يعتبر “السوق الاسبوعي الأحد” بدمنات ، مناسبة اسبوعية يقوم خلالها سكان دمنات والنواحي بالتزود بحاجياتهم ومتطلباتهم المعيشية من خضروات وفواكه ولحوم بيضاء وحمراء واسماك وكل متطلبات الحياة اليومية بمختلف أنواعها بأثمان غالبا ما تكون اقل منها بالسوق “نوكنسو / الداخلي” وكل زائر لهذا السوق – الذي كلف الملايير- سيلحظ الوضعية الكارثية التي يوجد عليها. فهو غبار وذباب في الصيف و مستنقع كبير في فصل الشتاء، دون أن يحرك هذا الوضع مسؤولي المجلس الجماعي. وتثير وضعية هذا “السوق الأسبوعي الاحد” مسؤولية الجهات المعنية ، خصوصاً أن عدداً من الفاعلين المحليين أشاروا الى الوضعية المزرية لهذا السوق في أكثر من مناسبة . ولكن الاخطر من هذا كله هو غياب الطبيب البيطري لمراقبة اللحوم الحمراء والبيضاء والاسماك ؛ مما يعرض صحة آلاف المواطنين للخطر. إن اللحوم الحمراء والبيضاء والاسماك التي تباع في السوق الاسبوعي الاحد بدمنات لا تخضع لأية مراقبة طبية من طرف الطبيب المختص وقد اكتشفت ذلك بالصدفة عندما لاحظت غياب طابع المراقبة على بهيمة مذبوحة، وعندما استفسرت الجزار عن سبب ذلك أجابني:” بأن اللحوم المعروضة للبيع بالسوق لا تخضع لأية مراقبة بيطرية منذ مدة طويلة، كما لا تتخذ أية إجراءات أخرى للتأكد من السلامة الصحية للحوم.، وأن الجزارين يبيعون اللحوم مباشرة بعد الذبح ،” وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على أن اللحوم التي يستهلكها الدمناتيون ومرتادو هذا السوق ، لا تتوفر على ادنى الشروط الصحية ، نظرا لأن ظروف ذبحها و تهييئها وبيعها يشكل خطرا على صحة المواطن ، في غياب اية مراقبة طبية في خرق سافر للقرارات الصادرة في مجال حماية المستهلك و التي تنص على ” منع بيع وتسويق اللحوم الحمراء والبيضاء غير الخاضعة للمراقبة البيطرية و منع المطاعم الجماعية من التزود بها …” كما أن الطاولات الخشبية المخصصة لعرض اللحوم وتقطيعها لا تمت للصحة والسلامة بصلة إذ لا تتوفر على أدنى شروط النظافة كما أنها تصبح مرتعا للكلاب الضالة طيلة ايام الاسبوع تلعقها وتتبول عليها وتنام فوقها وتحتها . اما باعة أحشاء الأبقار “الكرشة والدوارة” أيضا فيمارسون تجارتهم وسط جيوش من الذباب والحشرات،دون فحص الكبد الذي يعد ميدانا لانواع من الطفيليات والبكتيريا التي يسهل انتقالها الى الانسان كالأكياس المائية وغيرها جناح الدواجن – اذا جاز ان نسميه كذلك- “كارثة صحية حقيقية”.. حالة البراميل المستعملة لحفظ الماء ، تلوث المياه الساخنة التي تخصص “لترييش الدجاج” من تكرر الاستعمال ، الدماء “المسفوكة” في كل مكان، . دواجن منتشرة على طاولات متسخة تبعث على القيء يتم فوقها تجزيء الذبيحة ليتم حشوها في أكياس بلاستيكية وتقديمها إلى المستهلك. اما الارضية فهي عبارة عن فسيفساء من امعاء وريش الدجاج والديك الرومي النافق مرمي في كل مكان في انتظار الكلاب الضالة ، اما المكلفون بعملية “الترياش” فيشتغلون وسط أكوام من الريش والأوساخ دون اية رقابة صحية تذكر . في هذه الظروف اللاصحية يبقى خطر التلوث وانتشار الأمراض كالسل والكوليرا ومختلف الباكتيريا و الامراض التي تنتقل من الحيوان الى الانسان كجنون البقر وانفلونزا الطيور واردا جدا .. وهو ما يدفع للقول بأن دمنات تفتقر إلى سوق حقيقي لبيع اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك تتوفر فيه المواصفات الصحية، ان المواطنين يضعون ثقتهم في ممثليهم في المجالس المنتخبة وفي السلطات المحلية ولذلك فهم لا يظنون بانه يمكن الاستهتار بصحتهم الى حد السكوت على بيعهم لحوما غير خاضعة للمراقبة البيطرية، ان غياب المراقبة سيفسح المجال لبعض الجزارين الجشعين لارتكاب بعض التجاوزات الخطيرة كاللجوء إلى الذبيحة السرية الممنوعة قانونيا.، أو ذبح بعض البهائم المصابة ببعض الأمراض او بيع لحوم حيوانات نافقة . وفي ظل هذه الوضعية الخطيرة المتسمة بتجاهل السلطات وغضها الطرف على هذه الوضعية الخطيرة وفي انتظار بناء سوق بمواصفات تحترم صحة وكرامة المواطن ، فإنني كمستهلك ادعو المجلس المنتخب و السلطات المختصة إلى التدخل واتخاذ الإجراءات الضرورية وذلك بإخضاع اللحوم الحمراء والبيضاء والاسماك للمراقبة الطبية الصارمة و بتطبيق القانون ومنع بيعها إلى أن يتم التأشير عليها من طرف المصالح المختصة أومصادرتها حفاظا على صحة المواطنين التي يبدو ان البعض استرخصها . div class="a2a_kit a2a_kit_size_26 addtoany_list" data-a2a-url="http://www.azilal-online.com/?p=53115" data-a2a-title="دمنات : "السوق الاسبوعي الاحد "، صحة المواطنين في خطر"