هذا اليساري الميسور، الذي اجتر كثيرا علف الدولة قبل أن يبلغ الفطام الحقوقي المزعوم، إلى مادة إعلامية نشرها موقع إخباري مغربي ينسب فيها لمساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط تأكيده "أنه ليس هناك أي تراجع لدى إدارة بايدن بخصوص مسألة اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب". ففؤاد عبد المومني، الذي كثيرا ما انتفخت أوداجه من أموال المغاربة ومن عرق صغار المدينين، اشتط غضبا ضد الصحافة المغربية، وانبرى يستهجنها وينعتها بإشاعة الكذب وتعميم البهتان، لا لشيء سوى أنها انتصرت لموقف وطني راسخ، ومارست مهمتها في الإخبار ونقل تصريحات مساعد وزير الخارجية الأمريكي، الذي شدد مرة أخرى على عدم تسجيل أي تراجع في الموقف الأمريكي بشأن مغربية الصحراء. والمثير للسخرية والاستهزاء في تدوينة فؤاد عبد المومني، أنه حاول التحقق مما نقلته الصحافة المغربية بشأن هذا الموضوع من خلال مراجعة البيان الصحفي الذي عممته السفارة الأمريكية بالرباط حول زيارة مساعد وزير الشؤون الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، فلم يجد ما كان يبحث عنه فهرول مباشرة صوب الفايسبوك لرجم الصحافة الوطنية ووسم الصحافيين المغاربة بأبشع النعوت وأقبح الكلام. والظاهر أن فؤاد عبد المومني كان يمني النفس بأن تكذب الصحافة المغربية وتنسب للمسؤول الأمريكي ما لم يقله، وكأنه لا يؤمن مثلنا بقدسية القضية الوطنية الأولى رغم أننا نؤمن بغير عطاء وهو يكفر رغم كثير من العطاء. ولعل هذا ما دفع فؤاد عبد المومني للتهجم على الصحافة المغربية بكثير من التسرع وبمنتهى الجهل المركب، وذلك حتى بدون الاطلاع الكافي على جميع المواقف المعلنة في إطار زيارة المسؤول الأمريكي للرباط. فصحيح أن البيان الصحفي الذي عممته السفارة الأمريكية بخصوص هذه الزيارة لم يتضمن أية إشارة للموقف الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء، لأن البيان هو في حد ذاته وثيقة عامة تتضمن الخطوط العريضة للزيارة، إلا أن الندوة الصحفية التي شارك فيها المسؤول الأمريكي ووزير الشؤون الخارجية المغربي على هامش هذه الزيارة هي التي شكلت مسرحا للتعبير والتأكيد عن هذا الموقف الأمريكي الحاسم وغير القابل للتراجع. والمثير جدا بخصوص هذا الموضوع، هو أن الموقع الإخباري المغربي الذي نشر الخبر شدد صراحة على أن المسؤول الأمريكي عبّر عن موقف بلاده بشأن مغربية الصحراء خلال الندوة الصحفية المشتركة، وذلك في إطار الجواب على سؤال تقدم به أحد الصحفيين! لكن فؤاد عبد المومني لم يتحقق من الموقف الأمريكي من خلال ما راج في الندوة الصحفية، وإنما اقتصر فقط على ما ورد في البيان المنشور، وكأنه يبحث عمدا وبشكل مقصود عما يتوافق مع تطلعاته وأمانيه الشخصية. الآن وقد ظهرت الحقيقة وتبين أن الصحافة المغربية لم تكن تستسهل نشر الأخبار الزائفة، وأن الصحافيين المغاربة لم يكونوا ينشرون الإفك والبهتان، يحق لنا أن نتساءل مع فؤاد عبد المومني عمن هو الأفاك الحقيقي؟ ومن هو المحتال الذي أكل أموال المغاربة بالإثم والعدوان؟ ومن هو ناشر الأخبار الزائفة الذي بلغ بالعمل الحقوقي مبلغ الدرك الأسفل؟ ومن هو عديم الأخلاق الذي يهاجم الصحافة المغربية بما ينضح به وما تصدح به مثالبه؟ والآن بعدما انكشفت سوءة هذا المحسوب زورا على العمل الحقوقي، لأنه ليس هناك أي حقوقي في العالم بأسره يزدري حرية الصحافة ويهاجم حرية التعبير، يحق لنا أن نطالب النقابة الوطنية للصحافة المغربية بأن تتخذ موقفا حاسما من أمثال هؤلاء "الفايسبوكيين" الذين يحاولون تصريف عداءهم للدولة على منصب الصحافة، ويحاولون الظهور بمظهر المعارضين على مذبح الصحافيين. كما يحق لنا أن نسائل المجلس الوطني للصحافة عن طبيعة أدواره ومهامه إن لم يصطف إلى جانب الصحافيين في وجه "الكذبة" الذين أكلوا أموال المغاربة ويتظاهرون اليوم بمظهر الحقوقيين الوافدين من بوابة الفايسبوك.