يشارك المغرب للسنة الثانية على التوالي في مهرجان "مدريد سور" (مدريدجنوب)،الذي سينظم في دورته الرابعة عشرة في أكتوبر القادم بمدريد بهدف إطلاع الجمهور الاسباني على التراث الفني المغربي الغني بجوانبه الأصيلة والمعاصرة. وتتوخى المشاركة المغربية في هذه التظاهرة الثقافية،المقرر تنظيمها ما بين 2 و25 أكتوبر القادم بسبع بلدات بضواحي العاصمة الاسبانية،إعادة قراءة بعض الجوانب من التراث الفني الوطني،انطلاقا من نظرة وفلسفة متجددة. ولتجسيد هذا الهدف،تشارك الفرقة المغربية للرقص المعاصر "2 ك فار" في المهرجان من خلال عرض راقص بعنوان "كاخون" (الصندوق)،إلى جانب الفرقة الاسبانية للرقص "إينكرباثيون دانثا". وحسب منظمي مهرجان "مدريد سور"،فإن هذا العرض الفني الذي سيتم تقديمه يومي 23 و24 أكتوبر القادم على التوالي،ببلدتي ألكوركون وريباس باثيا مدريد،يعتبر نتيجة تفاعل بين ثقافتين،فضلا عن كونه يعد تجربة تمزج بين الاصالة والمعاصرة. ويشكل هذا العرض الابداعي الذي يحمل إسم "كاخون" ويعني إحدى آلات موسيقى الفلامنكو،عملا يمزج بين لحظات من التناغم والفوضى بأسلوب شعري متميز. ويتعلق الامر بثاني مشاركة مشتركة بين فرقة "2 ك فار" المغربية وفرقة الرقص "إينكرباثيون دانثا" الاسبانية في هذا المهرجان،بعد أن قدمت الفرقتان خلال سنة 2008 عرضا راقصا يحمل عنوان "السراب"،الذي يمزج بين الرقص المعاصر والالوان والموسيقى والإيقاعات المغربية،وحركات الرقص الإسباني والفلامنكو. وفي إطار هذا المهرجان،ستقدم المطربة المغربية إلهام لوليدي يوم 24 أكتوبر القادم،حفلا موسيقيا مشتركا مع الفنانة الاسبانية آنا ألكايدي. ومن جهتها ستقدم الفنانة أنا ألكايدي فقرات غنائية مستوحاة من عدد من بلدان حوض البحر الابيض المتوسط كالمغرب واليونان وتركيا وبلغاريا. كما ستحيي أروكسترا شقارة بتطوان ومجموعة الفنانين الاندلسيين للفلامنكو سهرتين يومي تاسع وعاشر أكتوبر القادم في كل من فيوانلابرادا وليغانيس. ويتعلق الامر بحوار موسيقي فريد بين فن الفلامنكو والموسيقى الاندلسية. ويتضمن البرنامج الثقافي لهذا المهرجان أيضا مشاركة شبان من المغرب وتونس وفرنسا في ورشة دولية للدراما من أجل إبداع عمل فني،سيتم عرضه يوم 23 أكتوبر القادم في إطار برنامج "وصول الآخر إلى مخيلة الطفولة والمراهقة" لمؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي منظم مهرجان " مدريد سور". وحسب الكاتب المسرحي الإسباني الشهير ومدير المعهد الدولي للمسرح المتوسطي خوسي مونليون،فإن الدورة الرابعة عشرة لمهرجان "مدريد سور" تتوخى التركيز على الفلسفة الاجتماعية للمهرجان،وانفتاحه على الثقافات والحضارات الأخرى. أما المنسق العام للمعهد الدولي للمسرح المتوسطي بالمغرب والعالم العربي الاستاذ الجامعي العربي الحارثي،فأشار إلى المشاركة المتميزة للمغرب في هذا المهرجان الدولي،مشيرا في هذا الصدد إلى تناغم الاعمال الابداعية التي سيقدمها الفنانون المغاربة،وجمعها بين الإيقاعات المغربية التقليدية والمعاصرة. وأبرز الحارثي،في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء،أهمية التفاعل الثقافي بين المغرب وإسبانيا من الناحية الابداعية والجمالية والفنية،مؤكدا أن من شأن ذلك المساهمة في تعزيز التفاهم المتبادل. وأعلن في هذا السياق أن المعهد الدولي للمسرح المتوسطي بصدد الاعداد لعدد من أنشطة التعاون الثقافي بين المغرب وإسبانيا،من بينها التظاهرة التي ستحتضنها مدينة الرباط في نونبر القادم بمشاركة حوالي عشرين من الفنانين المغاربة والاسبان حول موضوع الجوار. وأوضح أن فنانين تشكيليين ومصورين ورسامين ومسرحيين وموسيقيين سيؤطرون خلال هذه التظاهرة،ورشات تكوينية في مختلف التخصصات لفائدة الشباب المغاربة.