لا مرحبا بالوفد الصهيوني البرلماني في بلادنا. لا مرحبا به في مراكش عاصمة الملوك المغاربة المجاهدين. لا مرحبا به في بلاد الأدارسة والموحدين والمرابطين والعلويين.. لا مرحبا بالصهاينة في أي بلاد عربية أو إسلامية. لا مرحبا بهم في أي مكان. لا مرحبا بهم لأنهم مجرمون عتاة، وقتلة كبار. وسفاكون للدماء، هتاكون للعرض، غاصبون للأرض. يقتلون الكبار والصغار، والرجال والنساء، يقتلون الأجنة في بطون أمهاتهم. يقتلون الطيور في أشجارها، والحيتان في بحورها. ويسلبون للناس والدول الأموال من جيوبهم إلى بنوكهم، ويديرون تجارة الدعارة والخسارة والبوار. لا مرحبا بالوفد الصهيوني وقد جعل على قمة الهرم الحاكم في كيانه الغاصب، أعتى مجرميه، وأكبر سفاكيه، صاحب السجل الحافل بالأيام السوداء واليد الملطخة بالدماء البريئة. والذي قاد حربا شرسة على المسجد الأقصى ومن حوله، وعلى أهلنا في الأرض التي بارك الله حولها. من ينام ويستيقظ على أرواح تزهق على أيدي جيشه المهزوز المذعور ومن يشن حربا يومية على الشعب العملاق الصابر منذ أن اعتلى كرسي الرئاسة الفرعوني. كيف يحلو للمغاربة سواء كانوا في مراكز المسؤولية والقرار، أو كانوا في الشوارع والبيوت، كيف يحلو لهم أن يطأ أرضهم أقدام مدنسة لقوم لا يرقبون في المسلمين إلا ولا ذمة. يرضونكم بأفواههم، وما تخفى صدورهم أكبر. وأي عار أكبر من أن ترحب بالقتلة والمجرمين، أي عار أكبر من أن ترى الرؤوس تقطع يوميا، وتدبح يوميا، من طرف هؤلاء الصهاينة، ثم تفتح لهم أبواب الترحيب والتصفيق وتمد لهم يد المصافحة. باستقبال الوفد الصهيوني والجلوس إلى جانبه، نعلن عن مواقفنا الصريحة على مجازره اليومية في حق شعبنا في فلسطين، وعلى حصاره المطول لرئيس السلطة الفلسطينية، باستقبالنا للوفد الصهيوني نعلن عن الخيانة والخذلان للقضية المركزية في عالمنا اليوم قضية الأقصى وفلسطين. وليست أرض الإسراء والمعراج بعيدة عنا وليست قضيتها بعيدة عنا، بل نراها ونعيشها كل يوم، وأثار معركتها الطاحنة ممتدة في طول العالم وعرضه، ومشارق الأرض ومغاربها. والمجاهدون في الأرض المباركة لا يدافعون عن أنفسهم فقط، ولا عن أعراضهم وأموالهم فقط، ولكنهم يدافعون عن الأرض العربية كلها وعن الأرض الإسلامية كلها. هم قادة المعركة وفرسانها، ونحن إما مساعدون أو متفرجون. وحذار ثم حذار أن نكون من الخائنين والمنافقين. لا مرحبا بالصهاينة في بلادنا ومراكشنا، وأضعف الإيمان كما قال عدد من الفعاليات المدنية والسياسية، أن نقاطعهم، ونقاطع الاجتماع الذي يضمهم، فلا تقعدوا معهم، إنكم إذا مثلهم.