تحتضن مدينة إفران، في الفترة الممتدة من 13 إلى 17 غشت 2008، الدورة الثانية من مهرجان تورتيت، تنظم هذا المهرجان جمعية تورتيت للتنشيط الثقافي والفني والمحافظة على تراث المدن الجبلية بتنسيق مع السلطات الإقليمية والمحلية وعدد من المنعشين الاقتصاديين. محمد السعودي، المدير الفني للمهرجان، قال في تصريح ل»المساء» إن «مهرجان تورتيت الذي ينظم تحت شعار الطبيعة... في ملتقى الثقافات هو قيمة مضافة لهذه المدينة حيث تراهن اللجنة المنظمة على جعل مهرجان تورتيت الأكثر إشعاعا على المستويين الجهوي والوطني وهو طموح مشروع مادامت كل المؤشرات تدل على أن المهرجان تجاوز مرحلة البدايات وبدأ يسير نحو مأسسة هذه التظاهرة». وحسب ما ذكره المدير الفني للمهرجان فإن الأنشطة التي ينظمها المهرجان تتنوع ما بين أنشطة فنية ورياضية ومسابقات خاصة بالطفل. فعلى المستوى الرياضي، ستعرف مدينة إفران تنظيم سباق 10 كلم على الطريق، كما سينظم سباق للدراجات الهوائية في مدار مغلق في موقع ضاية عوا المعروف قرب إفران، وسيكون هناك سباق آخر للدراجات الهوائية خاص بالمسالك الجبلية الوعرة. من المسابقات الرياضية الأخرى التي سيعرفها مهرجان تورتيت دوري الحسن الثاني في الكرة الحديدية ومسابقة للصيد بالقصبة وأخرى في رمي القرص. فنيا، سيلتقي عشرات التشكيليين في معرض وطني بإفران لعرض آخر إبداعاتهم الفنية، كما سيتم اختيار أحسن لوحة تشكيلية يتناول موضوعها إحدى معالم المدينة أو بيئتها، هذا إلى جانب إقامة ورشة رسم لفائدة الأطفال. وستعرف التظاهرة كذلك توقيع كتب ومؤلفات لعدد من أبناء الإقليم منهم كتاب حول أسد افران لمؤلفه محمد العوان. وستتميز ليالي مهرجان إفران بسهرات موضوعاتية كبرى، يحييها فنانون مغاربة وعرب وفرق موسيقية من أوربا وأمريكا. سهرة الافتتاح والتي اختير لها عنوان «الخالدات» يحييها الفنان فؤاد الزبادي والفنانة المغربية الشابة أمنية (التي اكتشف صوتها المبدع الراحل إبراهيم العلمي صاحب أغنية - محلى إفران ومحلى جمالو-) ومجموعة ناس الغيوان. ويشارك في السهرة الثانية، وهي سهرة الأغنية الشعبية كل من عبيدات الرما من خريبكة ومجموعة أولاد البوعزاوي من سطات والفنان أنوار من الخميسات، أما السهرة الثالثة فاختار لها المنظمون اسم «ليلة التراث» وهي استحضار لأمجاد التراث الأندلسي والغرناطي والملحون ومدى تأثيرهم وتأثرهم بفن الفلامينكو، حيث يحيي هذه السهرة جوق شباب الأندلس برئاسة محمد أمين الدبي والفنان محمد باجدوب والفنانة بهاء الروندة ثم فرقة سجلماسة لفن الملحون وفرقة فلامينكو إسبانية. وستكون السهرة الرابعة ليلة شبابية بامتياز تحييها مجموعة أزا من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهي فرقة تضم في صفوفها عازفين مغربيين هما عبد الفتاح من مدينة امنتانوت ومحمد من وارززات استطاعا تكوين فرقة موسيقية في ولاية كاليفورنيا تمزج بين الإيقاعات الأمازيغية والإيقاعات الغربية، بالإضافة إلى مجموعة حاكمين من مكناس، وهي من الفرق الشبابية التي حظيت بهبة ملكية في الدورة الأخيرة من مهرجان موازين، ثم فرقة كلمة من الرباط وصوت الواحات من الراشيدية والشاب غريب وهو موهبة محلية. السهرة الختامية ستكون عبارة عن ليلة أمازيغية ستعرف تقديم أكبر مجموعة لفن أحيدوس من حيث العدد، إذ ينتظر أن يشارك فيها ما يزيد عن 150 عنصرا تقدم مجتمعة لوحة فنية راقصة، كما يشارك في هذه السهرة الفنان محمد رويشة من خنيفرة ومصطفى أمكيل من الحاجب ومحمد دامو من أكادير بالإضافة إلى المجموعة الفتية للفنان حدو أعراب.