دعت جهات مهتمة بحماية المستهلك بالمدينة الحمراء إلى تحريك وتفعيل المساطر القانونية ضد أباطرة ومروجي الذبائح السرية على مستوى مراكش بهدف ضمان صحة وسلامة المستهلك عموما'ولقطع الطريق على لوبيات هذا النشاط المحضور وأيضا لتثمين الجهود الجبارة التي تقوم بها اللجنة المختصة المختلطة للحد من آفة هذه الظاهرة النشيطة والمتنامية بشكل خطير في ظل غياب الرادع الجزائي . وأكدت ذات المصادر أن صدور أمر من وكيل الملك بمراكش باعتقال ممارسي هذا النشاط 'والذين تمت في حقهم تحرير محاضر خاصة تبرز خاصية وطبيعة التجاوزات والمخالفات ' قرار من شأنه الإسهام بشكل فعال الحد و لبرما في القضاء على هذا النشاط الذي يبقى خطره قائم يتربص بصحة وسلامة المواطنين بمدينة مراكش وحتى على مختلف الوافدين من مغاربة وأجانب وفي ظل حديث عن ضبط لحوم تذبح بطريقة سرية توزع على عدد من الفنادق والرياضات والمطاعم بالمدينة الحمراء. وأوضحت مصادر طبية أن اللحوم، التي تحجز خلال عمليات المراقبة، لا تتوفر على شروط الصحة والجودة على اعتبار أنها تذبح في محلات تفتقر وتفتقد لشروط النظافة والسلامة الصحية 'وهي في بعض الأحيان تكون فاسدة مبرزة أن اللحوم المحجوزة يتم إتلافها من طرف المصالح البيطرية. مهنيون في قطاع اللحوم أكدوا من جهتهم استفحال ظاهرة الذبيحة السرية مشيرين إلى أنها تُكبِّد وتخلف خسائر مادية كبيرة حيث ينشط بيع اللحوم المهربة 'بشكل غريب وبخاصة أيام عطلة نهاية الأسبوع ' بمختلف الأسواق الأسبوعية وبثمن ينقص بكثير عن الثمن الرسمي. وأوضحوا بأن لوبيات الذبيحة السرية تعمل على ذبح رؤوس أغنام وأبقار دون إخضاعها لمراقبة صحية ليتم تزويد بعض الجزارين و كذا الباعة المتجولين في الأسواق العشوائية وغيرها من المحلات بالمدينة بلحوم الذبائح السرية منوهين بعمل ومجهودات اللجنة المختلطة لمحاربة الذبيحة السرية وجمعية الإخلاص للجزارين . وارتباطا بالموضوع أفادت مصادر جيدة الإطلاع أن اللجنة المختلطة لمحاربة الذبيحة السرية بالمدينة 'وفي إطار جولة رقابية اعتمدت عنصر المباغتة في كل عملياتها' تمكنت أخيرا من ضبط ما تبقى من ذبيحة سرية 'وما يزيد عن ثلاثين كيلوغرام من لحم البقر عليها خاتم لأربع طوابع مزورة غير متطابقة لحجم الخاتم الرسمي للمصالح البيطرية وهو نفس الشأن بالنسبة لنوعية الطلاء أو الصباغة المعتمدة . كمية اللحوم المذكورة تم حجزها لدى جزار بمنطقة الماسي التابعة لمقاطعة النخيل. عملية المراقبة هاته كشفت طبيعة المستور إثر محاصرة عناصر اللجنة هذا البائع بسيل من الأسئلة حول طبيعة الخرق القانوني والجرم الذي ارتكبه ليعترف ويدل اللجنة على المحل المتواجد بذات المنطقة و الذي تجري فيه عملية الذبيحة السرية حيث تختم فيه هذه اللحوم بأختام مزورة هي بحوزة الفاعل حيث تأخذ هذه اللحوم وجهات عدة بالمدينة. وقد حالت ظروف موضوعية وفي ظل غياب الفاعل وتجمهر المواطنين دون اقتحام اللجنة هذا المحل الخاص بالذبيحة السرية ومن دون الوصول إلى الأختام المزورة المذكورة. وفي أعقاب ذلك تم إخلاء سبيل هذا البائع وبعد تدوين وتحرير إشهاد من طرفه بما ورد من اعتراف حول تفاصيل و حيثيات هذه النازلة. وفي ظل كشف اللثام عن تفاصيل هذه القضية التي تبقى نموذج لممارسات أحد أباطرة ترويج أطنان من لحوم الذبيحة السرية بالمدينة 'مازال تساؤل جوهري يطرح نفسه بإلحاح في أوساط العديد من المهتمين والمواطنين بخصوص عدم إلقاء القبض على صاحب محل بيع لحوم الذبيحة السرية وكذا المتهم الرئيسي الفاعل صاحب المحل الذي يحتضن عملية الذبح السرية للحوم يعلم الله مصدرها وطبيعتها الصحية 'وهو في ذلك مازال يزاول نشاطه حرا طليقا ويعمل على ترويج للحوم عليها طوابع مزورة 'وهي دون أدنى شك عملية تحمل في طياتها تهديدا مباشرا لسلامة وصحة المستهلك.