الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتّقين، ولا عدوان إلا ّ على الظّالمين، وصلّى الله وبارك على سيّدنا محمّد النّبيّ الخاتم، أشرف معلّم، وعلى آله وسلّم، السّلام عليكم إخوتي الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد وددت للذّكرى أن أشير إلى أنّه ينبغي على المؤمن أن يلتزم بطوق النّجاة المتمثّل في الوحيين: كتاب الله وسنّة رسوله فلا يأخذ عمّن لا يثق بعلمه وخلقه، ويحترم عقله فلا يضعه بين يدي السّفهاء يعبثون به، ولا يسلم دينه من أجل عرض من الدّنيا قليل، وليكن متّبعا لقول الله عزّ وجلّ في محكم التّنزيل: ((ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور))، مقتفيا في ذلك لأثر رسول الله صلّى عليه وآله وسلّم، فالطّاعة الواجبة هي لله ولرسوله ولأئمّة المسلمين في المعروف إذ لا طاعة في معصيّة، قال الإمام القرطبيّ في الجامع لأحكام القرآن: ((ومن يسلم وجهه [أي يخلص عبادته فيقصد بها وجه الله]، وهو محسن [أي بإتقان مع حضور القلب ومراقبة الباري عزّ وجلّ لأنّ العبادة من غير إحسان لا تنفع]، فقد استمسك بالعروة الوثقى ومعناه تسليم الأمر لله تعالى والخضوع له بالاستسلام وجعل الوجه والذّات والنّفس خالصة له دون سواه))، ولا شكّ في أنّ الغلو صفة مذمومة لا يحل لمؤمن أن يتّصف بها، خصوصا بعد أن حذّر الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم منها كما في رواية عبد الله بن مسعود بالقول: ((هلك المتنطّعون، هلك المتنطّعون، هلك المتنطّعون)) وقوله: (لا تطروني كما أطرت النّصارى عيسى ابن مريم) فإذا كان الرّسول صلّى الله عليه وآله لا يسمح بإطرائه وينهى عنه فكيف يُطرى الأقزام وينفخ في الشّخص الهزيل ليجعل منه عملاقا؟!! فمن الكذب على الله الغلوّ في الأشخاص والغلو في الدّين وما الله بغافل عمّا يعملون ونعوذ بالله من النّفاق ومن صفات المنافقين، ونسأله جلّ وعلا أن يرزقنا الفقه في الدّين مع الصّدق في القول والإخلاص فى العمل، آمين وصلّى الله على محمّد وآله الطّاهرين، والحمد لله ربّ العالمين [image] إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل