بعد الفضائح الكبرى التي همت البلاد واثقلت كاهل العباد . وساهمت في التيئيس والتفقير والتجويع رغم المشاريع الكبرى التي يشرف عليها الملك شخصيا . فالأمة المغربية لم تعد تستحمل الصمت والسكون بل قررت الخروج من عنق الزجاجة مستنجدة ومنادية " وامعتصماه وا معتصماه وامعتصماه " فالصبر كيدبر أدار الحكة والكزيمة. فالإصلاحات التي امتازت بها سياسة محمد السادس خلال العشر سنوات من الحكم خففت شيئا ما من وطأة القهر التي كرستها الحكومات السالفة الغير التيقنوقراط ودأبت على التصحيح والتغيير من أجل محاربة الهشاشة والتهميش لكن ما ضاق به صدر المغاربة أن الحكومة الحالية احتلت المرتبة الأولى في الردة ولم تحقق البرنامج العام الذي تلاه الوزير الأول وصادق عليه البرلمان بل كرست سياسة سابقاتها من الحكومات وعانقت الحداثة بمفهوم مقلوب خرب الثقافة المغربية ولم يحترم المقومات وخاصيات المغرب والمغاربة بل ساهم في زعزعة أخلاق الأمة من خلال السماح والتسامح لتفشي ظواهر الفساد بدء من الدعارة والقوادة والمسلسلات الأجنبية المدبلجة بالدارجة المغربية وقلة الحياء في مسلسلات مغربية وظهور فنانات وممثلات مغربيات شبه عاريات في حفلات رسمية وانتشار مقاهي الشيشا والارجيلة والإختلاط وتمييع الحقل النسائي ببعض الجمعيات النسوية الخدومة لترويج بضاعة مستوردة باسم الحريات الفردية وحقوق الإنسان بل جاهرت بدون حمرة الخجل سعيها لأربعة رجال وممارسة الجنس خارج الزواج كما تم تنميطها على السراويل والتشبه بالرجال في حلق الشعر وشرب السجائر وتناول المخدرات وبدت اليوم بطلة في الجريمة تدبح وتسلخ وتقود عصابات وشبكات الدعارة والتزوير والسحاق . فأين حكومة عباس الفاسي وهي ترى بأم عينها هذه الصور المخلة بالحياء ولماذا لا تجتمع على محاربة هذه المشاهد المقززة التي يندى لها الجبين وليس أي جبين . القضايا والملفات العالقة لازالت في رفوفها تنتظر من يخرجها إلى الوجود وترى النور فالتعليم في أدنى مستوياته والصحة في الإنعاش والتشغيل مغمى عليه والمالية تقترض و الأمة تدفع والقضاء لابد - كما قال الملك - في خدمة الشعب فالمسيرات السلمية والإحتجاجات وتقارير المجلس الأعلى للحسابات وأمام الأذان الصماء للحكومة نلتمس التدخل الملكي لحل الحكومة وحل البرلمان وحل الأحزاب وإ عادة النظر في التعيينات والشعب المغربي ليس مع اليمين ولا مع اليسار بل مع رجالات خدومة وبعيدة عن التقارير المخدومة