منذ أن نشرت إحدى المواقع الإلكترونية وبعض صفحات التواصل الاجتماعي خبراً مفاده “أن عصابة قامت باعتراض طريق سيارة على الطريق الرابطة بين بني ملالوأزيلال على مستوى جماعة أيت واعرضى بإقليم أزيلال ليلة الجمعة 22 فبراير 2019 عن طريق رشقهم بالحجارة تسببت في إصابة السائق على مستوى الوجه والرأس أدخلته في غيبوبة ونقل على وجه السرعة إلى المركز الاستشفائي بأزيلال لتلقي العلاجات”، منذ ذلك الوقت والجريدة تتقصى حقيقة الخبر وتتبع جميع خيوطه، خاصة وأن خبراً مثل هذا يمكن أن يثير هلعاً وخوفا في صفوف مستعملي هذه الطريق. وتبين لنا منذ يوم أمس الأحد 24 فبراير الحالي أن الأمر فيه “إن” خاصة وأن الدرك الملكي ببين الويدان التي تقع جماعة أيت واعرضى ضمن نطاقها لم يسجل بها أي شكاية في الموضوع، كما أن الدرك الملكي بأفورار والسلطة المحلية بأفورار وأيت واعرضى بدورها لم تسجل أي شكاية في الموضوع، علما أن حاجزا للدرك الملكي في مدخل بين الويدان يوجد بشكل دائم ولم يسجل لديه هو الآخر أي شكاية. وبعد إجراء عدة اتصالات تمكنت الجريدة من معرفة هوية “المعتدى عليهم” وأنهم عمال ضمن إحدى المقاولات المحلية التي تقوم بأشغال تهيئة مجموعة من الطرق بجماعة أيت اعتاب. وتفيد مصادر الجريدة أن عاملين بذات المقاولة كانا في حالة سكر ليلة الجمعة الماضية وأنه حوالي الساعة العاشرة ليلا توجها بسيارة العمل من تاونزة في اتجاه الطريق الإقليمية 3100 الرابطة بين أيت اعتاب وجماعة أيت واعرضى، وعند وصولهما إلى مستوى دوار لهري وجدوا على قارعة الطريق أحد المارة الذي احتج على استعمالهم ضوء الطريق (الفار) عوض ضوء التقابل (الكود)، ودخلوا جميعا في مواجهة كلامية مرفوقة بتبادل السب والشتم وانتهت بالرشق بالحجارة بين الطرفين، أصيب خلالها سائق السيارة (ف) بجروح على مستوى الوجه والرأس وكسرت إحدى زجاجات باب السيارة، الشيء الذي دفعهم إلى التوجه إلى المركز الصحي المحلي بأيت اعتاب لتلقي الإسعافات الأولية. كما قام الشخصين المعنيين بالتوجه إلى مركز الدرك الملكي لأيت اعتاب لوضع شكاية في الموضوع مفادها أن أفراد عصابة اعترضوا طريقهما في الطريق المؤدية إلى أيت واعرضى وهو نفس الكلام الذي أخبروا به مشغلهم. وعند الاستماع إليهما في محضر رسمي لدى دركية أيت اعتاب تضيف مصادر الجريدة كرروا نفس الرواية، غير أن فطنة رجال الدرك الملكي قادتهم بعد البحث إلى الوصول إلى الشخص الذي وقع بينه وبينهما شجار ليلة الجمعة الماضية والذي اعترف لهم بالقصة الحقيقية. هذا وقد توبع المعنيون بالأمر بتهمة الإدلاء بتصريحات كاذبة أمام الضابطة القضائية والتبليغ بجريمة يعلمان بعدم وقوعها وإلحاق خسائر بالسيارة، في انتظار عرضهم أمام أنظار النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بأزيلال.