تستضيف وزارة الثقافة والاتصال وجمعية مغرب الثقافات المهرجان الأول للرباط وسلا، وهو المهرجان الذي ينسخ مهرجان الرباط المعروف، ويتخذ اسما آخر له هو "موازين". ويتضمن المهرجان الممتد من 18 إلى 24 ماي الجاري أنشطة للموسيقى الراقصة ومعرضا للفنان السينغالي "لوسمان سو". أما الرقص والموسيقى فيحتضنهما مسرح محمد الخامس، وأما منحوتات السنيغالي فتعرض في رواق باب الكبير بالأوداية. ونحن إذ لا نعترض على الفن الجميل والراقي، الذي ينهض بالمجتمع ويهذب ذوقه ويجمع كلمته، لا نتردد في التنديد والاستنكار لما يمس أخلاقنا وقيمنا ومشاعرنا، ويقطع الطريق على قضيتنا الأولى والمقدسة قضية التحرير الكامل من العلو والإفساد الصهيو أمريكي، ذلك أن توقيت عدد من المهرجانات وتواليها علينا، ومضامينها الخيلعة يجعل منها غزوا ثقافيا منظما للمجتمع المغربي، في وقت نهض فيه ليساند المقاومين اللفلسطينيين في الأرض المقدسة ، وفي وقت اشتدت فيه كثافة الاحتجاجات على حكومة الأغلبية الاشتراكية من جهات متعددة. كما أن وقوف جهات أجنبية وراء المهرجان يؤكد ما ذهبنا إليه، فقد سبق لمثل هذا المهرجان أن نظم في باريس، وعرضت مجسمات السينغالي على قنطرة الفنون المؤدية إلى متحف اللوفر سنة 1998، ثم إن القناة الفرنسية "تي في 5" (TV5) قدمت وصلات إشهارية متوالية للمهرجان، وتعد من الممولين له، ولمهرجان فاس للموسيقى الروحية في العالم، الذي يستعد للبدء مع مطلع شهر يونيو القادم وينتهي في الخامس منه. ولن نكون أقل استنكارا لهذه المهرجانات من الفرنسيين أنفسهم، الذين رفضوا عرض المجسمات العملاقة للفنان السينغالي ولا يعود رفضهم لتلك المجسمات إلى لون صاحبها أو جنسيته، بل إلى خلاعتها وتقديمها للأجساد الذكورية والأنثوية عارية تماما، مركزة على التفاصيل الجنسية لها، وخاصة الأعضاء التناسلية. لقد أدرك الناس اليوم أن جهات نافذة في دواليب الحكومات الغربية وأتباعها في الدول الضعيفة، تستخدم الجنس والهوى والخلاعة لتخذير الجماهير واستغفالها واستحمارها وصدها عن مصالحها الحقيقية، وعن رؤية الاستكبار الصهيوني الأمريكي الذي يمتص منها الدماء والأموال والأعراض والنفوس والعقول. ولذلك نحن نقول، لا مرحبا بالصالصا والصامبا، ولا مرحبا بأوسمان ساو، ولا بغيره من الذين يستخدمون الفن لأغراض استعمارية إمبريالية. ومرحبا بالفنون المناضلة، وبالفنون الجميلة الراقية، أما الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار لصد الناس عن سبيل الرشد والحق فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون. الحسن سرات