في الوقت الذي كان فيه المعطي منجب صاحب الجواز الفرنسي الأحمر، وعائلته الصغيرة الفرنسية، يطفؤون قناديل أعياد الميلاد، ويتبادلون هدايا "سانتا" فيما بينهم في ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة، قرر هذا الأخير أن "يغترب" لبعض الوقت ويهاجر خلسة إلى مغرب الفايسبوك. وفي هجرته القصيرة هذه، الافتراضية طبعا، تظاهر المعطي منجب بالحنين لبعض الأشخاص، ونثر على ذكراهم عبارات سمجة مشبعة بالأخطاء اللغوية، موهما سكان المواقع الافتراضية بأنه يتضامن مع قضية هؤلاء المعتقلين، والحال أنه كان يدافع في الحقيقة عن استمرارية أصله التجاري في الفايسبوك، بعدما انقضى رصيده وصار بدون "مؤونة نضالية". ولمن يشكك في "اغتراب" المعطي منجب بيننا ما عليه سوى مطالعة تدوينته وهو متأبط قلم حبر أحمر! فمؤرخنا "التاريخي" لا يميز مثل السواد الأعظم من المغاربة بين "الدعوة invitation" و " الدعوى العمومية l'action publique " وتراه يكتب شاردا "دعوة التزوير" وكأن التزوير هو من يستدعي الناس ويدعوهم!! كما كشفت تدوينة المعطي منجب أنه لا يعرف نهائيا أثر حروف الجزم على الأفعال اللاحقة، فتجدهم لم يجزم لغويا الكثير من الأفعال بخلاف أحكامه الجازمة على الناس. فهو يجزم بأن محمد باعسو مظلوم! والحال أنه لم يستمع نهائيا لضحاياه من المطلقات اللائي وطأهن "نقيب جهة" العدل والإحسان عن طريق التدليس والوعود الكاذبة بالتوظيف. ولم يقتصر المعطي منجب على استحضار الجزم في الأحكام واستثنائه في الأفعال، بل تمادى في ذلك عندما ادعى أن توفيق بوعشرين "مظلوم"، ناسيا أن هذا الأخير مدان بعدة أحكام قضائية وفي جميع مراحل التقاضي. وكما هو معلوم، فالحكم القضائي هو عنوان الحقيقة التي تقول حاليا بأن الرجل مذنب في جرائم جنسية بشعة لا تقبل "التضامن"، لأن من يفعل ذلك إما أنه "ديوث" بحكم الشرع، أو أنه متطبع مع جرائم الاعتداءات الجنسية في حكم القانون الوضعي. ومن المؤسف حقا، أن يتاجر المعطي منجب "في أوقات اغترابه" بذكرى بعض المعتقلين وبصور عائلاتهم، بعدما تاجر كثيرا بأطوار محاكمتهم! فواهم من يعتقد بأن المعطي منجب حريص على الإفراج على نور الدين لعواج وسعيدة العلمي وناصر الزفزافي وغيرهم، بل هو حريص على استمرار حبسهم ليستمر هو في البقاء الافتراضي. ولعل هذا هو السبب الذي ربما يدفع المعطي منجب، في العديد من المناسبات المتفرقة، لنشر "تدوينات البقاء ومقاومة الموت السيبراني"، مستغلا فيها قضايا الناس وخلافاتهم مع القانون ليقول لنفسه "أنا أدون إذا أنا موجود"، ثم ينصرف بعد ذلك إلى حياته الفرنسية ومحيطه الإفرنجي، ويترك لنا نحن المغاربة "نفاياته اللغوية تزكم الأنوف في فضاء الفايسبوك".