أثار إقدام السلطات الإيرانية على إعدام رجلين إيرانيين، على خلفية الاحتجاجات، موجة غضب عارمة وإدانة دولية واسعة لهذا الفعل "الصادم". وعبر الاتحاد الأوروبي، عن "صدمته" إزاء إعدام رجلَين على خلفية الاحتجاجات في إيران، وفق ما أعلنت نبيلة مصرالي، المتحدثة باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في بيان، أنّ "الاتحاد الأوروبي يشعر بالصدمة إزاء إعدام محمد مهدي كرامي وسيد محمد حسيني بعد توقيفهما والحكم عليهما بالإعدام لارتباطهما بالتظاهرات المستمرة في إيران"، مشيرة إلى أن: "هذا مؤشر آخر على قمع السلطات الإيرانية العنيف لتظاهرات مدنية". وتابعت: "يدعو الاتحاد الأوروبي مجدداً السلطات الإيرانية إلى الإنهاء الفوري لممارسة فرض وتنفيذ أحكام بالإعدام ضد متظاهرين وهي ممارسة مدانة بشدّة". كما عبرت واشنطن عن إدانتها ب"أشد العبارات" إعدام إيران اثنين من المحتجين على خلفية الاحتجاجات التي تهزّ البلد، حيث جاء في تغريدة للناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس: "ندين بأشدّ العبارات المحاكمة الصورية لمحمد مهدي كرامي ومحمد حسيني وإعدامهما في إيران"، مؤكدا على أن "الإعدامات من هذا القبيل هي عنصر أساسي في استراتيجية النظام لقمع التظاهرات" التي يشهدها البلد منذ أشهر. بدوره، ندد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، بإعدام إيران اثنين من المحتجين، وحثها على "وقف العنف ضد شعبها على الفور"، وقال كليفرلي على "تويتر": "إعدام محمد مهدي كرامي وسيد محمد حسيني على يد النظام الإيراني أمر بغيض... المملكة المتحدة تعارض بشدة عقوبة الإعدام في جميع الظروف". من جهتها، نددت وزارة الخارجية الفرنسية بتنفيذ حكم الإعدام بإيرانيين اثنين، السبت، معتبرة أنه "مقزز"، وحضت طهران على "الإصغاء إلى تطلعات الشعب الإيراني المشروعة"، مؤكدة أنه: "لا يمكن لإعدام متظاهرين أن يشكل جواباً على تطلعات الشعب الإيراني المشروعة بالحرية"، موضحة أنّ وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا "قالت ذلك لنظيرها الإيراني في 20 دجنببر" الماضي على هامش قمة إقليمية في الأردن. وفي ردود الفعل أيضاً، قال وزير الخارجية الهولندي فوبكه هوكسترا، يوم السبت، إنّ حكومة بلاده ستستدعي السفير الإيراني للمرة الثانية خلال شهر للتعبير عن قلقها البالغ بشأن إعدام متظاهرين، وكتب هوكسترا في تغريدة على "تويتر": "أفزعتني عمليات الإعدام المروعة لمتظاهرين في إيران. سأستدعي السفير الإيراني للتأكيد على قلقنا البالغ. وأدعو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى أن تفعل الشيء نفسه"، مشيرا إلى إنّ هذه الأفعال تؤكد على ضرورة أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على إيران أقوى من تلك التي يجري بحثها حالياً. وأدين الرجلان، اللذان أُعدما، يوم السبت الماضي، بقتل عضو في قوة الباسيج، وحُكم على ثلاثة آخرين بالإعدام في القضية نفسها، بينما صدرت أحكام بالسجن على 11 آخرين، ليرتفع عدد عمليات الإعدام على خلفية الاحتجاجات الأخيرة في الجمهورية الإسلامية إلى أربع، إذ أُعدم رجلان في دجنبر، ما أثار غضباً دولياً وفرض عقوبات غربية جديدة على إيران. وتجدر الإشارة إلى أنه، قتل المئات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات. كما تم توقيف الآلاف على هامش التحركات التي يعتبر مسؤولون إيرانيون جزءاً كبيراً منها "أعمال شغب" يقف خلفها "أعداء" الجمهورية الإسلامية.