و كالعادة ينتظر شباب مدينة أزيلال مساء كل أربعاء بفارغ الصبر وعلى أحر من الجمر ، فلا تكاد تمر عشية منه إلا و ينصب تفكيرهم من جديد في الأسبوع المقبل و الأربعاء الموالي ، عادة اكتسبها شباب المنطقة بالفطرة ، لمحدودية تفكيرهم وتقوقعهم داخل مجتمع لا يملك المقومات البيداغوجية لصناعة جيل قادر على خلق الحدث وتفجير طاقاته في ميادين أخرى ، المجتمع نفسه أحوج إليها من \" السويقة \" التي تفجر فيها طاقات إبداع المراهق المتخلف الذي لم يجد من يرشده ، وتعكس فيها صورة بشعة للعلاقة بين الشاب والشابة علاقة يخيل لك كل عشية أربعاء أنها الشيء الوحيد الذي يستطيع الشاب الأزيلالي فعله و الإبداع فيه ، و أنه المجال الوحيد الذي تفجر فيه طاقات شباب المنطقة ، فكر ملوث ، لوثته الأفكار المستوردة التي لا يتعامل معها المجتمع بعقلانية ورزانة للحد من إنعكاساتها السلبية على حياة مراهقي المنطقة ( شكلا ومضمونا ) ، و التي شوهت مظاهرهم وتركت فراغا في عقولهم كما أنها أساءت كثيرا إلى سمعة الجهة ككل ( ثقافيا و أخلاقي) .لا عيب في مسايرة التطور لكن بعقلانية المنفتح الراغب في تطوير أفكاره وأساليبه طبعا ليس على حساب الأخلاق وثقافة الأجداد .وذلك بالقيام بأفعال تخدش الحياء وتجرح كرامة المجتمع منها طريقة الكلام و اللباس ( التواشى ) التي تسيء بشكل كبير للدين الإسلامي الذي نتبع منهجه وإلى السيرة التي وجدنا عليها آباءنا ، بدعوى الإنفتاح و مسايرة الركب .\" السويقة \" ... . صار الشاب الأزيلالي المحافظ يخجل من مرافقة أهل بيته إلى \" السويقة \" ، فالرفاق التائهون الحائرون متسكعون في جنبات الممرات ينتظرون الفرائس أو تراهم واقفون يمعنون النظر في الفتيات اللواتي أضفن نكهة خاصة \" للسويقة \" بملابسهن المتبرجة و أخلاقهن المنحلة ، فهن يتحملن العبء الأكبر في هذه المهزلة التي خدشت حياء المنطقة ، لم تصل فتياتنا بعد إلى درجة التبرج الفاحش ( لهلا يزيد كثر ) مثلما نراه اليوم في مدننا الكبرى ، لكنهن سائرات بثبات في درب ذلك .أنا أتسائل : أين دور الآباء و الأمهات في تخليق حياة أبناءهم ، وعضهم و إرشادهم ؟؟ علما أنهم على مرأى من ذلك و هم يشاهدون تلك المناظر مرارا وتكرارا ولا من يحرك ساكنا . رسالة إلى كل أب و أم كونا على يقين أن ما يفعله أبناء الجار سيفعله أبناؤك أيضا فلا تكونا في غفلة من هذا .إذا قمنا بعملية حسابية فثلثي المتسوقين الحاضرين مجمع الشيطان هذا ليس غرضهم التسوق ، ( فعلا لما شرا يتنزه لكن النزاهة في حدود ) – بل هم من المساهمين في شحن الأجواء وكهربتها وذلك للتعبير عن ما يخالج مخيلتهم من أفكار سوداء عششت في جماجمهم ، هي من نتاج مرحلة المراهقة التي قل ما يخرج منها الشاب الأزيلالي سالما من كل الأخطار المحدقة به فهو دوما ما يفشل في هذه المرحلة من الحياة .عفوا ًلنضع مشاكلنا جانبا فكل انسان خلقه الله إلا وابتلاه لكنه أوجد لنا عقلا لنميز به الفكر الصالح من الطالح فلنعُض على ديننا بالنواجد .رسالة من أخ غيور ... لنغير سلوكنا