خبير يؤكد ألا وجود لفيروس جديد ويوصي بتدابير احترازية في حال الإصابة بنزلات البرد تثير الإصابات المتزايدة بفيروس تنفسي بالصين يعرف باسم ميتانيموفيروس البشري (HMPV)، مخاوف العديد من الأشخاص والبلدان، بسبب تشابه أعراضه مع أعراض الفيروس المخلوي التنفسي الانفلونزا ونزلات البرد. ويستحضر هذا الفيروس في أذهان العالم وباء كورونا، التي جابت العالم بأسره، وخاصة أن الفيروس بدأ ظهوره في حينها بالصين أيضا. ويرى خبراء في الصحة، أنه تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في هولندا عام 2001، إلا أن الاعتقاد الشائع يفيد بأنه كان موجودا لفترة طويلة قبل ذلك بالرغم من أنه جديد نسبيا من حيث اكتشافه. ويعتبر فيروس (HMPV) ، ثاني أكثر أسباب أمراض الجهاز التنفسي الحادة شيوعاً منذ العام 2016 لدى الرضع والأطفال الأصحاء دون الرابعة عشر، وذلك من بعد الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، حيث ينتميان لنفس العائلة. وكل ما عرف عن فيروس (HMPV)، حسب الأطباء بالصين هو أن يشبه الأنفلونزا ولا علاج له حتى الآن، ويسبب أعراضا مثل السعال والحمى والصفير واحتقان الأنف لكن يمكن أن يتطور إلى التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، أما بالنسبة لفترة حضانة الفيروس فتتراوح بين 3 إلى 6 أيام، بينما قد تستمر الأعراض لفترات متفاوتة بناء على شدة العدوى، وينتقل الفيروس من خلال الرذاذ مثل السعال والعطس والاتصال الشخصي كالمصافحة أو الاتصال المباشر مع شخص مريض به. وفي هذا الصدد، نفى الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، جميع الأخبار المتداولة عبر وسائط التواصل الاجتماعي حول إعلان حالة الطوارئ بالصين بسبب انتشار فيروس الالتهاب الرئوي البشري (HMPV)، واصفا إياها بغير الصحيحة، مشيرا أن الوضعية بالصين غير استثنائية ومشابهة للسنوات السابقة، ما يعني أنه، حسب المعطيات المتوفرة لحد الساعة، ليس هناك أي تزايد استثنائي في حالات الإصابة بهذا الفيروس. وأضاف أن فصل الشتاء هو فترة للأنفلونزا الموسمية وكذا مجال خصب لتكاثر الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي للأطفال، خصوصا الرضع والأشخاص المسنين، موضحا أن فيروس HMPV يصيب الأطفال بل حتى البالغين لكن لا يترك أي آثار، وهو فيروس لا يقتصر على الصين لوحدها بل منتشر في مختلف دول العالم. وتابع المتحدث، أنه رغم إصابة الأطفال بهذا الفيروس إلا أنهم مع مرور السنوات يكتسبون المناعة ضده، وبالتالي لا يعطي أي أعراض خطيرة باستثناء كبار السن الذين يملكون مناعة ضعيفة، أو بعض البالغين الشباب المصابين بأمراض مناعية كالسيدا أو غيرها. وأكد الدكتور الطيب حمضي، أن أعراض الفيروس الرئوي البشري الذي يصيب الأطفال خصوصا الرضع هي السعال والحمى وصعوبة التنفس التي تتطلب في بعض الأحيان الاستشفاء، لافتا إلى أن غالبية الأطفال الذين يصابون في سن مبكرة يكتسبون المناعة، ورغم إصابتهم من جديد فإنه لا يخلف أعراضا كبيرة تهدد صحتهم، لكن إصابة كبار السن تنتج عنها أعراض كثيرة لأن مناعتهم تكون ضعيفة، مضيفا أن هذه الفترة وبعدها دخول فصل الربيع تعتبران خصبتين لتكاثر هذا الفيروس. وبخصوص المغرب، قال الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية: "بما أن الفيروس ليس بجديد ولا توجد طفرة جديدة ولا شيء استثنائي فإن الفيروس المخلوي أو HMPV يوجد في جميع بلدان العالم بما فيها المغرب، ويشكل بعض الخطورة على الأطفال سيما الرضع وينتشر بسرعة". ولتجنب ذلك أوصى الطيب حمضي، كل مريض يسعل بشكل كبير أن يلتزم بيته وارتداء الكمامة لتفادي انتقال العدوى للآخرين، وكذلك تجنب تقبيل أو حضن الأطفال أو الرضع من طرف الكبار لتفادي انتقال العدوى إليهم.