احتفلت صباح يومه الخميس 16 ماي الجاري أسرة الأمن بولاية بني ملال، بالذكرى 63 لتأسيس الأمن الوطني، استحضارا للتضحيات الجسام التي قدمها نساء ورجال الأمن الوطني في سبيل حماية الوطن ولضمان أمن وسلامة المواطنين وممتلكاتهم، وتزامنا مع احتفالات باقي مصالح الأمن بالمملكة. واستهل الحفل الذي ترأسه والي جهة بني ملالخنيفرة وعامل إقليمبني ملال السيد الخطيب لهبيل بتحية العلم الرسمية التي أقيمت مراسيمها بمقر ولاية أمن بني ملال، حيث قدمت التحية الشرفية للسيد والي جهة بني ملالخنيفرة وعامل صاحب الجلالة على إقليمبني ملال والوفد المرافق له . هذا وقد تواصلت أجواء الاحتفال بالذكرى ال 63 لتأسيس الأمن الوطني ليلة نفس اليوم بنادي الفروسية، باستعراض لبعض التشكيلات والوحدات الأمنية العاملة بولاية أمن بني ملال وبعض التجهيزات ومعدات التدخل والحماية التي تلعب إلى جانب العنصر البشري المؤهل دورا حاسما في ضمان أمن وسلامة المواطنين وصيانة الأمن والاستقرار والنظام العام. كما تم تقديم ثلاثة عروض الأول في حركات المشي العسكري من أداء الفرقة الجهوية للتدخل بولاية أمن بني ملال أبان من خلاله عناصر هذه الفرقة عن انضباط كبير من خلال حركات متناسقة وموحدة ومنتظمة بشكل يجسد تشبع أفراد هذه المجموعة بروح العمل المنسجم. أما العرض الثاني فقد كان عبارة عن محاكاة لتدخل دورية للشرطة بالشارع العام، تابع من خلاله الحاضرون كيفية تعامل عناصر الشرطة مع التهديدات بالسلاح الأبيض التي تصدر عن بعض الخارجين عن القانون وكيفية توظيف تقنيات الدفاع الذاتي للسيطرة على المشتبه فيهم وتجريدهم من الأسلحة وتصفيدهم. فيما تمحور العرض الثالث حول سيناريو يحاكي مداهمة نخبة الفرقة الجهوية للتدخل لمنزل محصن يأوي عناصر إجرامية خطيرة، وكان عرضا شيقا شد انتباه الحضور لما أبان عنه عناصر هذه الفرقة من احترافية عالية وأداء كبير في القيام بمهامهم لا سيما خلال التدخل في الأزمات الأمنية الكبرى وفي الجرائم النوعية المتسمة بالخطورة. وبهذه المناسبة ألقى والي أمن بني ملال السيد محمد وهاشي كلمة رحب من خلالها بالحضور وشكرهم على تقاسم فرحة أسرة الأمن الوطني بعيدها الذهبي في أجواء ونفحات رمضانية مباركة. وأكد والي الأمن أن تخليد ذكرى 16 ماي لهذه السنة مناسبة متميزة، لتزامنها مع محطات دينية ووطنية لها مكانة عظيمة في قلوب المغاربة، فقد صادفت مناسبة تأسيس الأمن الوطني لهذه السنة نهاية العشر الأوائل من شهر رمضان، وكذا تزامنها مع ذكرى وفاة أب العروبة والإسلام الملك الراحل المغفور له محمد الخامس طيب الله تراه، الذي كان له الفضل في تأسيس الأمن الوطني وتثبيت السيادة الوطنية التي استكملها وارث سره المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني الذي كان عهده تدعيما لعمل جهاز الأمن وإرساء هياكله الأولى وتحديد مهامه. وأضاف والي أمن بني ملال أن هذه المرحلة التي يعيشها جهاز الأمن الوطني حاليا موسومة بطابع التطوير والتحديث والعصرنة سطرت معالمها القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، كما أن النهضة التي تعرفها مصالح الأمن الوطني تستمد روحها ومرجعيتها من التوجيهات والتوصيات الملكية السامية من أجل خدمة الوطن والمواطنين وصيانة الأمن الذي هو مسؤولية كبيرة وأمانة عظمى على أعناق الجميع، وهنا تلى السيد والي أمن بني ملال مقتطفات من الخطاب الملكي السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لشعبه