وفاء لطبيعته اللاديمقراطية المعادية لأبسط مبادئ حقوق الإنسان التي يتشدق بها نظام الحكم، أقدمت السلطات الولائية لبني ملال على سحب تعسفي لرخصة الثقة لسياقة سيارة الأجرة الصنف الثاني رقم 78 من الناشط الاجتماعي عبد القادر مقلتي رئيس جمعية تاغبالوت للماء والتنمية والبيئة -عين الغازي. وذلك دون مسوغ قانوني سوى الانتقام منه بفعل نضاله الدؤوب مع سكان عين الغازي، دفاعا عن حقوقهم الاجتماعية ومن أجل رفع حالة التهميش والاقصاء الذي يعانونه. ففي صباح يوم الخميس 02 غشت 2012 حين حضر عبد القادر لمزاولة شغله، قام قائد الهيئة الحضرية للشرطة ببني ملال بسحب الرخصة دون إنجاز محضر يعلل الأسباب مكتفيا بتلاوة إرسالية عبارة عن تعليمات توصل بها من السلطة الولائية؛ هكذا يداس القانون وينكل به لصالح تعليمات مخزنية عمياء بدافع الانتقام الرخيص. ومعلوم أن سكان عين الغازي وجمعيتهم خاضوا صراعا ضاريا من أجل انتزاع حقهم في الماء الشروب ويواصلون النضال للحفاظ على مكسب التسيير الذاتي لهذا المشروع وتحصينه من محاولات السلطة السطو عليه لتفويته إلى شركة RADEET، ونظموا لأجل ذلك احتجاجات متنوعة على مدى سنين وطنيا ومحليا آخرها وقفة يوم 23 يوليوز 2012 أمام مبنى الولاية ببني ملال. إن هذا الاستهداف يشكل انتهاك صارخ للقانون وخرق سافر لأبسط معايير حقوق الإنسان، ويعري طغيان الهاجس القمعي في التعاطي مع نضالات الجماهير بدل الاستجابة لمطالبها المشروعة، وهو ما يستلزم الرد من حرفيي هذا القطاع. ومن جهته أكد لنا عبد القادر مقلتي على صموده وثباته في الدفاع عن مصالح ساكنة عين الغازي، وعدم رضوخه لهذا الابتزاز الرخيص الذي ينم عن انحطاط وسفالة من يقف خلف هذا الإجراء الظالم، الذي يرمي التضييق عليه في مصدر رزقه ومعيشة أسرته. ابراهيم أحنصال