كما هو معلوم تم إقامة المستشفى العسكري المتنقل بدائرة واويزغت التي تتميز بالانخفاض الشديد في الحرارة طبقا للتعليمات الملكية السامية, بتنسيق مع السلطات المحلية لتقديم المساعدة اللازمة للسكان المتضررين, الذين يعانون موجة البرد القارس, و لتقريب الخدمات الصحية لساكنة الإقليم لمواجهة موجة البرد الشديد خاصة مع التساقطات المطرية والثلجية التي شهدتها المنطقة مؤخرا بالمغرب العميق.. ولنقل الحالات المستعصية إلى المستشفى الإقليمي الجهوي ببني ملال. ويشهد هذا المستشفى الذي يضم عدة تخصصات وأطباء اخصائيين فى كل المجالات الاستشفائية يوميا, إقبالا جماهيريا غفيرا قل نظيره, وأفواجا متناسلة , وفي تزايد مستمر منذ انطلاقه رغم قساوة البرد وتساقط الثلوج المحاصرة في الجماعات المجاورة من جميع الفئات العمرية, رجالا و نساء , شيوخا و أطفالا, ورغم التضاريس الصعبة واستعصاء الوصول الى مدينة واويزغت لوجودها بين جبال الأطلس المتوسط و الكبير,والطرق غير المعبدة بين الدواوير المجاورة النائية. يأتون من كل فج عميق, ابتداء من الساعة الثانية عشرة أو الواحدة ليلا, و هناك من يصل في الساعة الثانية و الرابعة صباحا, حسب شهادات بعض المواطنين الذين حجوا الى عين المكان, يحملون معهم أغطية و هناك من يجتمعون على نار موقدة من أعواد أشجار اللوز المجاورة للتدفئة كي يكونوا من الأوائل في الاستفادة من تلك الخدمات كما قال أحد الحراس، وأول مرة يرى مثل هذه الجماهير الغفيرة و بهذه الحيل من طرف النساء اللواتي يصطنعن الإغماء ,إلى جانب الحالات المستعجلة, لفحصهن و تقديم الدواء لهن دون عناء انتظار ووقوف لساعات طويلة..لكن الجميع علموا بالحيلة ولا أحد يكترث لهن... آلاف المواطنين و المواطنات يوميا تتجرع البرد القاسي في الفترة الصباحية و تقف تحت أشعة الشمس الحارقة إلى حدود الساعة الواحدة بعد الزوال,والتي لها تأثير سلبي على الأطفال خاصة في أيام هذه العطلة التي يرافق فيها الآباء و الأمهات أبناءهم لأمرين للنزهة و التجول,وللحصول على موعد ورقم لزيارة الطبيب في التاريخ المحدد له,وكم من مواطن يأتي لأيام متتالية ولا تصله, تقول فاطمة سيدة تحمل طفلا على ظهرها من أنركي: لدي موعد منذ الأربعاء الماضي وأنا يوميا في الصف في انتظار أن أزور الطبيب و لا من جدوى, و السيدة زينب من ايت عتاب تقول أنا محظوظة انتظرت يومين و حصلت على موعد لإجراء عملية جراحية...ويقول محمد من أفورار لرابع يوم أأتي ولا فائدة ,لم أستمع لأبنائي الذين رفضوا لي المجيء,لأن قيمة الفحص لدي المختص ببني ملال صرفتها في مصاريف التنقل و الأكل.... مرضى يعانون أمراضا مزمنة ومن يشكون أعراضا مختلفة وغير مرضى للاطلاع على الوضع هناك,ينتقلون بكثافة لا توصف إلى واويزغت من كل صوب و حدب,من تباروشت و تيلوكيت و أيت مازيغ و تكلفت و تفرت نايت حمزة و أربعاء أقبلي أفورار و ايت عتاب ,ازيلال,انركي ,تكلفت,بين الويدان,ايت عباس ....,على اختلاف حالاتهم المستعجلة و المزرية,مرضى يحملونهم ذويهم في معاطف وأغطية رثة بالية ويطرحونهم أرضا في انتظار سيارة إسعاف أو ممرضين يحملونهم,واليوم الاثنين 26يناير عرف المستشفى المتنقل توافد مرضى كثيرين خاصة النساء و الشيوخ,يغمي عليهن ولا من يلتفت لحملهن يمتص جسده المترهل برودة الأرض,ملقى على الأرض و لا من رحيم غير نظرات الحاضرين التي تخترق أجسادهم و لا من مبادر ولا رحيم... تتوالى سيارات إسعاف لجمعيات ومن جماعات مختلفة كجماعة ايت عباس, وبين الويدان,وواوزغت...تصطف أمام الحاجز لمراقبة الحالات المستعجلة ,و السماح لها بالمرور للدخول للفحص و المعالجة, و ما هو متداول أن الزبونية و المعرفة هما سيدتا الموقف,واستغلال لبعض الأشخاص بالمنطقة للأمر من خلال حمل كل الراغبين في الفحص في إسعاف المركز الصحي للعلاج كما يقول البعض, و إن كانت الصرامة و النظام من طرف الطاقم الطبي الذي يستقبل المواطنين و المواطنات بالبشاشة و الطيبوبة و حسن المعاملة... هي فرصة لاستفادة المرضى المتضررين لكن مدة 45 يوما لا تكفي, في وقت لا يتوفر فيه الإقليم على مستشفى إقليمى قائم بذاته,في فصل المعاناة والآلام و الأمراض ,والذي يعتبره السكان بمثابة مستودع الأموات أو محطة للتنقل نحو المستشفى الجهوي ببني ملال لتلقي الإسعافات الأولية و العلاج...