الوفي بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لعيد العرش المجيد. وأبرز السيد والي الأمن في ذات الكلمة أن تخليد ذكرى 16 ماي بقدر ما هو مناسبة لاستحضار القيم الوطنية والوقوف عند المحطات الخالدة من تاريخ المغرب هو أيضا مناسبة تجمع بين تقليد للانفتاح البناء لمؤسسة الأمن على محيطها واستعراض المنجزات واستحضار النجاحات. واستعرض محمد وهاشي إنجازات مصالح الأمن الوطني بجهة بني ملالخنيفرة خلال الفترة الممتدة بين الذكرى الثانية والستين والثالثة والستين وأشار أنه في إطار مواكبة الطفرة النوعية التي تعرفها جهة بني ملالخنيفرة وبأمر من المدير العام للأمن الوطني تم توسيع النفوذ الترابي لولاية أمن بني ملال عن طريق موازاة التقطيع الأمني للتقسيم الإداري الجديد للملكة بضم المراكز الحضرية التابعة للشرطة بإقليميخريبكةوخنيفرة وبالتالي أصبح نفوذ ولاية أمن بني ملال يضم 11 مدينة. وتطرق المسؤول الأمني إلى مجال نفوذ ولاية أمن بني ملال وإلى التنوع الكبير في معطياته الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية، مشددا على أن ذلك يقتضي بالضرورة العمل بمخططات عمل أمنية تراعي هذه الخصوصيات تنزيلا لرؤية السيد المدير العام للأمن الوطني الجديدة للمرفق العام الشرطي بالمغرب وهي رؤية تأتي في إطار العمل بالمفهوم الجديد والمتجدد للسلطة وترسيخ دعائم الديمقراطية التي أسس قواعدها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده. وفي معرض حديثه عن منجزات مصالحه تطرق والي الأمن إلى الشق المتعلق بالتحديث والعصرنة، وأشار إلى إحداث فرق ووحدات أمنية جديدة كالفرقة الولائية للمعلومات الجنائية ودعم الأبحاث التابعة للشرطة القضائية التي تعتمد على تكنولوجيا متطورة ومنهجية عمل محددة تروم التدبير الأمثل للأبحاث الجنائية. وفي مجال مواصلة تحديث البنيات التحتية، قال وهاشي إنه فور إلحاق المنطقة الإقليمية للأمن بخنيفرة بولاية أمن بني ملال تم نقل مصالحها لمقر جديد تمت تهيئته لإيواء فرقها في انتظار بناء مقر جديد لها بمواصفات حديثة، وفيما يتعلق بأشغال بناء المقر الجديد للمنطقة الإقليمية للأمن بالفقيه بن صالح فقد عرف تقدما مهما وعن المنطقة الإقليمية للأمن بخريبكة فأوضح أنها ستستفيد بدورها من مشروع بناء مقر جديد للمجموعة المتنقلة لحفظ النظام. وأشار والي أمن بني ملال في كلمته أيضا لبرمجة مجموعة من مشاريع البناء: كبناء مقرات كل من المنطقة الإقليمية للأمن بأزيلال ومفوضية الشرطة بدمنات وبناء مقرات جديدة لمجموعة التدخل السريع وفرقة الخيالة والفرقة السينوتقنية الخاصة بالكلاب البوليسية المدربة ببني ملال، بالإضافة لبرمجة إحداث وبناء دائرة سادسة للشرطة ببني ملال ومقرين جديدين للدائرتين الأولى والثالثة للشرطة بخنيفرة، فضلا عن تأهيل قاعات المواصلات التابعة لمصالح الأمن بالجهة والعمل على رفع قاعة المواصلات ببني ملال إلى قاعة للقيادة والتنسيق عبر ربطها بشبكة كاميرات مراقبة سيتم تثبيتها بأهم شوارع المدينة ونقطها الحساسة في إطار شراكة مع ولاية جهة بني ملالخنيفرة والمجالس المنتخبة ببني ملال، وفي المجال الخدماتي، أوضح والي الأمن أن مصالحه سطرت مجموعة من الإجراءات لتبسيط المساطر الإجرائية وتفادي البطء والروتين لتلبية حاجات المواطنين الخدماتية، وهو ما انعكس إيجابا على سير مصالحها حيث تم استقبال ما يفوق66739 طلب استغاثة أي بزيادة بلغت 28.04% ، أما مردودية مصالح التوثيق والمستندات التعريفية فقد عرف عدد بطائق التعريف الوطنية المنجزة زيادة بلغت 50.28% ، وزيادة في عدد خدمات إنجاز البطاقة الوطنية المنجزة للأشخاص نزلاء المستشفيات بنسبة 86.66% وتلك المقدمة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ارتفعت بنسبة 37.14% . أما في المجال الزجري، ولتحصين أمن المواطنين وممتلكاتهم يضيف والي الأمن فقد تم التصدي بكل حزم وصرامة لمختلف مظاهر الانحراف والجنوح، وفي هذا الصدد فقد تم تسجيل 30874 قضية زجرية خلال الفترة الممتدة ما بين فاتح ماي 2018 إلى متم شهر أبريل 2019، وصلت نسبة حلها وإنجازها 94.45 % أحيل بموجبها على العدالة 32228 مشتبه فيه بما فيها عناصر العصابات الإجرامية المتخصصة في السرقات والاعتداءات الجسدية. وبخصوص مكافحة ترويج المخدرات والمؤثرات العقلية فقد تمكنت مصالح الأمن من إجهاض عدة عمليات للاتجار في المخدرات حيث تم تسجيل 3290 قضية، قدم بموجبها 4109 متورطا للعدالة وتم حجز حوالي 165 غرام من الكوكايين و1490 قرصا مهلوسا و 35 كيلو غرام من مخدر الشيرة، 382 كيلوغرام من القنب الهندي بالإضافة إلى 68 كيلو غرام من مخدر طابا، كما تم كذلك حجز وإتلاف 16600 لترا من مسكر ماء الحياة والعديد من أطنان التين المجفف المعد لتقطير هذا المسكر. كما شملت عمليات التحقق من الهوية 416009 شخصا وأسفرت عن إيقاف 6366 مبحوثا عنه في مختلف القضايا من بينهم 531 شخصا متحوزا بأسلحة بيضاء. أما الضربات الإستباقية لمكافحة الإرهاب وتفكيك خلاياه فقد أسفرت بتنسيق وثيق وفعال مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني عن توقيف بعض الأشخاص المنتمين لبعض الجماعات الإرهابية أو أعلنوا ولاءهم لما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في بلاد الشام والعراق وكانوا يخططون لإرتكاب أعمال إرهابية. وبخصوص زجر المخالفات المرورية، فقد تم تسجيل 75033 مخالفة لقانون السير من مختلف الدرجات، ما انعكس إيجابا على عدد حوادث السير المسجلة حيث عرفت حوادث السير المميتة استقرار في عددها. وفي ختام كلمته أوضح والي الأمن أنه تم إعطاء دينامية جديدة لتطهير محيط المؤسسات التعليمية من كل مظاهر الإنحراف والجنوح فضلا عن مواصلة عمليات التحسيس في الوسط التعليمي التي تؤديها أطر من ولايته بتنسيق مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لنشر الوعي الأمني حيث بلغت هذه اللقاءات 473 لقاء همت 291 مؤسسة تعليمية واستفاد منها 45495 تلميذا أي بزيادة 6.65% ، هذا فضلا عن نهج سياسة مد جسور التواصل مع فعاليات المجتمع المدني على تعدد وتنوع مشاربهم بهدف التنسيق والتعاون خدمة للصالح العام بحيث بلغت عدد هذه اللقاءات 347 لقاء. هذا وقد قام السيد والي جهة بني ملالخنيفرة وعامل إقليمبني ملال بتوشيح موظف شرطة منعم عليه بوسام ملكي، وختم الحفل بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ولكافة الأسرة الملكية الشريفة. وتجدر الإشارة إلى أنه حضر هذا الحفل إلى جانب والي جهة بني ملالخنيفرة وعامل إقليمبني ملال، رؤساء وممثلو المصالح العسكرية والقضائية والأمنية والإدارية وبرلمانيون ومستشارون ورؤساء وممثلو المجالس المنتخبة والهيئات السياسية والنقابية وفعاليات المجتمع المدني وممثلو وسائل الإعلام، بالإضافة لمتقاعدي وأيتام وأرامل موظفي الشرطة وعدد كبير من رجال ونساء الأمن الوطني المزاولين. واختتم هذا الحفل بحفل شاي أقيم على شرف الحاضرين.